قزيط : الاستجابة لكافة تحفظات كتلة السيادة الوطنية بشأن الإتفاق السياسي قد تفجر الأوضاع بمكان آخر

ليبيا – أكد عضو مجلس الدولة عضو هيئة الحوار بلقاسم قزيط أن مسألة صدور بيان “باهت عن إجتماعات الهيئة الأخيرة بمالطا ليس بالأمر الجديد وقد تكرر للمرة الثالثة أو الرابعة فيما لم يمثل البيان ما كانت تنتظره الأطراف المتصارعة في ليبيا من الهيئة.

قزيط نفى بمداخلته الهاتفية في برنامج الحدث الذي أذيع أمس الأحد عبر قناة ليبيا الحدث أن يكون البيان قد تضمن أي إشتراطات على مجلس النواب مقراً بإنفتاح البيان على التأويلات في ظل سيادة حالة من الإختلاف بين الليبيين بشأن تفسير القواعد القانونية.

وشدد قزيط على وجوب قيام مجلس النواب بتعديل الإعلان الدستوري وتضمين الإتفاق السياسي فيه أو مواجهة هذه الإتفاق حالة من عدم التقدم وضرورة قيام المجلس بتقديم تحفظاته وتعديلاته الأساسية على الإتفاق خلال إجتماع رسمي وبشكل مكتوب للنظر في إمكانية معالجتها مؤكداً في الوقت ذاته صعوبة الإستجابة لكافة تحفظات كتلة السيادة الوطنية بالمجلس البالغة 53 تحفظاً لإحتوائها على تحفظات ليس بالجذرية وتعديلات قد تفجر الأوضاع في أماكن أخرى.

وأشار قزيط إلى إعتقاده المبني على المعطيات التي يراها على الرغم من عدم تمثيله كافة الأطراف بهيئة الحوار أو تلك الفاعلة على الأرض والذي يرجح وجود نوايا لمعالجة تحفظات مجلس النواب على الإتفاق السياسي إن صدرت بشكل رسمي وليس عبر تصريحات إعلامية وإن صبت في إطار السماح بتمرير الإتفاق مضيفاً بأن أي تعديل يوصل إلى حالة من التوافق بين الليبيين يعد مقبولاً لا سيما إن كان يضمن دخول الجميع داخل دائرة التوافق.

وتطرق قزيط إلى المشكلة الكبرى التي تعيق عمل هيئة الحوار والمتمثلة في كون ما يرضي طرف ما يزعج الطرف الآخر على الرغم من وجود روحية لمسها الجميع خلال جلسات الحوار الأخيرة بمالطا لمعالجة بعض القضايا العالقة حيث تجسدت هذه الروحية التي جاءت متأخرة عمليا عبر الحوارات الجانبية التي جرت بين أطراف الهيئة مبيناً بأن طبيعة هيئة الحوار والخلفيات السياسية والصراعات والخلافات العميقة الموجودة بقاعدة المجتمع الليبي وليس بالهيئة جعلها واجهة تمثل هذه الصراعات والخلافات التي لا تعبر عن آراء أعضائها بل عن الإختلافات الموجودة فعلياً بطرابلس وبنغازي وطبرق والمدن الكبرى.

وأقر قزيط بإمكانية وجود نوع من عدم التوازن بتشكيلة أعضاء هيئة الحوار مرجعاً ذلك لظروف تأسيسها على يد المبعوث الأممي السابق بيرناردينو ليون الذي رحب بإنضمام كل من يدعم الحوار في حينها للهيئة مضيفاً بأن جميع الأطراف ممثلة فيها بنسب متفاوتة بضمنها طرف برقة التي يمثلها الشريف الوافي وتوفيق الشهيبي وأحمد العبار وإن كان عددهم أقل من المطلوب إلا أنهم يحظون بقبول واسع من الأعضاء البرقاويين بمجلس النواب والقواعد الشعبية والرأي العام بالمنطقة الشرقية وبرقة.

وأكد قزيط مطالبته لأكثر من مرة بعودة الشهيبي والوافي إلى هيئة الحوار بعد إنسحابهما في وقت سابق وعدم إعتراضه على خلق مزيد من التوازن في هيئة الحوار التي يجب أن تكون ممثلة للأطراف والقوى السياسية الفاعلة على الأرض تمثيلاً منطقياً حتى تتمكن من إنجاز التوافق بين الليبيين.

وبشأن ما يقال حول دولة المواطنة وغلبة ممثلي مدينة مصراتة على هيئة الحوار أشار قزيط لعدم إمكانية إعتبار عضو هيئة الحوار نادية جعودة من مصراتة فيما تسكن أسرتها منذ 200 عام في بنغازي أو إنتساب محمد صوان لمصراتة فيما يمثل حزب العدالة والبناء مبيناً عدم دقة هذه المعلومات حيث يمثل قزيط نفسه المؤتمر الوطني العام سابقاً ومجلس الدولة حالياً بالهيئة.

وأعرب قزيط عن إعتقاده بوصول هيئة الحوار إلى نهاية المطاف ما يحتم عليها القيام خلال الأجتماع أو الإجتماعين المقبلين على أقصى تقدير الوصول إلى نتيجة أو جعل الليبيين يبحثون عن مسار جديد بعد أن ترفع الهيئة يدها وتعلن عجزها وتسليم الراية إلى فريق آخر أو تغيير قواعد اللعبة السياسية الحالية التي لا يمكن أن تستمر إلى الأبد في ظل نفاد الوقت أمام الجميع ما يحتم عليهم بدء مسار مغاير ربما يستمر لأيام أو أشهر أو سنوات أو يعيد البلاد لمربع الإقتتال من جديد.

 

Shares