ليبيا – المرصد | حكومة الوفاق ، الجيش ، الفريق حفتر ، داعش ، المجموعات المسلحة ، مستقبل العملية السياسية الهجرة الغير شرعية ، كانت محور حديث المبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر لصحيفة ” دو ديمانش ” الفرنسية فى حوار أجراه معه الصحفي الفرنسي ” أنطوان مالو ” فى العدد الصادر مساء أمس الإثنين الذى تابعته و ترجمته صحيفة المرصد و فى مايلي نص الحوار بين المحاور و ضيفه :
س – كيف يمكن تحقيق الاستقرار في ليبيا بعد فوضى مدتها خمس سنوات؟
ج – لقد تحركت حكومة الوفاق بدعم من المجتمع الدولي إلى طرابلس في أواخر مارس. ولكن على أرض الواقع هناك نوعان من الحكومات الأخرى وقوة الميليشيات.
س – ليبيا لديها الآن ثلاث حكومات فمن الذي يسيطر على البلاد؟
ج – هناك حكومة واحدة فقط معترف بها من قبل المجتمع الدولي وهي حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج و قد أعلنت مؤسسة النفط الوطنية والبنك المركزي ولائهما لهذه الحكومةو لكن بالطبع، لا يزال الوضع هشا جدا والسراج ليس له السيطرة الكاملة على طرابلس.
س – هل الحكومة الموجودة في الشرق تسيطر على البلاد؟
ج – بالتأكيد لا
س – هل هناك دعم لمجلس الرئاسة فى طرابلس ؟
هناك دعم علني من جميع الميليشيات تقريبا فى طرابلس، و حتى المليشيات الغير مؤيدة فهي إما إختارت الحياد او تجاهل ما يحدث .
س – هل وعدت المليشيات بشيئ في المقابل؟
ج – لا يوجد شيئ محدد ! ما يريدونه هو الضمانات و الحصانة ، و غالبيتهم فى غرب ليبيا تعبوا من القتال .
س – كل الميليشيات تتحصل على اموال من قبل البنك المركزي ، لم نرى هذا فى أي بلد من قبل ؟
ج – سنخبرهم يوما ما بأنهم لن يتلقوا المزيد من المرتبات اذا لم ينضموا للجيش الوطني .
س – هل ستكون هذه خطوتكم التالية ؟
ج – هذا سابق لأوانه ، الخطوة التالية هي أن يعمل وزراء الحكومة من مقرات وزاراتهم و مكاتبهم في طرابلس و حدث هذا فى وزارات الشباب و الرياضة و الدفاع و لكن هناك وزراء آخرين مترددون و منهم من لا يزال في مالطا ومع ذلك لا اعتقد ابداً ان الامور تسير بشكل جيد .
س – متمسكون بإقناع البرلمان و الجنرال حفتر بقبول حكومة الوفاق و المصادقة عليها ؟
ج – فى الواقع و وفقا للاتفاق السياسي الليبي، كان من المفترض المصادقة على الحكومة من قبل البرلمان فى فبراير الماضي و ها نحن الآن أواخر مايو ، ولكن مشكلتي الاساسية اليوم هي أساسا تجنب وقوع مواجهة عسكرية بين القوات الحكومية وميليشيات حفتر و مصراتة و عليهم ان يعلموا ان لديهم عدو مشترك وهو الدولة الإسلامية وهذا هو السبب الذى يجب أن يوجد لأجله موظفي عمليات و بنية عسكرية مشتركة كما انه ينبغي أن يكون لحفتر دور هام في هذه المنطومة .
س – لكن الجنرال حفتر يقول انه هو رئيس الجيش الوطني الليبي و أنهم يقاتلون داعش بالفعل ؟
ج – يجب علينا دعم أي مجهودات ضد الدولة الإسلامية. ولكن هناك ايضا حظر على الاسلحةو على المجتمع الدولي الغوص فى هذه المشكلة اما عن مزاعم حفتر بوجود جيش موحد فى بقية الأراضي دعنا نقول أنه ليس جيش بل هو مجموعة من القوات النظامية، و مواليين للقذافي ومرتزقة من السودان أو تشاد و بعض القوى القبلية. هناك أيضا مجموعة من القوات الخاصة الفرنسية والأمريكية على أرض الواقع فى ليبيا إضافة لميليشيات مصراتة. ولكن كل هذا لا يكفي لهزيمة داعش و يجب توحيد قواعد هذه المعركة، عبر بناء جيش حديث.
س – ماهو مستقبل حفتر ؟
ج – الأمر متروك لليبيين لاتخاذ قرار بالخصوص لكن السراج هو القائد الأعلى و نحتاج إلى ان يتفق الجميع على ذلك اما عن حظر التسليح فسوف لن يستفيد منه سوى هذا الجيش الموحد الذى نتحدث عنه و هذا ما تم قبوله في فيينا الأسبوع الماضي و بالتأكيد أنه سيتلقى أسلحة نوعيةو هذه هي الطريقة الوحيدة الفعالة لهزيمةداعش و لتحقيق ذلك أنا أحاول أن يجلس الجميع حول الطاولة والقبول بوجود جميع ألوان الطيف السياسي الليبي ، بما فيهم حفتر و جماعة الاخوان المسلمين ولكن من الصعب حتى الآن إقناع حفتر بذلك فهو يرفض التحدث إلينا.
س – هل ليبيا بحاجة إلى أسلحة في الواقع؟ أين هي مخزونات القذافي من الأسلحة ؟
ج – تم بيع العديد من هذه الأسلحة بالرغم من أنه لا يزال هناك 20 مليون قطعة سلاح متداولة في ليبيا لكنها اسلحة صغيرة و غير مجدية كما أنه لا يوجد من بينها أسلحة معارك ليلية .
س – ماذا عن التدخل العسكري الدولي فى ليبيا ؟
ج – التدخل لن يتم إلٌا إذا ما طلبت حكومة الوفاق ذلك و لكن الدعم موجودو في وقت سابق من هذا الأسبوع أرسل السراج رسالة إلى الاتحاد الأوروبي للحصول على المساعدة، بما في ذلك تدريب الجيش. ولكن إذا لم يتوصل الليبيين إلى اتفاق فسيكون التدخل وفق صلاحيات محددة ، صحيح أن العملية السياسية بطيئة جدا مقارنة بتنامي تنظيم الدولة الإسلاميةالذي يستغل حالة عدم الوفاق و ينتشر و لكن إذا تحقق الوفاق فأن داع لن يكون موجوداً فى ليبيا بعد سنة .
س كم عدد مقاتلي داعش اليوم فى ليبيا ؟
ج – في منطقة سرت يمكن أن يقدر ما بين 2000 أو 3000 عنصر وحوالي 2000 آخرين في بقية أنحاء البلاد كما أنه بات ينتشر و ينشط فى الجنوب على الحدود بين النيجر وتشاد و من الواضح أن التنظيم يريد مهاجمة النفط ليس للسيطرة على الإنتاج ولكن لقيادة البلاد إلى كارثة اقتصادية.
س – كيف يستمد الإرهابين دخلهم وماهي مصادر أسلحتهم ؟
ج – يتحصلون على المال عبر فرض الضرائب في سرت كما أنهم يتغذون على الاتجار بالبشر و الخطف كما ان هناك مليشيات تختطف رهائن و تبيعهم لداعش كما هو الحال في العراق. أما بالنسبة للأسلحة، فتصلهم عن طريق البحر و من السودان و عبر طرق التهريب التقليدية و هناك بعض الميليشيا أيضا تقوم بمساعدتهم.
س – هل لداعش ليبيا أتصال بالجماعات الجهادية الأخرى في المنطقة؟
ج – في الأسبوع الماضي، تم تفكيك خلية جهادية في طرابلس من 17 شخص من بينهم شخص نيجيري و هناك شكوك عن صلتهم بجماعة بوكو حرام و هدفهم هو التوسع بالجنوب الليبي و هذا يجب ان يتوقف بسرعة .
س- هل يوجد تعاون بين داعش فى سوريا و العراق وفرعها الليبي؟
نعم نشتبه فى ذلك و لكن لا أعرف إذا وصل التمدربين من فرع بلاد الشام إلى ليبيا ولكن هناك خبراء يقولون لنا ان المقاتلين الليبيين فى داعش ليبيا كانوا الأكثر شراسة خلال العام الماضي أما 70 % المتبقية من المقاتلين فهم من الأجانب كالتونسيين والجزائريين والعراقيين والسوريين والمغاربة و ليس من قبيل المصادفة أن توقف الجزائر و تونس رحلاتها الجوية إلى طرابلس.
س – وكيف يصل مقاتلي داعش فى سوريا إلى ليبيا؟
ج – عن طريق الجو، البحر، البر ، فكل شيء مفتوح لا سيما فى ظل عدم وجود سيطرة على الحدود البحرية.
س – في هذا الصدد .. هل نتوقع وصول موجة جديدة من المهاجرين القادمين من ليبيا إلى لامبيدوزا خاصة مع إغلاق خط الهجرة من تركيا ؟
ج – لا ، العدد آخذ في التناقص و فى نفس الفترة من العام الماضي وصل 47000 مهاجر إلى إيطاليا أما هذه السنة فكان العدد أقل من الثلث حيث تشير التقديرات إلى وجود 234000مهاجر محتجزين في ليبيا وفى الوقت الراهن ليس هناك حركة كبيرة للعبور نحوإيطاليا.
س – هل تعتقد ان مهمة صوفيا التى أطلقها الاتحاد الأوروبي لمكافحة الهجرة فعالة ؟
لا، على العكس تماماً هي غير فعالة و مجرد فقاعة فى الهواء و ذلك لعدم وجود دوريات لهذه المهمة فى المياه الليبية لذلك فأن المهربين يضعون المهاجرين على متن قوارب و يمنحونهم ما يكفى من الوقود للذهاب الى لامبيدوزا ثم بعد ذلك يتصلون برقم الطوارئ في إيطاليا ويقولون لهم : “حسنا، سننقذكم ، و يصلون إلى هناك ” .