شنّ ناشطون أتراك انتقادات عبر مواقع التواصل الاجتماعي للسيدة الأولى لامتداحها نظام (الحرملك) الذي كان سائداً أثناء عصر الأمبراطورية العثمانية، ووصفته أمينة إردوغان بأنه كان “مؤسسة تعليمية أعدت النساء للحياة”.
وسارعت بعض الشخصيات التركية المعارضة للرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى انتقاد تصريحات السيدة الأولى على مواقع التواصل الاجتماعي وكانت سيدة تركيا الأولى تتحدث في أنقرة في اجتماع رسمي عن السلاطين العثمانيين، وفقا لقنوات تلفزيونية تركية. حيث جاءت تصريحاتها بعد يوم من تصريحات الرئيس إردوغان التي قال فيها إن المرأة هي “أم في النهاية”، في حديثه بمناسبة اليوم العالمي للمرأة. وقالت قرينة الرئيس التركي إن الحرملك كان بمثابة مدرسة لأعضاء العائلة الملكية العثمانية.
وأشارت إلى أن الآثار التي تركتها النساء في تاريخ حرملك الامبراطورية العثمانية الذي يصل لستة قرون، يمكن أن تمثل “مصدرا للإلهام”.
هراء
وفي رد فعله، قال غازي كاغلار على حسابه على موقع تويتر “إن تلقي التعليم في الحرملك لا يعني أنه كان مدرسة. هذا هراء”، مشيرا إلى أن عدد الجواري في حرملك السلطان كان يمكن أن يصل إلى 400 امرأة. لكن بعض المؤيدين للحكومة التركية، ومن بينهم الصحافي كيرين كينار، أشاروا إلى أن زوجة الرئيس التركي محقة في ما قالت.
وكان الرئيس التركي قد أثار موجة من الغضب في عام 2004، عندما قال إن “النساء والرجال ليسوا متساوين”. وقال معارضو الرئيس التركي إن حكومته تحاول أن “تفرض” القيم الإسلامية على الأتراك، وتقلّص الحقوق المدنية للمرأة، وانتقدوه لحثه النساء الأتراك على إنجاب 3 أطفال على الأقل، ووصفه تحديد النسل بـ”الخيانة”.
النساء والضحك
وكان نائب سابق لإردوغان، حينما كان رئيسًا للوزراء، قد تسبب في عاصفة غضب عام 2004 عندما قال إنه لا ينبغي على النساء الضحك بصوت عال في الأماكن العامة. وإلى ذلك، فإنه خلال الحكم العثماني المنقرض، كان أفراد العائلة الملكية، والخدم، والمحظيات يعيشون جميعا فيما كان يعرف باسم “حرملك السلطان”.
وكان مصدر الحرملك: الشراء، الإهداء للسلطان، السبايا وهناك من تجبرهن ظروفهن القاسية على اللجوء إلى الحرملك وجود الحرملك وإبان السلطنة العثمانية، كان “الحرملك” يعتمد على تسلسل هرمي صارم، وكان الحريم يقسمن إلى مقربات ومفضلات وأسيرات للمتعة الجنسية. وكان هناك حرملك مخصص للسلاطين العثمانيين في قصر توبكابي في اسطنبول، والذي تحول إلى متحف منذ 1924. وكان السلطان العثماني يقضي وقته العائلي في الحرملك، حيث تقيم زوجاته، وبقية نساء العائلة، والمحظيات اللاتي كان يصل عددهن أحيانا إلى مئات النساء.
وكانت الجواري اللاتي يتركن في حرملك السلطان يتلقين تدريبات معينة، ويقدم لهن طعام جيد، ولم يُستخدمن جميعا من أجل الجنس. لكن في المقابل، لم تترك لهن الحرية لمغادرة القصر الملكي. الانجاب من وجهة نظر السلاطين العثمانيين كانت الجواري تستعمل لإنجاب أكبر عدد من البنين لتقوية الدولة والسلالة العثمانية. كان السلاطين يفضلون الجواري على الزوجات الشرعيات لأن زوجاتهم غالباً ما يكن من السلالة نفسها أو من عائلة مرموقة مما يثير خوف السلاطين من أن يكون ولاء هذه النساء لعائلاتهن وليس لأزواجهن.
ويشار الى انه كان من ضمن نظام (الحرملك) أنه ما أن تدخل جارية إلى الحريم عليها ان تعتنق الإسلام و تتلقى برنامجاً تربوياُ دقيقاً. ومن أسرار الحرملك و قوانينه أنه كانت الحريم والجواري في تركيا تخصص لهن أجنحة خاصة ومنهن والدة السلطان، أخواته، زوجاته وأولاده الصغار وعدد من الجواري الحسناوات. وكانت للسلطان غرفة خاصة وسط الحرملك فهو كان يزور أجنحة الحريم بمساعدة “الكايا” وهي من أكبر موظفي الحرملك ومن بين وظائفها تنظيم أوقات زيارات السلطان لحرمه. ولكي يتم إعلان وصول السلطان إلى منطقة الحريم كان يلبس حذاء من فضة لإثارة ضجة وانتباه الحريم، وكان ممنوعا أن تنظر جارية إلى وجه السلطان أو في عينيه فهي أقل منه مكانة ومن واجبها الإنحناء للنظر إلى الأرض.
وكالات