ليبيا – حذر وزير الدفاع السابق أسامة جويلي من إزدواجية تعامل الدول الغربية مع “أجسام السلطة” في ليبيا مشيراً لدعم هذه الدول لـ “طرفي النزاع” السياسي في البلاد المتمثلين بمجلس النواب والمجلس الرئاسي.
جويلي أوضح بمداخلته الهاتفية في برنامج غرفة الأخبار الذي أذيع يوم أمس الأحد عبر قناة ليبيا مع الاعلامي محمد زيدان أن الغرب يدعم “الطرفين” ولا يساهم بتوحدهما كونه يهدف لتحقيق مصالحه المتمثلة بمحاربة وجود “داعش” بليبيا.
وزير الدفاع السابق أكد أن التسليح الذي يوفره الغرب لليبيين غير كاف لتغيير موازين القوى مبيناً أن إخفاق القوى السياسية في التوصل إلى حالة من التوافق والتوحد سبب حرجا للدول الغربية الداعمة لهذه القوى.
و أضاف بأن الدول الغربية مضطرة لدعم جميع الأطراف المحاربة لتنظيم “داعش” بالسلاح كونها تتجنب مسألة إرسال قوات برية لمحاربة هذا التنظيم التي تعتبر مكلفة للغاية من الناحيتين السياسية والمالية.
و إنتقد وزير الدفاع السابق حالة النزاع بين “أجسام السلطة” في ليبيا حول الشرعية لاسيما بالمؤسسة العسكرية التي تدعي كافة الأطراف أنها الجزء الشرعي فيها مؤكداً أن الإتفاق السياسي هو الحل لتحديد هذا الأمر.
و أضاف بأن تعدد القيادات العسكرية قد يتسبب بعسكرة البلاد ما يحتم توحيدها تحت إمرة قيادة واحدة وإعتماد الإتفاق السياسي لحل كافة الإشكاليات العسكرية والسياسية في البلاد لحين إعتماد دستور دائم.
و عبر جويلي عن إستغرابه لقيام مجلس الدولة الإستشاري بممارسة صلاحيات تنفيذية بعيدة عن إختصاصاته وتجاوزه الإتفاق السياسي عبر عقد لقاءات جمعت رئيسه وأعضائه مع عدد من القيادات العسكرية.
و شدد على ضرورة توحيد جهود القوات المحاربة لتنظيم “داعش” في مدينة سرت وعدم “التسابق المحموم” لقيادة كل قوة لنيل شرف تحرير هذه المدينة من أجل تحرير كامل تراب ليبيا من التنظيم.
و رفض جويلي مبدأ التخوين المتبع الذي يطال بعضاً من القيادات العسكرية في غرب البلاد مؤكداً أن هذه القيادات لا بد أن يكون لها دور في الجيش للنهوض بواقع الوطن محذرا من الوقوع بخطأ إختزال مفهوم الوطنية.
ودعا مجلس النواب بالإسراع بإتخاذ موقف من الإتفاق السياسي من أجل تشكيل سلطة تنفيذية تعبر بالبلاد المرحلة الحالية منتقداً جهود البعض لإعادة إحياء المؤتمر الوطني الملغى وفقاً لحكم القضاء.