الطيب الصافي

تقرير .. لماذا الطيب الصافى و طبرق ؟!

الطيب الصافي أول مسؤول في نظام القذافي يدخل ليبيا بإرادته بعد 2011

وصل الطيب الصافي، أمين اللجنة الشعبية لشعبية البطنان ” عميد بلدية “، إلى منطقة بئر الأشهب القريبة من الحدود الليبية المصرية، يوم الاثنين الماضي، عن طريق منفذ امساعد البري، وهي تبعد عن طبرق شرقا 80 كم. وهي المرة الأولى التي يدخل فيها إلى ليبيا بشكل علني وبإرادته، بعد أحداث 2011 التي أطاحت بنظام معمر القذافي؛ حيث شغل الصافي عدة مهام قيادية في الدولة، بوصفه أحد عناصر الحلقة المقربة من رأس النظام السابق.

من هو الطيب الصافي؟

هو من مواليد 1954 طبرق، أكمل دراسته في بنغازي، وتخرج منها تخصص اقتصاد وتجارة، كلف بعدة مهام ومناصب قيادية في الدولة؛ من بينها: رئيس صندوق الضمان الاجتماعي، وعميد لبلديتي بنغازي وكذلك البطنان في فترتين مختلفتين، ورئيس المؤسسة الوطنية للسلع التموينية، ووزير شؤون المؤتمرات “بمؤتمر الشعب العام”، كما تولى منصب وزير الاقتصاد والتجارة في عام 2006 وحتى عام 2007، ودخل كذلك في سلك ما كان يعرف بـ”اللجان الثورية”، والتي عرفت كأداة لنشر فكر “الجماهيرية ” والدعاية له.

لماذا منطقة بئر الأشهب ؟

بئر الأشهب هي منطقة  صغيرة مساحةً وعددَ سكان، يقطنها أقارب وأبناء عمومة الطيب الصافي الذي ينتمي لقبيلة المنفه، وهي حالة طبيعية أن يزور الرجل أقاربه بعد غياب عن البلد استمر لقرابة 5 سنوات قبل أن يتوجه إلى أي مكان آخر، رغم أن الحضور كان من بينه آخرون ينتمون لقبائل اخرى حضرت من باب العادات الاجتماعية.

هل الصافي كان أول المستفيدين من قانون ” العفو العام ” الصادر عن البرلمان؟

في شهر يويلو العام 2015، أصدر مجلس النواب قانون العفو العام، وشمل كل الليبيين المتهمين في قضايا سياسية وعدد من القضايا الأخرى، اعتباراً من 15- فبراير 2011 ، والذي تم فيه استثناء جرائم الإرهاب وجلب المخدرات وهتك الأعراض بالقوة وجرائم الفساد وجرائم القتل على الهوية.

ولذلك يعتبر  الطيب الصافي أول المستفيدين من القانون، لو ثبت بالفعل أنه لا يقع في دائرة الاستثناء حسب ما نص عليه القانون، وهي الدائرة التي تشمل جرائم الارهاب وجلب المخدرات وهتك الاعراض والقتل على الهوية  .

ما العلاقة التي تربط الصافي بطبرق ؟

في عام 1998 عُين الطيب الصافي  “أمينا للجنة الشعبية لشعبية البطنان” عميد بلدية حينما كانت طبرق وباقي المناطق التي تقع في نطاق البلدية تعاني من عدة مشاكل، خاصة في البنية التحتية؛ حيث أحدث الصافي نقلة ملحوظة في الطرق والمخططات السكنية الجديدة والمرافق كمركز البطنان الطبي الذي تم صيانته وتجهيزه بشكل جيد، وصيانة المدارس، وبناء أخرى جديدة، وإنشاء المدينة الرياضية ” دربن “، وافتتاح إذاعة مسموعة، وتعيين آلاف الخريجين، كما تم في فترة تولي الصافي منصب عميد بلدية طبرق توزيع عدد كبير من القروض السكنية، كما شهدت تلك الفترة نشاطا واضحا لحركة الميناء التجاري بالمدينة .

ما رسالة الصافي من خلال الزيارة؟

فور وصول الطيب الصافي إلى منطقة بئر الأشهب، تحدّث إلى جمع ممّن حضروا الجلسة الترحيبية بوصوله، وتطرق في كلمة إلى أهمية التوافق بين أبناء الشعب الليبي ونسيان الماضي من أجل القضاء على داعش، معتبرا ما حدث منذ 2011 بالمخطط الذي اشتركت فيه عدة دول. كما دعا في كلمته إلى الالتفاف حول الجيش الذي يقاتل الإرهاب في بنغازي وقيادته ودعم مجلس النواب.

ويُفهَم من رسالة الصافي أنه لا يدعو إلى عودة النظام ” الجماهيرية “، رغم ارتباطه به. لكن الدعوة كانت من أجل تجاوز الحقبة الماضية، بما فيها عهد القذافي، والنظر صوب المستقبل لإنقاذ البلاد من مخاطر الإرهاب.

تاريخ الصافي خلال احداث فبراير 2011 !

لم يتخلَّ الطيب الصافي عن القذافي كبعض مسؤولي الدولة الكبار خلال أحداث فبراير 2011، ووجد نفسه مشتركا في تلك الأحداث وتطوراتهاأ قناعة منه أنّها مخطّط سيودي بالبلاد إلى مشاكل وصراعات كثيرة، كما أن هناك مكالمات تم تسريبها ونشرها لاحقا، أي بعد “إعلان التحرير اعتبرت “مساندة لموقف” القذافي الرافض لأحداث فبراير، وظهر الصافي مع عدد من المسؤولين في اجتماع مع القذافي بطرابلس عقب اندلاع الانتفاضة في شرق البلاد ووصولها إلى مناطق غرب البلاد، بثّه التلفزيون الرسمي .

محرر المرصد

13 أبريل 2016

 

 

Shares