رويترز: تونس تواجه خطر عودة المزيد من مقاتلي داعش من ليبيا

ليبيا-افاد تحقيق صحفي اعدته وكالة رويترز الاخبارية  انه و بعد  أقل من شهر على غارة أمريكية ضد معسكر لتدريب الجهاديين في مدينة صبراتة التي قتل خلالها واحد من أبرز قيادات الجهاديين التونسيين تسلل مقاتلو الدولة “داعش” عبر الحدود الى تونس قادمين من ليبيا وهاجموا ثكنات للجيش وقواعد للشرطة في بلدة بن قردان الحدودية التونسية .

و خلال المعركة التي نشبت قتل عناصر من التنظيم  العقيد عبد العاطي عبد الكبير رئيس جهاز مكافحة الارهاب المحلي أمام منزله بعد تبادل لإطلاق النار .حيث يتمركز عدد غير قليل من المتطرفين قرب الحدود التونسية مع ليبيا وخاصة في بلدة بن قردان.

و منذ الانتفاضة التونسية  أطلقت السلطات التونسية في يناير سراح مئات المتطرفين  من السجون في اطار عفو عام عن المعتقلين في عهد بن علي.حيث بدأ السلفيون في استعراض عضلاتهم بالسيطرة على المساجد واشتبكوا مع الشرطة وهاجموا ساسة وصحفيين علمانيين.

و لكن مع استقرار الاوضاع السياسية في تونس أعادت الحكومة إحكام سيطرتها على عدد من المساجد وحظرت جماعة أنصار الشريعة وضيقت الخناق على المتشددين مما أجبر العديد منهم على الفرار الى ليبيا.

وكشف التحقيق ان تنظيم داعش في ليبيا أصبح الآن أكثر استقطابا لهم من سوريا والعراق وأصبح العديد من المتطرفين التونسيين من بين القيادات الرئيسية في الدولة الإسلامية “داعش” هناك.

و يقدر مسؤولون أمنيون أن ما بين 4000 و 6000 تونسي غادروا للقتال ضمن صفوف الدولة “داعش” وغيرها من الجماعات.

و ما زال التدفق مستمرا حيث عبر منذ الصيف الماضي نحو 80 شاب تونسي من بلدة رمادة التونسية فقط إلى ليبيا متخذين نفس المسالك الصحراوية التي يستخدمها مهربو البنزين.

وعلى مدى نحو عامين بدأ عدد من المقاتلين التونسيين المتطرفين في العودة. وتقول قوات الامن التونسي ان منفذي الهجمات الأخيرة على فندق بمنتجع سوسة السياحي ومتحف باردو العام الماضي التي قتل فيها عشرات السياح هم تونسيون تلقوا تدريبات في ليبيا.

و في وقت سابق هذا الشهر ألقت قوات الامن التونسي القبض على أكثر من 37 في تونس العاصمة في حملة مداهمات. وقالت الحكومة انها تعتقد أنها جلبوا متفجرات واحزمة ناسفة من ليبيا وكانوا ينوون شن هجمات متزامنة.

ويقول مسؤولون أمريكيون وتونسيون ان القيادي الجهادي التونسي الذي قتل في غارة أمريكية جوية في فبراير في مدينة صبراتة هو نور الدين شوشان انه درب مسلحين في معسكرات بليبيا لقتل السياح الأجانب في تونس في هجمات سوسة وباردو.

ومن بين المنتمين لداعش في ليبيا كانتا الشابتين رحمة وهي زوجت “شوشان” واختها غفران وفقا لما روت والدة الفتاتين لرويترز. والان هما معتقلتان في سجن معيتيقة بطرابلس بعد ان وقعتا في قبضة قوات الامن الليبية

و قال مصدر أمني تونسي لرويترز “بعد أنه كان عضوا في تنظيم أنصار الشريعة الموالي للقاعدة ببلاد المغرب الاسلامي انضم مانيطة الى تنظيم داعش الإرهابي وفر إلى ليبيا بعد أن صنفت الحكومة أنصار الشريعة تنظيما إرهابيا”.

وتحسبا لتسلل مزيد من الجهاديين عبر الحدود الطويلة مع ليبيا عززت تونس حماية حدودها. وشيد الجيش ساترا ترابيا يزيد طوله على 200 كيلومترا وخندقا على طول جزء من الحدود. وتقوم القوات البريطانية والألمانية بتدريب القوات التونسية في حماية الحدود ومراقبتها إلكترونيا.

وتقول الشرطة وسكان في بلدة رمادة التونسي  ان شخصاً يدعى بشير زونجا قاد العام الماضي عملية تهريب لنحو 36 شاب من البلدة باتجاه ليبيا للالتحاق بتنظيم داعش هناك.

وبشير زونجا مهرب سابق من بلدة رمادة تقول الشرطة إنه أصبح قائدا في تنظيم الدولة “داعش” في سرت بعد أن نشأ في بلدة رمادة على زراعة أشجار الزيتون.

وتضم المجموعة التي تسللت إلى ليبيا طيارا بسلاح الجو التونسي ومهندس بترول تمكنوا من العبور مستغلين الحدود الشاسعة وسالكين نفس طريق مهربي البنزين للوصول إلى ليبيا والالتحاق بتنظيمات جهادية.

Shares