قال مجلس أوروبا وهو منظمة حقوقية رائدة اليوم الخميس إن التتار المسلمين من سكان القرم الأصليين وغيرهم من المعارضين لضم روسيا لشبه الجزيرة يواجهون الاضطهاد بما في ذلك ترويع الشرطة لهم ومعاملتهم بوحشية.
و مجلس أوروبا يضم في عضويته روسيا وأوكرانيا ضمن 47 دولة وكان أول هيئة حقوقية دولية يسمح لها بدخول القرم منذ أن ضمتها موسكو من كييف عام 2014 مما أثار توترات شديدة مع الغرب.
و قالت المنظمة في تقرير استند إلى رحلة ميدانية جرت في يناير كانون الثاني الماضي إن سكان القرم يشكون من تفتيش منازلهم دون إذن قضائي واستخدام مفرط للقوة من جانب مسؤولي إنفاذ القانون وتهديدات بالخطف واختفاء المعارضين.
و وجدت أقلية التتار التي تعارض أغلبها قرار الضم نفسها في أكثر النقاط عرضة للخطر مع تدخل موسكو لتأكيد حكمها على القرم رغم عدم الاعتراف الدولي بذلك.
و قال تقرير مجلس أوروبا إن التتار “معرضون على وجه الخصوص لانتهاكات وقيود على حقوقهم وحرياتهم.” وأضاف أن إجراءات جديدة تهدف إلى منع التطرف تطبق بالأساس على التتار “إذ أنهم يعتبرون… أكبر خطر للتطرف والانشقاق على النظام.”
لكن المنظمة قالت إن القمع أوسع نطاقا من ذلك في القرم.
و أضاف التقرير “يبدو أن القمع يستهدف بدرجة أكبر من يعتقد أنهم معارضون و/أو المقربون منهم ولا يعكس سياسة ممنهجة ضد تتار القرم كأقلية وهو ما لا يستبعد حالات تمييز كما ورد.”
و تتحدث موسكو عن “إعادة توحيد” القرم مع روسيا مشيرة إلى روابط تاريخية عميقة وتقول إن سكان المنطقة التي تقطنها أغلبية روسية صوتوا لصالح الانفصال عن أوكرانيا في عام 2014. وشجبت أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون والأقليات هذا الاستفتاء الذين يرون أنه أجري لهدف بعينه قائلين إنه أجري تحت تهديد السلاح.