الموقف من الجيش .. النفط .. الحكومة .. مبادرة الغويل .. السيولة .. الأمن .. هذا أبرز ما جاء فى مقابلة السراج على ليبيا الرسمية

ليبيا – أعرب رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج عن رفضه “لاقتحام” مقر المجلس الدولة  ، مبيناً أن الرئاسي و حكومته يتعاملون مع هذا “الخرق” بحكمة حتى الآن.

السراج أوضح خلال إستضافته في لقاء خاص أجراه معه مستشاره الخاص حسن الهوني و أذيع اليوم الأحد عبر قناة ليبيا الرسمية التابعة للمجلس الرئاسي بأن صبر المجلس لن يدوم كثيراً على مقتحمي مقرات مجلس الدولة  ، مؤكداً بأن حكومته ستوقف ما وصفه بـ” العبث”  قريبًا ولن ننتظر طويلاً.

واعتبر رئيس المجلس الرئاسي أن دخول رئيس حكومة الانقاذ المنبثقة عن المؤتمر العام خليفة الغويل لقصور الضيافة محاولة “عبثية” لإرباك المشهد وإدخال العاصمة في حرب.

وأبدى السراج استغرابه  عن الكيفية التى سيشكل بها الغويل حكومته قائلاً :” كيف سيُشكل خليفة الغويل حكومة وحدة وطنية مع عبدالله الثني وخليفة حفتر بعد عامين من التطرف والتحريض والحرب، كما أتعجب كيف أصبح أعداء الأمس أصدقاء اليوم” ، مؤكداً أن المصالحة الوطنية لا يمكن أن تُبنى على المصالح الشخصية الضيقة حسب تعبيره.

ملف النفط 

وبخصوص تطورات الهلال النفطي بعد تحريره من قبل قوات الجيش أكد رئيس المجلس الرئاسي تواصله بالسابق مع حرس المنشآت النفطية في منطقة الهلال النفطي التى كان يقودها ابراهيم جضران والمناطق الأخرى  ، كاشفاً على توصلهم إلى تفاهمات لإعادة الإنتاج وفتح الموانئ لإستمرارية التصدير .

واضاف :” كان من المتوقع من مؤسسة النفط ان ترفع القوى القاهرة بحيث يتم انتاج النفط وتصديره ولكنها اجلت هذا الإجراء إلى حين دخول أطراف أخرى إلى الهلال النفطي ومن ثم  حدث ما حدث من تصعيد في تلك المنطقة وهذا كله تجاوزناه و تعاملنا بإيجابية في سبيل ان يتم عودة انتاج النفط وتصديره” .

وأوضح السراج أن هناك آلية متفق عليها  منذ بداية عملية انتاج النفط في العهد الملكي ، مبيناً أن آليات التعاقد مع الشركات واضحة والآلية المالية لإيردادات النفط واضحة حيث تدخل ايرادات النفط الي المصرف الخارجي وتبقى 24 ساعة وثم تنتقل إلى المصرف المركزي ، معتبراص أن أي عبث او محاولة العبث بهذه الآلية سيضر بكل الليبيين .

جانب من لقاء السراج الذي عرض اليوم الاحد على قناة ليبيا الرسمية التابعة للمجلس الرئاسي
جانب من لقاء السراج الذي عرض اليوم الاحد على قناة ليبيا الرسمية التابعة للمجلس الرئاسي

الملف الامني 

وبخصوص الخروقات الامنية في العاصمة طرابلس قال أن هناك اجراءات حازمة وتشكيل غرف أمنية لمواجهة تزايد معدلات الجريمة من خطف وسرقة سيارات وحرابة وغيرها ،محملاً المصرف المركزي سبب الضعف الشديد في أداء الاجهزة الامنية بسبب عدم تسييل الاموال لها .

وأضاف السراج  بأنه سيتم تفعيل قطاع الشرطة وفق الإمكانات المادية التي سيستطيع الرئاسي توفيرها لوزارة الداخلية ، معتبراً أن الترتيبات الامنية في الاتفاق السياسي لم تتم بنفس وتيرة العمل على المسار السياسي.

وكشف على تواصلهم مع كافة التشكيلات المسلحة الموجودة على الارض ، مؤكداً أن بعضها انضوى تحت مؤسسات الدولة و على استعداد لاداء دور ايجابي في فرض الامن  و البعض الاخر لايزال مجرد تشكيلات مسلحة اجرامية ومؤدلجة منتشرة على الارض.

السراج أكد أن التشكيلات المسلحة موجودة في كل مدن ليبيا ، معتبراً أنه من المبالغة أن نقول بأنها موجودة في طرابلس فقط ، داعياً الى وجوب التعاطي معها ومحاولة استيعابها داخل مؤسسات الدولة وفق معايير انضباطية محددة جداً.

وبخصوص جهاز الحرس الرئاسي المشكل من قبل المجلس الرئاسي قال السراج :” خلال الشهر القادم سيكون للحرس الرئاسي ملامح واضحة على الأرض للقيام بدوره وسيتم تسليحه بأسلحة نوعية ، وموضوع التسليح  النوعي للحرس الرئاسي يقودنا لموضوع رفع الحظر عن التسليح ، مضيفاً بأن الرئاسي طالب بضرورة رفع حظر التسليح ليتم توفير السلاح للحرس الرئاسي” .

وبين رئيس المجلس الرئاسي أنه و بالرغم من الدعم السياسي الواضح من المجتمع الدولي لحكومة الوفاق الا أن الوعود كثيرة والدعم خجول كثيراً ،موضحاً بأنه اجتما مع البعثة الأممية وأبلغناهم استيائه من هذا التأخير لأنه يؤدي إلى ضعف أداء الحكومة في المرحلة القادمة .

وأكدأن الوضع في الجنوب خطير جداً و يحتاج بالفعل إلى وقفة جادة على جميع المستويات وخصوصاً الجانب الأمني ، مؤكداً وجود استباحة كبيرة للحدود الجنوبية وانتشار للتنظيمات الارهابية تجوب الجنوب والبعض منها يستغل الصراعات بين الليبيين انفسهم .

رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج خلال لقائه بالمشير حفتر في وقت سابق بمقر القيادة العامة بمدينة المرج
رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج خلال لقائه بالمشير حفتر في وقت سابق بمقر القيادة العامة بمدينة المرج

مجلس النواب و المؤسسة العسكرية

وبخصوص علاقة الرئاسي بمجلس النواب اتهم السراج رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح بتهديدهم في المجالس الخاصة والعامة بخصوص عدم منح الثقة لأي حكومة قادمة ، مرجعاً هذا الموقف من الاخير الى سحب صلاحيات القائد الاعلى للجيش من مجلس النواب.

وكشف على أن “قلة” من النواب يرفض خروج صلاحيات القائد الاعلى للجيش من مجلس النواب الي الرئاسي ، مؤكداً أن المجلس الرئاسي ليس الطرف المخول بفتح الاتفاق السياسي وتغيير اي مواد قانونية فيه .

وطالب السراج  مجلس النواب بان يقوم بتعديل الاعلان الدستوري ليصبح شريك فاعل في الاتفاق السياسي وأن يتحمل كامل مسؤولياته المناطة به.

وبخصوص رؤية الرئاسي للمؤسسة العسكرية التى يقودها المشير حفتر في الشرق ولقائه بالاخير في وقت سابق أكد السراج على دعمهم كقيادة سياسية للمؤسسة العسكرية في حربها ضد الارهاب ، معرباً عن رغبته بضرورة تكرار اللقاءات مع المشير حفتر ، مؤكداً استعداده الشخصي للقاء “خليفة حفتر” واي شخصية سياسية أو عسكرية في البلاد لحل الازمة الليبية .

السراج خلال اجتماعه مع محافظ المصرف المركزي بطرابلس الصديق الكبير في وقت سابق بمقر القاعدة البحرية "أبوستة" في طرابلس
السراج خلال اجتماعه مع محافظ المصرف المركزي بطرابلس الصديق الكبير في وقت سابق بمقر القاعدة البحرية “أبوستة” في طرابلس

أزمة نقص السيولة 

وأرجع رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج أزمة نقص السيولة النقدية التي تشهدها ليبيا لإختفاء 24 مليار دينار من المصارف وتواجدها عند التجار ورجال الأعمال والمواطنين في خارج المصارف في حالة غير طبيعية.

وأضاف بأن الرئاسي طالب مراراً وتكراراً محافظ المصرف المركزي الصديق الكبير بضرورة القيام بحزمة من الإجراءات لمواجهة الأزمة إلأ أن الإستجابة كانت بطيئة ولم ترقى إلى مستوى المسؤولية في بعض الأحيان مبيناً الحاجة لحزمة من الإجراءات والتحرك على عدة مسارات للتمكن من الحل ومن بين هذه الإجراءات التحويلات النقدية ورفع سقف تعبئة بطاقات الإئتمان وإمكانية بيع النقد الأجنبي للمواطن وإعادة تقييم سعر الصرف وفتح الإعتمادات للسلع الإستهلاكية وغيرها من الأجراءات التي تؤدي بمجملها إلى تخفيف معاناة المواطن وعودة السيولة للمصارف.

وبخصوص تغيير محافظ المصرف المركزي الصديق الكبير المنتهية ولايته أكد السراج أن هذا الأمر من إختصاص مجلس النواب في الظروف الطبيعية معرباً عن أمله بأن يتحمل المجلس المسؤولية عبر تمديد ولاية مجلس إدارة المصرف الحالي او تعيين مجلس جديد.

بنغازي و المنطقة الشرقية 

و عن الأوضاع فى مدينة بنغازي التى خرجت بها مظاهرات فى أسابيع متتالية رافضة للرئاسي قال السراج : ” هذه رسالة لأهلنا في الشرق  بأن كل الإمكانيات الموجودة ستكون لكل الليبيين على حد سواء و إعمار بنغازي من ضمن أولوياتنا و حكومة الوفاق جاهزة لتقديم الخدمات بما أمكنها من إمكانيات لجميع الليبيين بعيدا عن تسويق البعض للتجاذبات السياسية ”  .

 

و ختم السراج حديثه بأن الظروف الخدمية فى مدينة بنغازي تحتاج إلى وقفة جادة كاشفاً عن تواصل المجلس مع بعض الأفراد من أجل إزالة الألغام من جامعة قاريونس و آملاً من الجميع الإبتعاد عن الخلاف و الإنقسام السياسي  .

Shares