أثارت نصيحة الرئيس عبدالفتاح السيسي للتونسيين بالحفاظ على بلادهم ردود فعل متفاوتة في الشارعين التونسي والمصري، خاصة وأنها جاءت عشية إحياء ذكرى ثورة 25 يناير.
ووجه الرئيس المصري السيسي خلال كلمته التي ألقاها، السبت 23 يناير/كانون الثاني، بأكاديمية الشرطة بمناسبة الإحتفال بالعيد الـ 64 للشرطة المصرية، رسالة إلى الشعب التونسي، داعيا أفراده إلى الحفاظ على بلادهم، قائلاً: “إن الظروف الاقتصادية صعبة لكل العالم، حافظوا على بلادكم، وما تضيعوش بلادكم”.
وأضاف: “أقول هذه الكلمة الآن عسى أن سبحانه وتعالى يمنحني أجرا بأنني وصيت بالخير والسلام والأمن والتعمير والتنمية والاستقرار، وليس بالترويع ولا التخريب ولا التدمير ولا القتل ولا الشر ولا سعيت له، أقول لكل من يسمعني في كل دولة حافظوا على بلادكم ولا تضيعوها”.
وكانت وزارة الدفاع المصرية أعلنت، الجمعة، أن عناصر القوات المسلحة والشرطة المدنية بدأت تنفذ دوريات أمنية مشتركة لتأمين المنشآت والأهداف الحيوية. وأظهرت لقطات فيديو نشرتها وزارة الدفاع تواجد قوات الجيش في ميدان التحرير، وذلك وسط مخاوف من احتجاجات وأعمال عنف في ذكرى ثورة يناير.
تصريحات الرئيس المصري أثارت العديد من التساؤلات وجدلا كبيرا لدى التونسيين والمصريين على حد سواء، خاصة بعد تواصل التوتر في تونس وفرض حظر التجوال الذي ساهم في تنامي القلق المصري من تكرار نموذج ثورات الربيع العربي.
من جهتها، أشادت وزارة الداخلية التونسية بتصريحات الرئيس المصري، وقال المكلف بالإعلام وليد الوقيني لـ”اليوم السابع” إن رسالة السيسي تأتي في إطار العلاقات الأخوية بين الشعب التونسي والمصري.
وأوضح الوقيني أن الشعب التونسي خرج بمسيرات في الشارع ضد العنف الذي يستهدف الدولة، مؤكدا أن الشعب التونسي وصف المجموعات التي خرجت وأحدثت دمارا في البلاد بأنها “مجموعة من المخربين”.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، ذكّر نشطاء تونسيون السيسي بتصريحات الرئيس السابق حسني مبارك عقب بدء أحداث الثورة في تونس سنة 2011، التي قلل حينها من تأثيرها واحتمال انتقالها إلى مصر، معتبرين أن تصريحات السيسي خلال احتفالية عيد الشرطة “خوف من تحركات يوم 25 يناير”.
ويرى مراقبون أن الأحداث التي عاشتها تونس قبل 5 سنوات، وتحديدا يوم 14 يناير/كانون الثاني 2011 كانت مصدر إلهام رئيسي لباقي انتفاضات الربيع العربي التي اندلعت في نفس العام في مصر واليمن وليبيا وسوريا.
إلى ذلك، دشن عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاغ جديد بعنوان #مصر_مش_تونس، للتعبير عن تضامنهم مع ثورة الشعب التونسي تم انتشاره بسرعة على كل من “فيسبوك” و”تويتر” تضاربت فيه الآراء حول مصير مصر، لا سيما مع اقتراب ذكرى 25 يناير.
#مصر_مش_تونس هاشتاغ قديم جديد، شاهد على أحداث تعاقبت ومرت بين بلدين حلما بالتغيير، كما شهد “تويتر” منذ أيام عودة قوية لهاشتاغ #الشعب_يريد_إسقاط_النظام.