عبرت الأمم المتحدة اليوم الأربعاء عن قلقها الشديد على مصير أكثر من 40 ألف سوري فروا من القتال قرب مدينة حلب في شمال سوريا مع زيادة تدفقهم في الأيام القليلة الماضية بسبب هجوم للقوات الحكومية رغم الهدنة.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في إفادة الليلة الماضية إن القتال أسفر عن تشريد أكثر من 40 ألف شخص في مخيمات ومناطق سكنية خلال الأيام القليلة الماضية وإن معظمهم انتقلوا شرقا باتجاه بلدة أعزاز الحدودية الاستراتيجية بالإضافة إلى مخيمات للنازحين في باب السلام وسيجو.
و أصبح القتال حول حلب يمثل أكبر تهديد لاتفاق هش على وقف العمليات القتالية دخل حيز التنفيذ في 27 فبراير وساهم في اتخاذ وفد المعارضة الرئيسية قرارا بتعليق مشاركته الرسمية في محادثات السلام.
و أضاف المكتب”مع الوضع في الاعتبار التدفق السابق لأكثر من 75 ألف نازح على أعزاز في يناير وفبراير فمن المتوقع أن تزيد الاحتياجات الإنسانية أضعافا مضاعفة.”
و جعلت الخسائر السابقة لمقاتلي المعارضة في المنطقة القريبة من الحدود التركية من الصعب على وكالات المساعدة الدولية الوصول للمدنيين لتصبح المنطقة بذلك مثار القلق الأكبر لدى من يحاولون حماية المدنيين من الأذى في سوريا.
و تتهم المعارضة الحكومة بانتهاك اتفاق وقف العمليات القتالية لبدء هجوم جديد بهدف انتزاع السيطرة على حلب المنقسمة منذ سنوات إلى مناطق تسيطر عليها الحكومة وأخرى خاضعة لسيطرة المعارضة.
و تقول الحكومة وحلفاؤها الروس إنها لا تقاتل سوى الإسلاميين المتشددين الذين لا تشملهم الهدنة وتتهم المعارضة بانتهاك وقف إطلاق النار في أجزاء أخرى من سوريا.
و قالت أريان رامري من المكتب “نحن قلقون للغاية من تصاعد القتال في شمال سوريا وتأثيره على المدنيين وكذلك توصيل المواد الإنسانية إلى المنطقة ونواصل مراقبة الموقف عن كثب.”
و أضافت أن وكالات المساعدة توزع سلال الغذاء والأغطية وصفائح البنزين والحشيات والأغطية البلاستيكية على آلاف النازحين وأنها تستعد لتعزيز ردها.
و قال رياض حجاب كبير منسقي الهيئة العليا للمفاوضات في مؤتمر صحفي بجنيف أمس الثلاثاء إن الحكومة السورية وحلفاءها يعملون على انتزاع حلب التي يقطنها 650 ألف مواطن وإن الحكومة والروس يستخدمون كل أنواع الأسلحة.
و قالت منظمة أطباء بلا حدود إن هناك أكثر من مئة ألف شخص محاصرون على الجانب السوري من الحدود التركية وإن 35 ألفا فروا خلال الأسبوع الماضي من مخيمات سيطر عليها مقاتلو تنظيم الدولة “داعش” أو اقتربوا للغاية من جبهة القتال.
و أغلقت تركيا الحدود أمام الجميع باستثناء المصابين بأمراض خطيرة أو الجرحى.
و قالت موسكيلدا زانكادا رئيسة بعثة المنظمة في سوريا في بيان “لكننا نرى عشرات الآلاف يجبرون على الفرار دون أن يكون هناك مكان آمن يذهبون إليه … إنهم محاصرون في هذا الصراع الوحشي الدموي.”