خاص / المرصد – كشفت صحيفة النبأ الصادرة عن تنظيم الدولة الاسلامية ” داعش ” في عددها الاسبوعي الذي إطلعت المرصد على نسخة منه عن هوية و سيرة و صورة ” ابو نبيل الانباري ” أمير التنظيم السابق في ليبيا و الذي قتل في غارة أمريكية إستهدفت مقراً كان يتواجد به في درنة و هو العراقي وسام عبد زيد .
و وصفت الصحيفة أمير ليبيا القتيل بـ ” الامير النبيل الذي لم يلن له طرف ولم تنكسر له قناة في قتال أعداء الله حتى قُضي أجله وقبض الله روحه بعد أن أذاق اللهُ على يديه الصليبيين والروافض والمرتدين ألوان العذاب، وشفى الله بفعاله فيهم صدور قوم مؤمنين، وحتىرفع الله به راية التوحيد خفاقة في أرض إفريقيا، وأقام الله به صرح الدولة الإسلامية في ولايات ليبيا ” .
و كشفت ” النبأ ” الالكترونية في عددها الرابع و العشرون بأن وسام زيد و هو ذاته ” ابو مغيرة القحطاني ” الذي أسمى عليه التنظيم عملية هجومه على الحقول النفطية الليبية مطلع السنة الجارية كان قد بدأ نشاطه الإرهابي مع تنظيم القاعدة في مدينة الفلوجة تحت قيادة الاردني أبي مصعب الزرقاوي القيادى بتنظيم القاعدة و قد ربطته به علاقة متينة قبل أن يقتل الاخير و ينضم ” ابا نبيل ” إلي جماعة التوحيد والجهاد فكان إسم ” أبا هُمام ” أول كنية له منذ إنخراطه فى العمل مع المجموعات الارهابية .
و تابعت النبأ مقالها عن سيرة ” أمير ليبيا ” القتيل كاشفة إنتقاله إلي السعودية تحت ستار العمرة للقيام ببعض العمليات الارهابية هناك قبل أن يعود مجدداً على عجل الي مدينة الفلوجة بالعراق بعد إندلاع المعارك ضد القوات الامريكية فألقي القبض عليه و سجن لمدة تزيد عن السنة ليخرج و يعيٌن مسؤولاً أمنياً علي مدينة الانبار العراقية تحت كنية ” أبى حقٌي ” ثم أميراً لمدينة أبوغريب تحت كنيته الجديدة ” أبو غازي ” قبل أن تلقى القوات العراقية القبض عليه مجددا في بغداد و سلمته إلي سلطات الفلوجة حيث يواجه عدداً من الاتهامات لكن الاجهزة القضائية سرعان ما أفرجت عنه بعد أشهر من السجن لعدم كفاية الأدلة!
و كشف المقال بأن الارهابي وسام زيد صاحب الكنى المتعددة إلتقى في بغداد بواليها المكلف من قبل تنظيم داعش المدعو مناف الراوي رفقة والي الفلوجة المدعو عباس الجواري و ذلك بعد خروجه من السجن لينسق معهم للعودة إلى ساحات العمل الارهابي و عاد بالفعل إلي مدينة الفلوجة فعيٌن نائبا لواليها المكلف من داعش ثم واليا لها حتى أعتقل في واحدة من أكبر الضربات الأمنية التي تعرض لها داعش حيث اعتقله الأمريكيون و سلموه للسلطات العراقية التي أودعته بدورها فى سجن التاجي ثم فى سجن أبوغريب حيث أصبح أميراً للسجن تحت كنية ” أبو حامد ” قبل ان يفر من السجن و يعين والياً للتنظيم علي محافظة لاح الدين حيث شارك و قاد عدة مجازر وحشية ضد أبناء الشعب العراقي لم تفرق بين طائفة و أخرى أو دين و آخر .
و بالعودة إلي الخلف ، تحدث المقال إلى بدأ إنتشار تنظيم داعش في ليبيا و توالي ما يسمونها بمبايعة ” أمير المؤمنين ” أبوبكر البغدادي الذي جائته بيعة من عناصر التنظيم في ليبيا فأرسل ما وصفه المقال بـ ” سيف البغدادي المجرب أبا نبيل” ليكون أميراً على ليبيا تحت مسمى ” أبو مغيرة القحطاني ” فوضع اللبنات الأولى لتنظيم داعش في ليبيا و كانت بدايته من مدينة درنة قبل أن يغدر به من وصفهم الكاتب بـ” صحوات تنظيم القاعدة ” هناك متهماً إياهم بمحاولة إغتياله فرحل إلي مدينة سرت التى سقطت فى يد التنظيم بعد وصوله إليها قبل أن يقتل بعد أشهر فى غارة أمريكية علي مقر كان يختبئ به في مدينة درنة فور عودته إليها.
الكاتب كشف اللثام عن الصراع السلطوي بين تنظيمي القاعدة و داعش فى ليبيا قائلا ” عندما وصل أبا نبيل إلى الولايات الليبيية وجد أن كثيرا من الناس هناك أثر فيهم المنهج الفاسد لتنظيم القاعدة في معاملة المرتدين، فبدأ يحرضهم على قتال المرتدين واستئصالهم وهو يقول لهم: لن نسمح بأن يعيش مرتد معنا آمنا ، فرد عليه أحد المجاهدين: إن قاتلناهم سنخرج من المدينة ، فقال سقوط المدن مع بقاء الولاء والبراء، خير من سقوط الولاء والبراء مع بقاء المدن ” و ذلك فى إشارة من الكاتب إلى سطوة تنظيم القاعدة الارهابي على مدينة درنة و سرت في مراحل معينة .
و عن موجة الاغتيالات المجهولة التى ضربت بنغازي و درنة و سرت و غيرها من المدن الليبية نوٌه الكاتب إلى مسؤولية عناصر التنظيم في تنفيذ بعضها بشكل خفي قبل أن يأتي الارهابي ” أبا نبيل ” إلى ليبيا و يحث عناصر داعش على المجاهرة بعمليات الاغتيال و التصفية لكي يوقعوا أكبر قدر من الخوف و الرعب فى قلوب من أسماهم الكاتب بـ ” المرتدين ” لتمتلأ مكاتب الاستتابة التى كان يديرها ” داعش ” فى سرت و درنة و خفية في بعض أحياء بنغازي بمن يطلبون الاستتابة لضمان حياتهم علي حد وصف كاتب المقال .
و فى مفاجأة من العيار الثقيل ، كشف الكاتب عن تفاصيل سقوط مدينة هراوة فى يد تنظيم داعش مؤكدا تفاوض الارهابي ” أبا نبيل ” عبر أحد الوسطاء مع قيادات عسكرية من المنطقة بعد اشتباكات دارت بين التنظيم و قوات موالية لفجر ليبيا في مارس 2015 و إنتهت بسيطرة ” داعش ” على المدينة حتى لحظة كتابة هذا المقال بل و تحصله على مبالغ مالية ضخمة من هذه القيادات كتعويض عن الاضرار التى لحقت بالتنظيم و عناصره في الاشتباكات مقابل العفو عن أهالى هراوة الذين تحولوا إلي رهائن فى يد داعش حتى اليوم .
إما فيما يخص المجزرة التى طالت عدداً من الرعايا المصريين الاقباط فى مدينة سرت منتصف فبراير 2015 و التي لازال البعض ينكر مسؤولية داعش عنها و ينسبها لجهات أخرى ، روى الكاتب بأن الامير القتيل تعهد بعد خروجه من السجن و سماعه بمقتل بن لادن على يد القوات الامريكية فى عملية خاصة بباكستان و رمى جثته فى البحر بتلوين لون البحر بـ ” دماء المرتدين الصليبيين ” فكان له ذلك بعد أن وقع 21 مصرياً قبطياً كانو يقيمون في مدينة سرت تحت قبضته فأشرف على عملية ذبحهم على سواحل المتوسط ليشبع رغبته المتوحشة فى الثأر لشيخه و أميره السابق ” أسامة بن لادن ” زعيم تنظيم القاعدة الارهابي .