أوقف مقاتلو تنظيم الدولة “داعش” هجوما للجيش العراقي على مدينة الفلوجة بهجوم مضاد على مداخلها الجنوبية اليوم الثلاثاء في الوقت الذي حذرت فيه الأمم المتحدة من المخاطر على المدنيين المحاصرين في المدينة واستخدام التنظيم لهم كدروع بشرية.
و يمثل هجوم الجيش العراقي على الفلوجة بداية لما يتوقع أن تكون واحدة من أكبر المعارك على الإطلاق ضد تنظيم الدولة “داعش” حيث تحظى الحكومة بدعم من قوى عالمية بما في ذلك الولايات المتحدة وإيران وتسعى لاستعادة أول مدينة رئيسية تسقط في يد الجماعة عام 2014.
و بعد أسبوع من إعلان بغداد بدء الهجوم تقدمت القوات العراقية بأعداد كبيرة إلى حدود المدينة للمرة الأولى أمس الاثنين وتدفقت على مناطق ريفية بضواحيها الجنوبية لكنها لم تصل إلى المنطقة السكنية الرئيسية.
و قالت الأمم المتحدة إن نحو 3700 شخص نجحوا في الفرار من المدينة على مدار الأسبوع الماضي.
و قال قائد بالجيش وضابط شرطة إن جنود فرقة الرد السريع أوقفوا زحفهم أثناء الليل على بعد نحو 500 متر من حي الشهداء وهو الجزء الواقع في جنوب شرق المنطقة السكنية الرئيسية في الفلوجة.
و كان بإمكان صحفيين من رويترز بالمنطقة سماع دوي انفجارات ناجمة عن قصف مدفعي وضربات جوية يشنها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لدعم القوات العراقية.
و قال أحد العاملين في المستشفى الرئيسي في الفلوجة إنهم تلقوا تقارير بمقتل 32 مدنيا أمس الاثنين. وتحدثت مصادر طبية في المدينة عن أن عدد القتلى في المدينة بلغ حوالي 50 قتيلا هم 30 مدنيا و20 مقاتلا خلال الأسبوع الأول من الهجوم الذي لم يتضمن بعد مواجهات بالشوارع.
و لا توجد منظمات إغاثة دولية في الفلوجة ولكنها تقدم المساعدة لمن يتمكن من الخروج منها والوصول إلى مخيمات النازحين.
و الفلوجة ثاني أكبر مدينة عراقية ما زالت تحت سيطرة مقاتلي الدولة “داعش” بعد الموصل معقلهم في الشمال والتي كان يقطنها قبل الحرب نحو مليوني شخص.
و أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الهجوم على الفلوجة في 22 مايو بعد سلسلة تفجيرات أوقعت أكثر من 150 قتيلا في أسبوع واحد ببغداد وهو أعلى عدد من القتلى يسقط في مثل هذه المدة الزمنية حتى الآن هذا العام. ووقعت أمس الاثنين أيضا سلسلة تفجيرات أعلن تنظيم الدولة “داعش” مسؤوليته عنها وأسفرت عن سقوط ما يزيد عن 20 قتيلا.