وصف مفتى المؤتمر العام ” الشيخ الصادق الغرياني ” المفكر الإسلامي الإخواني المصري سيد قطب بأنه احد علامة هذا العصر من العلماء الكبار الذين تركوا بصمتهم فى الحياة .
و قال الغرياني الذى كان يتحدث لقناة التناصح عبر برنامج الإسلام الحياة أن قطب من البشر الذين يصيبون و يخطئون و لكن صوابه اكثر من خطأه .
و دعا الغرياني الشباب و طلاب العلم بقراءة و مطالعة كتبه لأن الليبيين فى أمس الحاجة لمعرفة العلم بالواقع ، و قال : ” لقد أخذت على قطب بعض المآخذ في بعض كتبه لكنه من العلماء الذين كانو على دراية بواقع عصره وأنصح الشباب و الطلاب بقراءة كتبه ” .
من هو سيد قطب ؟
هو سيد قطب إبراهيم حسين الشاذلي من مواليد 9 أكتوبر 1906م و هو كاتب و منظر إسلامي مصري وعضو سابق في مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين ورئيس سابق لقسم نشر الدعوة في الجماعة ورئيس تحرير جريدة الإخوان المسلمين.
يُنتقد سيد قطب من قبل العديد من الكتاب والمؤلفين ورجال الدين الإسلامي على كتاباته وأفكاره لاسيما تلك التي تكفر المجتمعات في فهمهما القاصر و يستند من انتقدوا أفكاره التكفيرية على أنه أوغل في تكفير جموع المسلمين والحكام والأنظمة و أنه يتحمل المسؤولية عن نشأة تيار التكفير مثله كشكري مصطفى الذي كفر المسلمين عدا جماعته وهو قائد جماعة التكفير والهجرة التي تعتزل المجتمعات بأسرها .
ومن الانتقادات لسيد قطب طعنه في الصحابة في كتابه (كتب وشخصيات)، فقد طعن في الصحابيين معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص و اتهمهما بـ النفاق والرشوة والخيانة والكذب والخديعة، وطعن في خلافة عثمان بن عفان، واعتبر خلافة علي بن أبي طالب امتداد طبيعي لخلافة عمر بن الخطاب، وأن خلافة عثمان هي فجوة بينهما.
ويُدافع عنه البعض بأن تلك الكتابات صدرت من سيد قُطب قبل تأثرة بالفكر الديني تقريباً عام 1944 م وخلال مرحلة تيهان فكري مع سيد قطب، حيث قام بتعديل بل وتغيير أفكاره بعد نضوج وعيه الديني لاحقاً حيث توقف عن مثل تلك الكتابات لاحقاً ويُلاحظ ذلك في كتبه التي صدرت بعد عام 1945 م مثل تفسير القرآن والمستقبل لهذا الدين وغيرهما.
ومن الإنتقادات لسيد قطب ما أورده في كتابه ” معالم في الطريق ” الذى كتبه في أخر حياته و الذى يعتبره بعض المفكرون اللبنة الأولى لتطرف جماعة الاخوان المسلمين و انتهاجها العنف بشكل كبير إضافة لإنبثاق العديد من الجماعات المتطرفة فى ذلك الوقت و إستنادها على كتبه و من بينها هذا الكتاب .
فى اللحظات الأخيرة لسيد قطب قبيل إعدامه لم يكن هناك ضمن شهود الحدث ليرووا ما جرى إلا محمد يوسف هواش وعبد الفتاح إسماعيل وقد أعدم كليهما عقب إعدام سيد قطب.
ولم يكن هناك سوى الضابط الذى صاحب سيد قطب وهو في طريقه للمشنقة وهو اللواء “فؤاد علام” الذى كان ضابطا وقتها وكان شاهد عيان، والشهادة نقلاً عن مذكراته ” الإخوان وأنا ” التى يحكى فيها تفاصيل هذا اليوم : ” يقول اللواء “فؤاد علام” ان يوم إعدام سيد قطب لم يكن اليوم معلوماً لأحد وكنت أجلس في السيارة الأولى وبجوارى سيد قطب، وفى الثانية كان يجلس محمد يوسف هواش نائي سيد قطب في قيادة التنظيم، وفى الثالثة كان يجلس عبد الفتاح إسماعيل المسئول عن الاتصالات الخارجية لجماعة الإخوان المسلمين، والثلاثة محكوم عليهم بالإعدام، وركب السيارات يتحرك بهم من السجن الحربي لسجن الاستئناف لتنفيذ الحكم فيهم .
وكان سيد قطب يرتدى بدلة داكنة اللون تحتها قميص أبيض ويبدو بصحة جيدة فهو لم يتم ضربه أو تعذيبه كما أشاع الإخوان كما أنه لم يكن مجهداً أو مرهقاً، وقال سيد قطب خلال الطريق بنبرة تشف وحسرة:”للأسف الشديد لم ينجحوا في تنفيذ عملية نسف القناطر الخيرية التى لو تمت لانتهى النظام”وأضاف “إن مشكلتى في عقلي أنا مفكر وكاتب إسلامى كبير والحكومة تريد القضاء على الإسلام عبر قتلى!!”.
و يتابع : “تدمير القناطر ومحطات الكهرباء والمياه كان سيكون بداية الثورة الإسلامية وإنذار شديد للناس لينتبهوا من غفلتهم وسكرتهم بنظام حكم عبد الناصر”.
ثم يصل اللواء فؤاد علام لوصول الركب لسجن الاستئناف حيث فهم سيد قطب من الإجراءات داخل السجن أنه سيتم إعدامه فأزداد توتر سيد قطب حتى وصل لدرجة الانهيار وأخذ يردد “أنا مفكر إسلامى كبير والحكومة لم تجد سبيلاً للقضاء على أفكارى لذا تعدمنى”.
ثم بدأت مراسم تنفيذ الحكم فلبس سيد قطب بدلة الإعدام الحمراء وسئل إن كان يريد شيئاً فطلب كوب ماء تجرعه ثم طلب أن يصلى الفجر ثم دخل غرفة الإعدام وتم تنفيذ الحكم .”
إلى هنا انتهت شهادة اللواء فؤاد علام على تنفيذ حكم إعدام سيد قطب وكما رأينا كان يوم التنفيذ سرياً فلم يعلم به حتى سيد قطب نفسه وبالتالى فأن ما قيل من روايات وقت اعدامه محل شك كبير، فلم يكن أحد يعلم وقت تنفيذ الحكم حتى سيد قطب نفسه، ولم يكن أحد معه سوى الضابط المسؤول عن النقل والتنفيذ الذى تم صبيحة يوم 29 أغسطس 1966م .
المصادر عن سيد قطب :
كتاب ” الإخوان وأنا ” للواء فؤاد علام + كتاب ” كتب و شخصيات ” و كتاب ” فى ظلال القرآن ” و كتاب ” معالم فى الطريق ” لسيد قطب + ويكيبيديا