اليمن

الأطراف اليمنة المتحاربة توجه إشارات تفاؤل بمحادثات السلام

توجه الأطراف المتحاربة في اليمن إشارات تصالحية قبيل المحادثات المدعومة من الأمم المتحدة المقرر أن تبدأ غدا الاثنين في بادرة نادرة من نوعها على الاستعداد المتبادل لإنهاء الصراع المستمر منذ عام والذي تسبب في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

و قد يساعد الاتفاق على نزع فتيل التوتر بين القوتين الإقليميتين إيران والسعودية اللتين تتحالف كل منهما مع طرف من أطراف الصراع. وأدى تناحرهما إلى إشعال حروب وصراعات سياسية في مختلف أرجاء الشرق الأوسط.

و مع استمرار الضربات الجوية واحتدام القتال في أجزاء كثيرة من البلاد ما زالت تلوح في أفق الساحة السياسية اليمنية كذلك قوات مسلحة مازالت قادرة على القيام بدور مفسد مما يزيد الوضع تعقيدا.

و قالت الشرطة إنها أحبطت هجومين بسيارات ملغومة في عدن اليوم الأحد. وفي واقعة منهما قتل شرطي عندما انفجرت سيارة بعد أن فتحت الشرطة النار عليها لدى توجهها بسرعة كبيرة نحو نقطة تفتيش.

لكن أسلوب خطاب الأطراف المتحاربة الرئيسية بدا معتدلا على غير العادة.

فقال وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية سبأ “سيكون لدينا الاستعداد إلى الانتقال السياسي على أساس استكمال المبادرة الخليجية إضافة إلى مخرجات الحوار الوطني ولن نستثن أحدا بمن فيهم الحوثيين.”

و أضاف الوزير “العالم يتطلع حاليا إلى الكويت لتكون محطة سلام لليمنيين. وسنقدم كل ما بوسعنا للتخفيف عن معاناة الشعب.”

و تحدث محمد عبد السلام الناطق باسم الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء والذين تقول دول الخليج العربية إنهم متحالفون مع إيران بنبرة تصالحية كذلك في حديث مع صحيفة الرأي الكويتية أمس السبت.

و قال “مطلبنا هو أن تكون هناك سلطة توافقية في مرحلة انتقالية محددة يتم خلالها البت في كل مسائل الخلاف السياسي.”

و أضاف “لا يوجد لإيران أي دور في قرارنا السيادي ولسنا أدوات بيد أحد.”

و أنضمت السعودية وحلفاؤها من دول الخليج العربية للحرب يوم 26 مارس  من العام الماضي لمساندة الحكومة اليمنية بعد أن أخرجها الحوثيون إلى المنفى.

و لم تتمكن محادثات الأمم المتحدة في يونيو  وفي ديسمبر  من إنهاء الحرب التي قتل فيها نحو 6200 شخص نصفهم تقريبا من المدنيين. و سمحت الحرب لمقاتلي تنظيم القاعدة بالسيطرة على أراض وفتحت طريقا لمقاتلي تنظيم الدولة “داعش” ليكون له موطئ قدم في البلاد.

و تسبب الحصار البحري الجزئي الذي يفرضه التحالف العربي في نقص الغذاء وارتفعت بشدة أسعار الاحتياجات الضرورية في اليمن أفقر دول المنطقة.

و يشير الهدوء الذي لم يسبق له مثيل والذي تحقق بين الطرفين المتحاربين الرئيسيين والذي بدأ في مارس  أن إلى الإنهاك بسبب التكاليف وزيادة الضحايا. واتفق الحوثيون مع السعودية على خفض الهجمات على المملكة في مقابل وقف الضربات الجوية التي تقودها السعودية على صنعاء وتبادل الطرفان السجناء.

و قال أدم بارون الزميل الزائر بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية “هذا يمثل أفضل فرصة لإنهاء الحرب منذ بدئها- تم إحراز تقدم حقيقي.”

و مازال مصير علي عبد الله صالح رئيس اليمن السابق الذي حكم البلاد 33 عاما إلى أن أطاحت به احتجاجات الربيع العربي عام 2012 والذي تحالف مع الحوثيين غير محسوم وهذا من شأنه أن يعقد خطط التحول السياسي.

و يشارك حزب صالح في المحادثات لكن الرئيس السابق رفض مغادرة المشهد السياسي اليمني. ويزيد انتشار مقاتلي تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة “داعش” في الجنوب كذلك من صعوبة حل الصراع.

و قال بارون “هناك حفنة من المفسدين المحتملين. في العام الماضي شهدنا انتشار قادة الفصائل الذين يرتبط نفوذهم باستمرار الصراع.”

و يقول الحوثيون المنتمون للطائفة الشيعية التي قادت مملكة في شمال اليمن لآلاف السنين حتى عام 1962 إنهم يقودون ثورة على الفساد. وأطاحوا بالرئيس هادي من السلطة في سبتمبر  عام 2014 وشكلوا تحالفا مع صالح.

و تتهم الدول العربية في المنطقة الحوثيين بالاستيلاء على السلطة مما يخدم مصالح إيران وقاتلوا لإعادة هادي إلى الحكم.

Shares