عرض عسكري لتنظيم "داعش" بسرت

“داعش” و حلم غزوا أوروبا

يبدو أن خشية الأوروبيين من تهديد “داعش” بليبيا بات ملفا شائك ينتظر الحسم، في ظل بدء التنظيم في توسيع شبكة مقاتليه وجذب العديد من المتطرفين الأجانب إلى عاصمة التنظيم بشمال افريقيا.

هذه المخاوف المتجددة بدأت مع سعي التنظيم لإنشاء مركز جديد له في مدينة “سرت” خاصة بعد الضربات المتتالية التي تشنها دول التحالف بقيادة الولايات المتحدة ضد التنظيم في سوريا والعراق.

وأصبح من الواضح أن التنظيم المتطرف يستقطب مقاتلين من اوروبا ، حيث ذكرت مجلة “كناك” البلجيكية الأربعاء 10 فبراير, أن الشرطة البلجيكية اعتقلت الثلاثاء رجلا بلجيكيا من أصول مغربية كان في طريقه إلى ليبيا، وهو ما أكده لاحقا مدعي النيابة العام البلجيكي لوسائل الإعلام المحلية.

وقال مدير وحدة الأمن القومي البلجيكية، باول فان تيخيلت، للمجلة: حتى اللحظة ليست لدينا معلومات كافية عن مواطنين بلجيكيين آخرين غادروا مؤخرا متجهين إلى ليبيا، لكننا ندرك إمكانية مغادرتهم إلى السودان ومن هناك يستطيعون الدخول إلى ليبيا بسهولة.

ونقلت الصحيفة عن إحدى أهم المؤسسات الاستشارية في مجال الإرهاب “غلوبال”، تحذيراتها من التهديد المتصاعد في ليبيا من قبل داعش، والذي بدأ حسب قولها يؤسس لدولة قوية مشيرة إلى أن هناك ما يتراوح بين 3 إلى 5 آلاف مقاتل من داعش يتمركزون الآن في سرت.

وأفاد الرئيس التنفيذي لمؤسسة غلوبال ستار أوليفييه غيتا، بامتلاك المؤسسة لدلائل قوية تشير إلى أن قادة كبارا في داعش وصلوا مؤخرا إلى سرت، وهو ما يزيد مخاوف أوروبا، حيث لا تبعد ليبيا عن إيطاليا إلا بضعة مئات من الكيلومترات، وهو ما يجعل منها موقعا استراتيجياً كبيرا لشن هجمات من قبل “داعش” في أوربا وبلدان شمال أفريقيا.

ويرى المسؤول أن “داعش” في ليبيا سيكون أكثر استقطابا للمتطرفين الأوروبيين من سوريا أو العراق، موعزا ذلك إلى أن أغلب هؤلاء المتطرفين تعود أصولهم إلى بلدان المغرب العربي، فهم في النهاية أبناء بلاد وثقافة واحدة، حسب تعبيره.

وتجدر الإشارة إلى أن تنظيم الدولة المتطرف نجح في الاستحواذ على سرت، مسقط رأس الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، واستغل فرار سكانها من “ثوار 17 فبراير” الذين تركوا مدينتهم بعد المعارك العنيفة التي انتهت بمقتل القذافي في الـ20 من أكتوبر/تشرين الأول 2011.

لكن الغرب متفق على خطر “داعش” على الشرق الأوسط وعلى أوروبا، وعلى حتمية التحرك قريبا لاستئصاله من ليبيا قبل أن يستفحل خطره في العالم وأوروبا بصفة خاصة.

ومن هذا المنطلق ، اجتمع ممثلون عن ثلاث وعشرين دولة من التحالف الدولي في العاصمة الإيطالية روما في الـ2 من فبراير، لمراجعة خطط مواجهة تنظيم داعش في سوريا والعراق وبحث سبل وقف تمدده إلى مناطق جديدة في ليبيا حيث يتخوف المسؤولون الغربيون من استيلاء التنظيم على الموارد النفطية للبلاد ويبسط بذلك “خلافته المزعومة” ما يسهل جذب الطامعين من صائدي الثروات على حساب أرواح آلاف المدنيين المنهكين من حرب عمرها ناهز الخمس سنوات.

المصدر: موقع كناك البلجيكي

Shares