قال ” جونثان وينر ” المبعوث المبعوث الامريكي الخاص بـ ليبيا بأن بلاده لن تترك ليبيا تذهب الى مصير مشؤوم عبر المساعدة في تشكيل حكومة الوفاق الوطني و دفعها للنجاح ، مؤكدا بأن إستقرار ليبيا عبر نجاح هذه الحكومة يهم الولايات المتحدة و الاتحاد الاوروبي والشرق الاوسط والشمال الافريقي والليبيين .
و كشف وينر الذي كان يتحدث لقناة ” الكل ” بأن بلاده حاولت مساعدة ليبيا بعد الثورة بالعديد من الطرق التي لم تلقى الاهتمام اللازم عبر بناء قوة للشؤون العامة و رفع قدرات الامن القومي في البلاد و محاولة تدريب الشرطة الليبية إضافة لعدد من المشاريع الاخري المتعلقة بالمساعدات الانسانية و نزع السلاح و إعادة تأهيل الناس للقيام باعمال اخرى بدل إدارة المليشيات.
و قال : كانت هناك العديد من الامور التي عملنا عليها ، الاردن مثلا حاولت تدريب الليبيين ولكن ذلك لم ينجح في النهاية ايطاليا حاولت ذلك ولم تنجح وكذلك تركيا و بريطانيا و فرنسا ، كل هذه الدول حاولت ولم تنجح و كذلك مجهودات الولايات المتحدة و انا شخصيا اشرفت على مجهودات بلادي في محاولة ايجاد حل للعديد من المشاكل ولكننا لم نتمكن من جعل الحكومة الليبية تنفذ الجزء الخاص بها من الاتفاق في ذلك الوقت .
و تابع حديثه قائلا : اذا كنت تريد ان تنجح في المستقبل فمن المهم جدا ان تعرف ما الذي لم ينجح في المرة السابقة ، فالسياسيين الليبيين بعد اربعين سنة من حكم القذافي لم يتعلموا ان يعملوا كسياسيين و وزراء ورجال دولة لتسيير الامور في نفس الاتجاه ، الامر الذي تسبب في الاقتتال بين الليبيين ، كل حكومة يمكن ان يوجد تحالف بين مكوناتها لأن الناس لهم اراء مختلفة ولكن هذا الامر في ليبيا تسبب في انعدام القدرة على اتخاذ القرارات و حتي في حال اتخاذها كان هناك عجز على تنفيذها لتتقدم الامور وهنا ينتهي بك الامر امام حكومتين متنافستين كما هو الآن ، لذى فأننا نأمل أن يكون السياسيين الليبيين بدأو في التعلم من الذي لم ينجح ونأمل ايضا من اللذين حاولوا مساعدة ليبيا يكونوا تعلموا ايضا .
و أضاف وينر ، بأن فكرة حكومة الوفاق الوطني ترتكز علي جمع الغرب والشرق والجنوب والايدلوجيات المختلفة و الاحزاب في حكومة واحدة تعمل علي خلق فرص لجميع الناس في كامل البلاد التي لم يعد بوسعها تحمل استمرار حالة الانقسام الذي كان يمكن تحمله لفترة قصيرة أما الان فذلك غير ممكن و هذا ما نعمل عليه .
اظن ان هناك اسباب واستراتيجية تجعل الولايات المتحدة منخرطة هناك اسباب انسانية وهناك مسؤولية معنوية تجعل الولايات المتحدة مهتمه علاوه على الاسباب الاستراتيجية والانسانية السبب الاستراتيجي هو ان ليبيا مفتاح للساحلي والمغرب العربي واذا كانت ليبيا ناجحة ومستقرة فان ذلك يشع خارجها على المنطقة ليبيا ايضا هي بلد مهم في الشرق الاوسط والعالم العربي ولديها اتصال كبير في الشرق بالاضافة الا انها بلد مهم جدا في حوض المتوسط وكل ما يحدث في ليبيا يؤثر في جيرانها في المتوسط ولذا هي مهمة استراتيجيا .
و أكد المبعوث الخاص بأن بلاده و العالم يدعمون حكومة الوفاق الوطني إضافة لمجلس الامن الذي قرر دعمها بالاجماع في الثالث والعشرين من ديسمبر الماضي ، و إعتبارها السبيل الوحيد للمضي قدما بليبيا كون الهدف الاساسي لبلاده منذ وقت طويل هو إقامة حكومة وفاق وطني تكون عريضة بقدر الامكان وان تقصي اقل عدد من الناس لتحقق أكبر قد من النجاح و تقوم بواجبها تجاه الليبيين لذلك فأن الولايات المتحدة تريد أقل عددا من الليبيين خارجها .
و شدد وينر بأن الذين يصرون علي البقاء ضد حكومة الوفاق سيتعرضون لعقوبات قاسية إذا ما حاولوا اعتقال الناس الذين يدعمون الحكومة و وضعهم بالسجون و كذلك الذين يعرقلون التصويت ، و لذلك فأن بلاده تعمل في هذا الاتجاه داخل مجلس الامن و مع دول الاتحاد الاوروبي لكي تكون العقوبات ذات معنى .
و أضاف بأن بلاده تخطط لمواجهة تنظيم داعش في اي مكان يبرز به و لذك فأنها وجهت عدد من الضربات الجوية ضده في العراق وسوريا و في ليبيا لأن ” داعش ” له مقاتلون يهددون بقتل أناس ابرياء في ليبيا و هذه الضربات ستساعد ليبيا في حماية نفسها على أن تتولي القوات الليبية الامر على الارض لأنه لا يمكن الاعتماد على الضربات الجوية فقط او الاعتماد على الاجانب و ان الامر يحتاج الى تدخل ليبي وقيادة ليبية و تنظيم ليبي وهذا سيكون جزءاً من مهام حكومة الوفاق الوطني ، و تابع حديثه بأن الليبيين هم من يقولون لنا هذا كل يوم ، الليبيين يريدون ان يسيطرو على إنتشار داعش عبر حكومة الوفاق الوطني التي يجب عليها ان تتحكم في هذا الامر و نحن نريدها ان تتحكم به كذلك .
و شبه جونثان وينر الامر بإكتشاف الولايات المتحدة لأدلة علي وجود الماء في كوكب المريخ لكنها لم تتمكن من ايجاد كل المياه ، كذلك في ليبيا ” لدينا ادلة على وجود تنظيم داعش في سرت و خارج درنة و خارج صبراته ولكننا لا نعلم اين يوجد جميعهم ” منوها إلي أن بلاده تتخذ اجراءات متماشية مع القانون الدولي في ملاحقة تهديدات الارهابيين علي أن تتولى ليبيا هذا الامر بنفسها عبر حكومة الوفاق الوطني التي يمكنها ان تطلب دعما من الولايات المتحدة او الدول الاخرى اذا ما كانت تريد المساعدة .
و ختم حديثه بأن المرحلة الاولى تتطلب ان يقوم الليبيين بمواجهة تنظيم داعش و اخراج خطره من بلدهم لكي لا يتمكن من مهاجمة المواطنين مجدداً و اضعاف البلاد وأذيتها ، معتبراً مهاجمة داعش لحقول و منابع النفط الليبي و إحراقه و قتل المواطنين و الاجانب علي يد التنظيم بـ “الأمر الفضيع ” واصفاً إياه بالمنظمة البشعة و الكريهة التي تحمل قيماً تتعارض مع قيم ملايين الليبيين وملايين الناس حول العالم و بأنه يتوجب علي الناس مواجهته معا لا على انفراد أين ما ظهر .