ليبيا – اختتم اليوم الاربعاء فعاليات مؤتمر أفريقيا إيطاليا بروما المنعقد بمقر وزارة الخارجية الإيطالية بمشاركة محمد سيالة مرشح المجلس الرئاسي لحقيبة الخارجية بحكومة الوفاق، وذلك بعد الانتهاء من مناقشة المحاور الأربعة الرئيسية بالمؤتمر و التى تمثلت في الاستدامة الاقتصادية و الاجتماعية و البيئية، إضافة لظاهرة الهجرة الغير شرعية و السلم والأمن.
و تمثلت مشاركة وفد المجلس الرئاسي برئاسة سيالة في المحور الخاص بالسلم والأمن حيث تمحورت مداخلته، حول مشكلة الإرهاب الذي قال أنه يسعى إلى أن يجد له موطئ قدم في ليبيا، لتكون قاعدة انطلاق لمقاتليه نحو دول الجوار في القارتين الافريقية و الاوروبية.
و أكد سيالة على أن الهجرة غير الشرعية التي تأتي لليبيا لها هدفين، قائلاً:” اول أهداف المهاجرين هي العبور إلى الشمال حيث يلتهم المتوسط للأسف المئات منهم، ومن لم يتمكن منهم من الانتقال للشمال يسعى للبقاء في ليبيا بحثاً عن الرزق”.
و أشار الي دور عصابات الجريمة المنظمة العابرة للحدود وبعض المنظمات الإرهابية في مشكلة الماهجرين وسعيها للحصول على مصادر التمويل غير المشروعة من هذه الأنشطة.
و إستعرض سيالة للحضور الآثار السلبية الكبيرة لمشكلة الهجرة الغير شرعية على الجوانب الاقتصادية والديموغرافية في ليبيا، الأمر الذي قال أنه يحتم على المجتمعين تشجيع التعاون مع ليبيا في كل المجالات من أجل محاربة هذه الظاهرة، بما في ذلك التوصل إلى اتفاقيات حول إعادة المهاجرين إلى بلدانهم الأصلية.
و استبعد سيالة في كلمته ان يمكنهم الحل الامني وحده من معالجة مشاكل الهجرة غير الشرعية ، داعياً الي النظر بالدرجة الأولى إلى الجوانب الإنسانية لمن قال أنهمم يغامرون برمي أنفسهم وأسرهم وأطفالهم في قوارب الموت.
و طالب الوزير المرشح أن يتم العمل على إقامة مشاريع تنموية في البلدان التى تعتبر مصدراً للمهاجرين لخلق فرص عمل للشباب و رفع المستوى الاقتصادي لهم بما يمكنهم من الحياة الكريمة في أوطانهم بين أهليهم ، مضيفاً بأنه يجب العمل على تفادي النزاعات أياً كان مصدرها عرقياً ودينياً و سياسياً، ولن يتأتى ذلك إلاّ بمساعدة دول الجنوب على بناء اقتصاديات قويّة بالقطاعين العام و الخاص وخلق فرص جديدة للاستثمار خاصة في مجالات الشركات الصغرى والمتوسطة.
و اختتم مبعوث المجلس الرئاسي الذي مثل ليبيا في هذا الاجتماع مداخلته قائلاً:” إننا في حكومة الوفاق الوطني سنسعى للعمل بكل ما في وسعنا لإعادة الأمور إلى نصابها، و سنتعاون مع جيراننا وأشقائنا في الجنوب وأصدقائنا في الشمال في كل ما من شأنه أن يُسهم في معالجة هذه المسائل الشائكة، كما أننا نعوّل كثيراً على تفهمكم للأوضاع في بلادنا، ونرجو منكم جميعاً مدّ يد العون لها حتى تتمكن من اجتياز هذه المرحلة الحرجة، إذ لا يخفى على أحد أهمية الاستقرار في ليبيا وأثره في استقرار الإقليم بأكمله”.