استنكر خمسة عشر نائبا من نواب كتلة فتح البرلمانية في المجلس التشريعي ما وصفوه بـ ” تغول” الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية على القانون والحريات العامة معتبرين أن ممارسات القمع و الإعتقالات تعد تقويضاً للمؤسسات في السلطة لصالح الهيمنة الشخصية والفردية لافتين لتكرار اعتداءات الأجهزة الأمنية على التجمعات السلمية للمواطنين والشخصيات وفضها بالقوة لمنع حرية الرأي والتعبير والتي كان آخرها محاصرة مخيم الأمعري بقوة كبيرة لفض اجتماع لكوادر وقيادات من حركة فتح وبحضور أعضاء المجلس التشريعي وعلى رأسهم النائب جهاد طمليه .
و كان الاجتماع الذى قامت قوات السلطة بمحاصرته يطالب بتوحيد حركة فتح واحترام المؤسسات والنظام والتأكيد على أهمية دعم وتنفيذ المبادرة الرباعية العربية التي رأي فيها الآلاف من قواعد وكوادر وقيادات فتح مخرجا حقيقيا من حالة الجمود الحالي الذى تشهده الساحة الفلسطينية على المستوى الداخلي والخارجي .
وأعرب النواب عن رفضهم القاطع للأحداث المؤسفة التي تلت محاصرة مخيم الامعري والتي أدت الى استخدام القوة تجاه المواطنين الغاضبين الذين خرجوا للتعبير عن رفضهم قرارات الفصل و العزل من الحركة التي طالت النائب طملية والناطق باسم فتح في القدس رأفت عليان وقيادات فتحاوية أخرى بسبب تأييدهم لهذه المبادرة التى كان قد أعلن عنها القيادي الفتحاوي محمد دحلان و ما أعقب هذه الحملة الأمنية من توتر في المخيمات كان أبرزها في بلاطة ومخيم الامعري .
و تأتي هذه الأحداث التى يعتبرها قطاع واسع من الفلسطنيين فى الداخل و المهجر بأنها لا تصب فى صالح خدمة القضية الفلسطينية قبل أيام من مؤتمر هو الأكبر من نوعه ستعقده حركة فتح منذ سنة 2009 ستتخلله انتخابات للجنة المركزية للحركة المؤلفة من 23 عضوا والتي يترأسها ابو مازن، بالاضافة الى انتخابات للمجلس الثوري المؤلف من 132 عضوا.
و تواردت تقارير بالتزامن مع الاعلان عن المؤتمر عن ضغوط تمارسها دول عربية على الرئيس عباس لاعادة محمد دحلان و هو منافسه المُبعد من الحركة الى الاراضي الفلسطينية من مقر إقامته الحالي فى دولة الإمارات العربية المتحدة.
وتسعى الرباعية العربية المؤلفة من السعودية ومصر والاردن والامارات العربية المتحدة الى الضغط على الرئيس الفلسطيني لحل الخلافات مع خصومه في حركة فتح بهدف تحقيق مصالحة أوسع مع باقي الفصائل الفلسطينية فى ظل تساؤلات عن الخلافة المحتملة للرئيس الفلسطيني الحالى الذى بلغ من العمر 81 عاما و حاجة الحركة الملحة لقيادة شابة تعبر بها إلى الأمام
يشار إلى أن الآلاف من قيادات و كوادر حركة فتح كانوا قد إحتشدوا يوم 6 أكتوبر الجاري في ساحة الجندي المجهول بقطاع غزة الخاضع لسيطرة حركة حماس مطالبين بتوحيد الحركة و إنهاء النزاع الذى يعصف بها الأمر الذى إعتبره دحلان رسالة قوية كخطوة أولى في سلسلة خطوات متصاعدة كما و نوعا قائلا : ” أن القاعدة الشعبية للحركة قبل كوادرها و قياداتها لن تسمح بإختطافها و تدميرها خدمة لأغراض مشبوهة تنتهي بتحطيم كل مؤسسات العمل الوطني و تديم إحتلال الأراضي الفلسطينية ” .