ليبيا- شدد وزير الخارجية الأسترالي السابق غارث إيفانس على وجوب إستلهام الدروس المهمة مما جرى إبان حملة حلف شمال الأطلسي “الناتو” العسكرية في ليبيا عام 2011 وما تلاها من تداعيات.
إيفانس تناول في مقال نشرته صحيفة “كوريا هيرالد” الكورية الجنوبية وترجمته وتابعته صحيفة المرصد بالتحليل ما تطرق إليه الرئيس الأمريكي باراك أوباما بمقابلة مع مجلة “أتلانتك” الأمريكية بشأن الأوضاع في ليبيا.
وأشار الوزير في مقاله إلى أن هذا التدخل نتج عنه إغراق ليبيا بالفوضى إثر سيطرة مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” على أهم مناطق البلاد وتعثر عملية السلام برعاية الأمم المتحدة وتواصل الأعمال الوحشية في أنحاء ليبيا.
وأنتقد إيفانس تواضع دور الولايات المتحدة وحلفائها وعدم بذلهم أفضل ما لديهم من جهود لتأمين ليبيا مرجعا ذلك لقصور في فهم هذه الدول لمدى صعوبة إنتقال ليبيا من الحكم الشمولي إلى الديمقراطي.
الوزير لفت الإنتباه إلى ضرورة أن لا تمنع هذه الحقائق التمعن بأهمية القيام بتدخل عسكري جديد في ليبيا من قبل الولايات المتحدة وحلفائها لحماية المدنيين الأبرياء من الإبادة الجماعية.
وأستغرب إيفانس من ربط أوباما مبدأ معقولية الكلف بإمكانية التدخل العسكري وعدم وضع ليبيا على أولويات الأمن القومي الأمريكي وتذرعه بمفهوم عدم قدرة واشنطن على معالجة كافة أشكال الفوضى بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ويشير الوزير أيضا لمسألة تناقض رؤى أوباما بشأن وجوب حماية المدنيين من جرائم الإبادة الجماعية في أي مكان بالعالم وبين رؤاه بشأن إرتباط حماية المدنيين في ليبيا من هذه الجرائم بمصالح واشنطن.
ويرى إيفانس في مواقف الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا بعد نجاح جهود إسقاط نظام القذافي تنصلا عن المسؤولية تجاه ليبيا التي شدد قرار مجلس الأمن رقم 1973 على وجوب الإضطلاع بها وأهمية بناء ليبيا ما بعد القذافي.
ووفقا للقسم الثالث من القرار فعلى الولايات المتحدة وحليفتيها بريطانيا وفرنسا إبداء الرغبة الحقيقية لتقديم المقترحات بشأن وقف إطلاق النار ودعم الإنتقال السياسي في ليبيا فضلا عن حماية المدنيين بعد إسقاط نظام القذافي.
ويرجع إيفانس إنزلاق ليبيا لحالة الفوضى بسبب تصدع موقف مجلس الأمن وفشله في إكمال مهمته من خلال إرساء دعائم السلام في البلاد ورعاية الحراك السياسي الداخلي بالشكل المطلوب وخلق سلطة حقيقية.