الجزائر..أصوات المشاركة تعلو على البرامج الحزبية بعد أسبوعين من سباق الانتخابات

دخلت الحملة الدعائية للانتخابات البرلمانية الجزائرية اليوم الإثنين أسبوعها الأخير كانت فيها الأصوات الداعية إلى المشاركة بكثافة أعلى من صدى البرامج التي تعرضها الأحزاب لكسب أصوات الناخبين بسبب عزوف شعبي ملحوظ.

وفي 9 أبريل الجاري انطلقت رسميا الدعاية للانتخابات البرلمانية في البلاد والتي يشارك فيها 35 حزبا سياسيا وعشرات القوائم المستقلة التي تتنافس على 462 مقعدًا في المجلس الشعبي الوطني (الغرفة الأولى للبرلمان).

ونشرت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية اليوم الإثنين تقريرا حول مجريات هذا السباق منذ بدايته جاء فيه: “دخلت الحملة الانتخابية للبرلمانيات 4 مايو القادم أسبوعها الثالث والأخير بنشاط حزبي مكثف، في الوقت الذي تعرف فيه حالة من الفتور حسب المتتبعين ميزها غياب المواطنين عن الحدث”

وأوضحت “تبدو الحملة الانتخابية منذ انطلاقها في 9 أبريل الجاري محتشمة وباهتة في أغلب ولايات الوطن رغم الرهانات التي رفعها المترشحون لإقناع المواطنين بالبرامج الانتخابية بينما كان أغلب الجزائريين حاسمين في مواقفهم من خلال عزوفهم عن المشاركة في التجمعات”.

ومقابل هذا الفتور في الحماس الشعبي تجاه الانتخابات توالت التصريحات الرسمية التي تطالب المواطنين بضرورة الإقبال بقوة على التصويت، كون الانتخابات “محطة مفصلية في صون استقرار البلاد”.

ومنذ انطلاق الحملة الانتخابية قام رئيس الوزراء عبد المالك سلال، بثلاث زيارات ميدانية لكل من محافظات وهران (غرب) والجلفة (وسط) وباتنة (شرق) من أجل تفقد مشاريع تنموية، لكنها لم تخل من دعوات متكررة للناخبين من أجل التصويت للحفاظ على “مكسب الاستقرار”.

كما يطوف وزير الداخلية “نور الدين بدوي” محافظات البلاد خلال هذه المرحلة أين يلتقي مسؤولين محليين ومنتخبين لمتابعة سير قطاعه لكنه حثهم “على القيام بعمل تحسيسي لدى المواطنين من أجل إقناعهم بأهمية هذه الإنتخابات في حماية استقرار البلاد “المستهدفة” حسبه بفعل الفوضى السائدة في الجوار.

من جهتها لجأت وزارة الشؤون الدينية إلى إصدار تعليمة للمساجد الأسبوع الماضي توصي فيها الأئمة بتخصيص خطب الجمعة للحث على التصويت والقيام بالواجب الانتخابي.

وفي كلمة له أمام قيادات من القوات المسلحة بالمنطقة العسكرية بالجنوب الشرقي للبلاد دعا الفريق أحمد قايد صالح قائد أركان الجيش ونائب وزير الدفاع الوطني، الجمعة الماضية أفراد المؤسسة العسكرية للتصويت خارج الثكنات.

وسابقا وجهت وزارة الإعلام تعليمة لوسائل الإعلام المحلية تدعوهم فيها إلى غلق الباب أمام خطابات المقاطعة.

ويقول مراقبون محليون إن ظاهرة العزوف في الإنتخابات البرلمانية الجزائرية سلوك تقليدي حيث سجل آخر اقتراع نيابي جرى البلاد عام 2012 نسبة عزوف غير مسبوقة عن صناديق الاقتراع لم تتعد نسبة المشاركة فيه 43 بالمائة من إجمالي أعداد الناخبين.

Shares