الكيلاني

” أبو ليث ” جهادي حُكم بالمؤبد فى 2006 ..رافق بلمختار و قتل فى الجفرة..تنظيم القاعدة يفقد أحد رجاله فى ليبيا

لقى الكيلاني مفتاح ابراهيم الزوي أبو نوارة المكنى بـ ” أبوليث الأنصاري ” مصرعه اليوم الجمعة فى ملابسات غير واضحة بمنطقة الجفرة الا ان مقربين من تنظيم القاعدة نعوا فقيدهم و قالوا انه قُتل عن طريق الخطأ عندما كان على متن سيارة تحمل سلاح متوسط خرجت منه رصاصة بسبب السرعة الزائدة و استقرت فى ظهره و أدت الى مصرعه .

 
و رجحت مصادر المرصد مقتل ابونوارة اليوم متأثراً بجراح أصيب بها فى غارة جوية دقيقة إستهدفت ظهر أمس الخميس عنبراً فى قاعدة الجفرة الجوية وسط البلاد و اسفرت عن مقتل اثنين ابرز قادة الجماعات الاسلامية المتمركزة هناك و هما موسى ابوعين الذراع اليمنى لابراهيم جضران و منصور الفايدي الناطق الرسمي باسم يسمى” سرايا الدفاع عن بنغازي ” ما يعني ان اجتماعاً كان يُعقد بهذا الموقع لحظة وقوع الغارة الامر الذى يعزز معلومات مقتله فى الغارة .

العقيد المهدي البرغثي يودع جثمان موسى بوعين فى قاعدة الجفرة الجوية 8 ديسمبر 2016
العقيد المهدي البرغثي يودع جثمان موسى بوعين فى قاعدة الجفرة الجوية 8 ديسمبر 2016

أنشطة و علاقات

 

برز إسم أبونوارة فى التقارير عن انشطة تنظيم القاعدة فى مدينة أجدابيا و ضواحيها خلال السنوات الاخيرة قبل ان يبلغ الامر ذروته عندما ظهر فى مقطع مسرب رفقة آمر كتيبة الملثمين فى تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي مختار بلمختار سنة 2014 قبل الغارة الامريكية التى استهدفت مقراً لهم جنوبي المدينة .

https://youtu.be/faD6a6YcUXo

 

و فى نهاية سنة 2015 خاضت قوات الجيش حرباً شرسة على التنظيمات المتطرفة فى مدينة أجدابيا بما فى ذلك تنظيمي القاعدة و داعش و بحلول 20 فبراير من سنة 2016 اعلن الجيش سيطرته على كامل المدينة و دحر هذه المجموعات التى أعلنت لاحقاً عن تأسيس ما يشبه جيشاً للمقاومة تحت مسمى ” مجلس تحرير اجدابيا و دعم مجاهدي بنغازي ”  بغية استعادة المدينة و كان للكيلاني دوراً بارزاً فى هذه العملية و لكن كل محاولاتهم بائت بالفشل .

و منذ ذلك الوقت يعتبر الكيلاني ابو نوارة المكنى ” أبو ليث الأنصاري ” الرجل الثاني فى تنظيم القاعدة بمدينة اجدابيا بعد القيادي ” الساعدي ابوخزيم ” المعروف باسم الساعدي النوفلي ” و المكنى بـ ” أبو عبدالله ” و هو آمر ” مجلس تحرير اجدابيا و دعم بنغازي” كما انهما يرتبطان بعلاقة متينة مع عبدالمنعم الحسناوي المكنى ” أبو طلحة ” القيادي القاعدي فى الجنوب ليشكل مقتله اليوم ضربة موجعة للتنظيم تضاف الى ضرباته فى الجنوب و بنغازي و اجدابيا .

الساعدي النوفلي فى بيان اعلان تأسيس سرايا الدفاع عن بنغازي
الساعدي النوفلي فى بيان اعلان تأسيس سرايا الدفاع عن بنغازي

 

التحالف مع داعش و انصار الشريعة و سرايا بنغازي

شهدت الفترة التى سبقت الاشتباكات بين الجيش و التنظيمات الاسلامية المتطرفة فى مدينة أجدابيا التى وجدت نفسها منسحبة الى اطراف المدينة الغربية و الجنوبية ولادة تحالف جديد سُمي باسم  ” مجلس شورى تحالف ثوار اجدابيا و ضواحيها ” .

و كان أبونوارة قد أختير كأمير لهذا المجلس على ان تنضوى وفق اتفاق معين مختلف التنظيمات المتطرفة بما فيها تنظيم داعش تحت إمرته حيث كانت رايات تنظيمي القاعدة و داعش على سبيل المثال ترفع جنباً الى جنب فى اماكن تمركزات التنظيم كما هو فى هذا المقطع الذى يتحدث فيه ابو نوارة يوم 14 ديسمبر 2015 فى ” بوابة الـ 18 ” جنوبي اجدابيا .

https://youtu.be/6ITkOXGHf7E

 

و بعد ذلك و مع تشكيل سرايا الدفاع عن بنغازي التى اعلنت ان مرجعيتها هو المفتي الصادق الغرياني انضم ما يسمى مجلس تحرير اجدابيا و دعم بنغازي الى السرايا و اصبح جزءاً منها و شارك معها فى الهجوم الدموي الفاشل على منطقتي سلطان و اجليداية منتصف يوليو الماضي بمشاركة مقاتلين أجانب وذلك بحسب افادة سكان محليين قابلتهم المرصد عقب انتهاء الحرب فى المنطقة و مناطق الرقطة و شط البدين و كركورة و المقرون  . لمشاهدة هذه الافادات إضغط هنا .

 
من هو ” ابو ليث الانصاري ” و كيف كانت نشأته ؟

هو الكيلاني مفتاح ابراهيم الزوي ابو نوارة من مواليد 1983 لعائلة تقطن فى حي المحلة الغربية بمدينة اجدابيا و درس سنة 2004 لمدة اقل من عام واحد فى كلية الاقتصاد قبل ان يلقى عليه القبض يوم 13 فبراير 2005 من قبل جهازي مكافحة الزندقة و الامن الداخلي بناءاُ على معلومات تحصلت عليها الاجهزة من المعتقل إبراهيم جضران لكونه عضو فى نفس التنظيم و يودع أبونوارة فى سجن أبوسليم بطرابلس لكونه أحد العناصر الهامة فى القضية الشهيرة المعروفة باسم 355 / جهاد .  للإطلاع على كامل تفاصيل هذه القضية إضغط هنا . 

و فى ذلك الوقت ، منحت الاجهزة الامنية و القضائية أولوية خاصة لمتابعة سير هذه القضية التى اعتبرت حينها واحدة من اكثر قضايا أمن الدولة تعقيداً و تشعباً نظراً لامتداد خلاياها فى ربوع البلاد و فى 12 اغسطس 2006 حكمت المحكمة على بونوارة بالسجن مدى الحياة بتهمة الانضمام لتنظيم جهادي ارهابي .

 
و قبل صدور الحكم و تحديداً فى 26 يوليو 2005 أُحيل ابونوارة الى القضاء و اعترف خلال التحقيقات باستقطابه الى تنظيم الجهاد و اقناعه بافكاره عن طريق ابراهيم جضران الذى كان يقضى حينها محكوميته فى السجن مؤكداً ان الاخير زوده ببعض الاشرطة الجهادية .

و خلال سنة و نصف من التحقيقات فى سجن ابوسليم مع عناصر الخلية افاد ابونوارة بأنه كان على قناعة بالسفر الى العراق بغرض الجهاد و بمحاولته الحصول على جواز سفر للإلتحاق بما كان يسمى ” تنظيم القاعدة فى بلاد الرافدين “.

كما أقر ابو نوارة الذى كان يكنى حينها باسم ” موسى ابوحجر ” و بقى فى سجن أبوسليم حتى فتح الثوار أبوابه فى 21 أغسطس 2011 بحضوره لعدة لقاءات و اجتماعات مع عناصر تنظيم الجهاد و بانه بايع التنظيم عن طريق أميره فى اجدابيا موسى الزغيد كما شارك في المبايعة الجماعية لـ فرج ناجي العقوري الذى كان أميراً للتنظيم على مستوى المنطقة الشرقية .

بطاقة متابعة صادرة عن جهاز الامن الداخلى سنة 2005 بحق الكيلاني الزوي بونوارة
بطاقة متابعة صادرة عن جهاز الامن الداخلى سنة 2005 بحق الكيلاني الزوي بونوارة

ملابسات اعتقاله و القبض عليه

 
‎بعد اكتشاف أمر التنظيم للسلطات الامنية صدرت التعليمات للكيلاني اسوة ببقية الأعضاء بالاختباء فيما اعتبرت الدولة الليبية التنظيم منحلاً على كامل أراضيها يوم 13 فبراير وهو يوم القبض على المعني باعتباره آخر الفارين الملاحقين و ذلك بعد تسليمه لفرع جهاز الامن الداخلي بأجدابيا من قبل ذويه بعد اتفاق مع الجهاز الذى أبلغهم بعدم جدوى استمرار فراره .

 مالذى يفعله قيادي من القاعدة رفقة قوة تتبناها وزارة دفاع الوفاق ؟ 

لم يكن ” أبوالليث ” الذى انتهت يوم امس آخر فصول 15 سنة من حياته امضاها متنقلاً فى كنف جماعات الارهاب و التطرف شخصاً عادياً او مجرد حامل سلاح يسعى لجمع المال و فرض نفوذه فى منطقة او قرية معينة فحسب كما هو حال المئات من قادة التشكيلات المسلحة المنتشرة أفقياً و رأسياً ، بل كان من من أبرز القادة المشهود لهم بتشبعهم بالافكار الجهادية . الأمر الذى يفتح باب التكهنات على مصرعيه عن سبب تواجده فى منطقة او قاعدة جوية ليبية ضمن قوات أكدت وزارة دفاع الوفاق عن تبعيتها لها بشكل كامل بما فيها تلك المسماة بـ ” سرايا الدفاع عن بنغازي ” و مجلس تحالف ثوار اجدابيا ” و ذلك فى بيان رسمي صادر عن الوزارة يوم امس الاول أكدت فيه تبعية هذه القوات لشرعية حكومة الوفاق .

Shares