عبدالرؤوف كارة / آمر قوة الردع الخاصة

عبدالرؤوف كارة لرويترز : بعض مؤيدي القذافي انضموا لتنظيم داعش لينتقموا ولكن التنظيم لا يعتمد عليهم

قال تقرير مطوٌل صادر عن وكالة رويترز الاربعاء ترجمته و تابعته صحيفة المرصد أن تظيم الدولة “داعش” في ليبيا يواجه صعوبات كبيرة في كسب التأيد والدعم الشعبي ومقاومة قوية من الاهالي والفصائل المسلحة  والحكومات .

و نقلت الوكالة روايات عن سكان محليين من سرت عايشو داعش بمدينتهم و نقلت الرواة التالية “: في سيارة متهالكة تكدست عائلة من تسعة أفراد لتنضم إلى الفارين من سرت معقل تنظيم الدولة “داعش”في البلادا ,كانوا متجهين إلى بلدة قريبة لإحضار الضروريات من النقود والدواء والطعام.

على مبعدة بضعة كيلومترات خارج منطقة سيطرة التنظيم المتشدد تحدثت العائلة عن الحياة في المدينة. شبان يقتلون لرفضهم مبايعة الدولة “داعش” والضرب علنا لانتهاك القواعد التي يفرضها المتشددون لارتداء الملابس ومصادرة الممتلكات إلى جانب نقص الغذاء المتزايد.

و قالت الزوجة من وراء نقابها الأسود بينما حدق أبناؤها بقلق من مؤخرة العربة بعد ظهر أحد الأيام في أواخر فبراير  انهم “هم هناك ليستولوا على المدينة.” وأضافت “يقتلون ويخطفون ويقومون بالتعذيب.”

تضيف رويترزان الامور فى سرت تبدلت من حال إلى حال. بعد أن كانت تلقى معاملة مميزة من معمر القذافي الذي ولد بها أصبحت الآن قاعدة تطل على البحر المتوسط لأهم فرع لتنظيم الدولة “داعش” خارج سوريا والعراق. وضع هذا أجهزة المخابرات الغربية أمام صعوبات لتحديد إلى أي مدى يمكن أن يبسط تنظيم الدولة “داعش” نفوذه في ليبيا وكيف يمكن منع ذلك.

و يعتبر بعض المسؤولين المحليين والغربيين أن سرت موطئ قدم يستطيع تنظيم الدولة “داعش” التوسع من خلاله. من هناك امتد نفوذ التنظيم المتشدد شرقا على الساحل ليقترب من حقول النفط الرئيسية. وهو يسيطر حاليا على شريط رفيع من الأرض على امتداد نحو 250 كيلومترا من ساحل وسط ليبياالبلاد.

و على الرغم من أن حجم القوة البشرية الحقيقي للدولة “داعش” في البلاد غير مؤكد فإن الانضمام لعضوية التنظيم في تزايد. وتقدر أجهزة مخابرات غربية والأمم المتحدة أن قوته القتالية التي تشمل عددا متزايدا من الأجانب تتراوح بين ثلاثة وستة آلاف فرد.

و قال محمود زقل آمر غرفة ” عمليات الجيش لمدينة مصراتة ” : حلمهم هو السيطرة على الحقول النفطية في الشرق والتمدد إلى الغرب إلى طرابلس ومصراتة”.

ويضيف التقرير ان الوضع مازال يلفه الكثير من الغموض وربما يواجه تنظيم الدولة “داعش” صعوبة للسيطرة على أجزاء كبيرة من البلاد. وقال الجنرال ديفيد إم. رودريجيز رئيس القيادة الأمريكية في أفريقيا في تصريحات صحفية في واشنطن في الثامن من أبريل إنه سيكون من الصعب على تنظيم الدولة “داعش” أن يسيطر على مساحات كبيرة من ليبيا “لأنهم ليس لديهم العناصر المحلية التي تعرف الكثير عن ليبيا على غرار ما حدث في العراق وسوريا وأضاف “الليبيون لا يقبلون… التأثيرات الخارجية.”

و رسخ تنظيم الدولة “داعش” وضعه في سرت بحلول أوائل 2015. و أهملت الفصائل  الرئيسية في البلاد  المدينة منذ مقتل القذافي هناك في 2011.

و قال عميد بلدية سرت مختار خليفة المعداني لرويترز و هو  الذي غادر المدينة في أغسطس  العام الماضي عندما كثفت الدولة “داعش” حملاتها إن التنظيم استغل الانقسامات التي تعانيها المدينة بذكاء. وأضاف أن سرت بها خليط من قبائل كثيرة وأن التنظيم استفاد من ذلك مشيرا إلى أن لديه عناصر من كل قبيلة في سرت تدعمه وأنه استغل ذلك لتمزيق نسيجها الاجتماعي.

و يقول المسؤولين  إن التنظيم أقام ما يشبه الدولة البدائية في المدينة. فهو يجبي الضرائب ويوجه التعليم الديني ويبث رسائله عبر الإذاعة ويفرض حكمه بممارسة المزيد من الوحشية. كما يجني المال من خلال الخطف وبيع المسروقات وتهريب المخدرات وربما تهريب المهاجرين.

و صفت امرأة غادرت المدينة في يناير لرويترز  بعد أن خطف متشددو الدولة “داعش” زوجها بخمسة أشهر كيف يصلب الرجال الذين يتهمون بالتجسس وتربط جثثهم بقضبان لأيام وكيف تجلد النساء اللاتي يخالفن قواعد الزي التي يفرضها التنظيم حين تضبطهن عناصره النسائية المكلفة بذلك.

و قالت المرأة التي فرت حين طلب من ابنها المراهق الإبلاغ عمن يدخنون أو يشربون الخمور “الناس لا تقاوم لأنهم مذعورون.”

و في حين تجبر الفتيات المراهقات على ارتداء العباءات والنقاب فإنه يتم تجنيد الصبية ليكونوا ضمن “أشبال” الدولة “داعش” وتحدث تقرير صدر عن الأمم المتحدة عن حالتة اثنين من المجندين يبلغان من العمر 10 و14 عاما قالا إن تنظيم الدولة “داعش” اختطفتهما من أسرتيهما ثم خضعا لتدريب ديني وعسكري لأسابيع وأجبرا على مشاهدة مقاطع فيديو لعمليات ذبح وتعرضا لانتهاكات جنسية.

ويقول مسؤولون وسكان  إن في سرت وخارجها تعرض على المجندين وبينهم بعض المهاجرين أضعاف متوسط الرواتب بالإضافة إلى مغريات مثل السيارات والزوجات.

و قال عبد الرؤوف كارة آمر قوات الردع في طرابلس فى ذات التقرير الذى نشرته رويترز و التي تتألف من أكثر من 600 رجل وتحول تركيزها من مكافحة الرذيلة إلى استئصال شأفة متشددي الدولة “داعش” “التنظيم له تواجده الخاص به.”

و أضاف قائلاً “بعض الأشخاص الداعمين للقذافي انضموا لينتقموا ولكن لا نستطيع القول إنه تنظيم معتمد على أنصار القذافي.”

و لم يكن تقدم تنظيم الدولة “داعش”  سهلا. فالتنظيم يتنافس مع شبكة معقدة من الفصائل المسلحة الراسخة في بلد لا يعاني من الانقسام السني الشيعي الذي استغله التنظيم المتشدد في العراق وسوريا.

و مني التنظيم بهزائم عسكرية. في مدينة بنغازي بشرق ليبيا استعاد الجيش أراضي من التنظيم في غرب صبراتة وطردته فصائل محلية بعد غارة جوية أمريكية في فبراير شباط.

و بحسب ذات التقرير فأن سكان من سرت ومسؤولون ليبيون قالوا إن المقاتلين الأجانب يهيمنون على التنظيم المتشدد على نحو متزايد في مؤشر محتمل على أنه ليست له جاذبية بين السكان المحليين.

و في اعتراف نادر بالضعف قال عبد القادر النجدي زعيم الدولة “داعش” في ليبيا الشهر الماضي إن التنظيم يجد صعوبة في تكرار النجاح الذي حققه في سرت وأضاف في مقابلة مع صحيفة النبأ التابعة للتنظيم إن عدد الفصائل والخلافات بينها من أسباب الفشل وإن بقية مدن ليبيا مثل حي على ذلك.

و تحت السطح في سرت تعتمل المعارضة. في أغسطس الماضي حمل سكان السلاح بعد مقتل إمام لرفضه مبايعة الدولة “داعش”. قتل العشرات وتم سحق الانتفاضة. وقال أحد السكان الذي سافر إلى مصراتة للحصول على علاج لوالده “كل من بقي في مدينة سرت معارض لتنظيم الدولة “داعش” ولكن لا يستطيعون فعل أي شيء لمقاومتهم.”

و تعتمد قدرة ليبيا على محاربة الدولة “داعش” إلى حد بعيد على تحالفين عسكريين رئيسيين في البلاد وهما متحالفان مع قاعدتي نفوذ متنافستين إحداهما في الشرق والأخرى في الغرب.

و تعلن الجماعات من حين لآخر عن خطط للتعامل مع الدولة “داعش” لكن تحركاتها غير منظمة. في منطقة “الهلال النفطي” إلى الشرق من سرت تصدى حرس المنشآت النفطية لهجمات بينما اشتكى من أن قوات الجيش في الشرق التي كان متحالفا معها فيما سبق لا تقدم أي دعم.

و أشتكى كارة قائد قوة الردع في طرابلس من أن الجماعات المسلحة التي تدعم الإدارة في طرابلس تحاول حماية المشتبه بانتمائهم للدولة “داعش” وقال “عندما نحاول القبض عليهم يقال لنا بأن هؤلاء ثوار.” وأضاف “يطلب منا إطلاق سراحهم كل يوم.”

و تأمل القوى الغربية أن تساعد حكومة الوحدة الجديدة المدعومة من الأمم المتحدة والتي وصل زعماؤها إلى طرابلس الشهر الماضي في لم شمل الفصائل في البلاد  والحصول على مساعدة دولية أطول أمدا.

و قال مسؤول بوزارة الدفاع الفرنسية “إذا تمكنا من تشكيل حكومة الوحدة الوطنية فلن يكون هناك جيش ليبي كما نريده أن يكون.”

و أضاف “لكن هناك عددا من القوى التي إذا عملت معا فإنها سيكون لديها ما يكفي من القوة لضرب (داعش).”

 

رويترز

Shares