ليبيا – هنأ مفتي المؤتمر الوطني “الشيخ” الصادق الغرياني المعتقلين الذين تم إطلاق سراحهم بدولة الإمارات العربية المتحدة كما وصف فترة سجنهم على خلفية ممارسة أنشطة محظورة بدولة الإمارات بالمحنة المريرة و المعاناة القاسية التي إستمرت في حقهم على مدى عامين.
و عبر الغرياني خلال مقابله تلفزيونية عبر برنامج “الاسلام والحياة” الذي يبث على قناة “التناصح” عن إستيائه لإتهام المعتقلين من دون ذنب سوى انهم إنحازوا إلى دينهم قائلاً “كل من تسبب في اعتقال رجال الاعمال الليبيين الابرياء في الامارات فليعد نفسه لسؤال الله يوم يضع الموازين القسط”
و إتهم الغرياني دولة الإمارات بتلفيق التهم للمعتقلين قبل إعتقالهم و ممارسة أشد طرق العذاب بحقهم دون إخترام يحترموا إنسانيتهم بحسب قوله.
و عن أزمة السيولة و المرتبات قال الغرياني ” أن من يخصم على الناس اجورهم او من يعاهد الله بأمر ثم يبخس او يمكث العهد و يبيع حراً و يأكل ثمنه فإن الله سيذله و يخزيه و ينتقم منه” كما عبر عن أسفه من الإنتشار الواسع لهذه المظالم في وقتنا الحالي.
و وجه الغرياني إتهاماً للسياسيين و جزء من” الثوار” دون أن يسمهم بنكث العهود و المواثيق إضافة لإستقبال من يسعون لتمزيق و تشتيت الوطن فى إشارة منه لإنضمام عدد من المجموعات المسلحة للمجلس الرئاسي كما إعتبر طباعة العملة الجديدة في جمهورية روسيا بحجة توفير السيولة بغير المجدية و قال أن الأزمة لا تحل بهذه الطريقة و لن تنتهي بوضع ورق في طابعة واصفاً من قاموا بذلك “بالمفسدين”.
و طالب الغرياني السياسيين بالخفاظ على مبادئ “الثورة” و تعهد من قال أنهم نكثوا العهود و استقبلوا الظلمة اللذين يعملون بعنصرية قبيحة و يرفضون شرع الله بأن الله سيخاصمهم يوم القيامة .
و أبدى الغرياني إستيائه تجاه ما قام به بعض من قادة الثوار و السياسيين والزعماء من دعم لحكومة الوفاق و قراراتها المتعلقة بنظام الدولة و كيانها و من بينها قرار تجميد المرتبات و مكافئآت المواطن دون أن يكون لها “شرعية قانونية من دين الله”.
و أكد الغرياني مجدداً أن مرتبات موظفي دار الافتاء موقوفة منذ اكثر من شهرين و وجه تساؤلاً للمجلس الرئاسي : “هل تجميد المرتبات لمدة شهرين يطبق على جميع الليبيين أم أن المرتبات أوقفت فقط عن مشايخ مركز البحوث في دار الافتاء اللذين يتولون الرد على استفتاء المسلمين في بلاد المسلمين طوال اليوم على مدى هذه الشهور”.
و حث الغرياني على قتال قوات الجيش بقيادة القائد العام خليفه حفتر و تنظيم الدولة الاسلامية في سرت قائلاً : “قتال الخوارج و الغلاة أمر مشروع و من خرج لقتالهم مخلص لله تعالى و لإعلاء كلمة الدين والحق و العدل فهو مجاهد ترجى له الشهادة كما ان قوات حفتر تناصر الظلم و الدواعش و هم مدعومين من القوات الأجنبية الفرنسية و الالمانية و الانجليزية”.
و قال ان العركة الحقيقة الكبرى هي معركة بنغازي وهي التي ستحدد مصير ليبيا و أضاف : “إن الظلمة حفتر و اعوانه نقلوا المعركة إلى حدود مصراتة و داخل طرابلس بعد قتل 200 من القراء و الحفاظ و ائمة المساجد ودعاة الدين” .
و دعا مفتي المؤتمر الوطني كل “الثوار” إلى تقديم الدعم لإخوانهم في بنغازي لإنقطاع الامداد عنهم وأضاف :” العالم كله بقواته وطائراته و استخباراته يقفون ضدهم”.
و جدد الغرياني إتهاماته لحفتر بدعم داعش و قال:” تأمين حفتر لخروج عناصر داعش من درنة و إعطائهم السيارات ليخرجوا منها هذا أكبر دليل على تعاون حفتر معهم “.
و طالب الغرياني قوات الجيش بالإنشقاق عن الفريق حفتر لأنه يخدعهم بالمال الذى يأتيهم من المجتمع الدولي أو أن يلزموا بيوتهم او أن يقاتلوا مع اهل الحق والدين و عدم مناصرة الظلمة بحسب قوله.
و في ختام المقابله إعتبر الغرياني الحكومات السابقه ومنها حكومة الغويل بأنها حكومات غير مؤهلة لتولي القيادات لعدم إستجابتهم السريعة للخطابات التي توجهها لهم دار الإفتاء في كل قضية، واصفاً المصالحات التي قاموا بها “بالمصالحات المزعومة” و الغير مجدية .