التقت ملكة الأردن رانيا العبدالله اللاجئين في مخيم على جزيرة ليسبوس اليونانية اليوم الاثنين في زيارة تهدف إلى تسليط الضوء على معاناة أشخاص شهدوا وفق وصفها “أهوالا لا توصف وشهدوا مأساة لا يمكن تخيلها.”
و صفق عشرات اللاجئين والمهاجرين وأطلقوا الهتافات ترحيبا بالملكة رانيا أثناء تجوالها في أرجاء مخيم كارا تيبي وهي تلتقط الصور وتعطي ملاحظاتها.
و سكان المخيم هم بين أكثر من مليون شخص هربوا من النزاع والفقر في الشرق الاوسط وآسيا وأفريقيا وتدفقوا إلى أوروبا منذ العام الماضي في أكبر أزمة هجرة تواجهها القارة منذ الحرب العالمية الثانية.
و وافق الأردن على استضافة أكثر من 630 ألف لاجئ سوري مسجلين لدى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ويعيش معظمهم في فقر خارج مخيمات اللاجئين وفقا لمنظمات حقوق الإنسان.
و قالت الملكة رانيا للصحفيين بعد حديثها مع نساء لاجئات “من المستحيل فهم حجم الأزمة حتى تواجهها وجها لوجها.”
و أضافت “هؤلاء الناس انتقلوا من عذاب إلى آخر والشيء الوحيد الذي اسمعه على الدوام هو انهم لو خُيّروا لعادوا إلى ديارهم وأنهم هنا لأن ذلك هو ملاذهم الأخير.”
و يعيش أكثر من أربعة آلاف لاجئ ومهاجر على جزيرة ليسبوس معظمهم وراء سياج من الأسلاك الشائكة المحيطة بمعسكر مهجور للجيش.
و يسكن 850 شخصا معظمهم عائلات في كارا تيبي وهو مخيم تديره البلدية اختار منه البابا فرنسيس 12 شخصا لمنحهم حق اللجوء إلى إيطاليا في الأسبوع الماضي إثر زيارة للجزيرة.
و جاءت الملكة رانيا تلبية لدعوة لجنة الانقاذ الدولية وهي جمعية إغاثية زودت المخيم بأماكن الاستحمام والمراحيض والغسيل والأنوار.
و في مسعى لوقف تدفق اللاجئين والمهاجرين من تركيا إلى أوروبا على القوارب المطاطية وقع الاتحاد الاوروبي اتفاقية في آذار مارس الماضي مع تركيا يعيد إليها بموجبها كل اللاجئين الذين يفدون إلى اليونان بعد 14 من الشهر عينه ولا يستوفون الشروط اللازمة لمنحهم حق اللجوءإلى دول الاتحاد الأوروبي.
و في الإحصاء الأخير قد يعاد نحو ثمانية آلاف لاجئ ومهاجر في الجزر اليونانية إلى تركيا في حال رفضت طلبات اللجوء التي تقدموا بها.
و قالت الملكة رانيا “هذه أزمة تتعلق ببشر لا بحواجز وحدود. وتتعلق بالكرامة الإنسانية لا بالاتفاقيات.”
و الأردن جزء من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في سوريا وقد تلقى ثناء دوليا على مساعدته اللاجئين واستضافتهم مما أتاح له الاستفادة من حصة كبيرة من المساعدات الخارجية.
لكن الأردن تلقى أيضا انتقادات من حلفائه الغربيين ومفوضية اللاجئين جراء الوضع عند حدوده مع سوريا حيث يعيش آلاف اللاجئين بعيدا عن أي نوع من المساعدة.