بالمستندات | عشرات الشركات والعقارات والمنتجعات الفاخرة ..المرصد تغوص فى إمبراطورية آل ادبيبة

كشف التحقيق  الذي نشره “الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين” مطلع أبريل 2016 على موقعه الإلكتروني، وأطلق عليه اسم “وثائق بنما”، عن عدد من شخصيات الزعماء والسياسيين الذين هربوا أموالا من بلدانهم إلى ملاذات ضريبية أو شاركوا في شركات عابرة للبحار ليفجر بذلك مفاجآت لم تكن فى الحسبان  .

وأوضح “الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين”، ومقره واشنطن، على أن الوثائق (وعددها نحو 11.5 مليون) تحتوي على بيانات تتعلق بعمليات مالية لأكثر من 214 ألف شركة عابرة للبحار (offshore)  في أكثر من 200 دولة ومنطقة حول العالم.

المرصد تحصلت بدورها على وثائق تتعلق بضلوع شخصيات ليبية مسؤولة فى تهريب و تبييض أموال و تأسيس شركات بالتهرب الضريبي و إستغلال أموال عامة لأجل الثراء الشخصي و كان مصدر بعض هذه الوثائق من تسريبات بنما و البعض الآخر من مصادر أخرى خاصة بالمرصد و سننشر فى هذا التقرير الجزء الأول من هذه الوثائق .

و أشارت  وثائق بنما التى تلقينا نسخة منها انه بعد  ” ثورة فبراير ”  دخل اقارب علي الدبيبة وأبنائه بقوة الى سوق عقارات لندن في المناطق الراقية.

واتسعت الشكوك بإمتلاك على الدبيبة أو أخوه أو أبنائه وأبناء شقيقاته جزء من شركة ” كريستون همبيرتس ” للعقارات في لندن وذلك فقا لوكالة بريطانية مختصة بالتحقيقات و كلفت فى وقت سابق من الحكومة الليبية.

عمليات الشراء تمت خلال عمليات لتغطية إفلاس الشركة عام 2005 حيث إشترى آل الدبيبة ( علي وأبنائه واصهاره وعبدالحميد ) ورجل أعمال ليبي يدعى صلاح موسى حصصا في الشركة بقيمة 7.6 مليون دولار بحسب ما أظهرت الوثائق الأمر الذى يشير إلى ضلوع الدبيبة مبكراً فى عمليات بيع و شراء و ثراء .

و كان  القذافي قد أطلق عام 1989 خطة لتحويل مدينة سرت إلى عاصمة إدارية تتضمن مركزاً للمؤتمرات ومطار وجامعة وقام بتشكيل جهاز تنمية و تطوير المراكز الإدارية وكُلف  السيد علي الدبيبة مسؤولاً له.

تحصل جهاز تنمية المشاريع الذى بات يعرف لاحقاً بإسم ” جهاز الدبيبة ” على حق السيطرة على معظم مشاريع تطوير البنية التحتية في جميع أنحاء ليبيا وعلى مر السنين منحت عشرات المليارات من الدولارات في عقود تخللها بناء مساكن لكبار المسؤولين الحكوميين و عدد كبير من المراكز و المرافق العامة .

و من خلال الوثائق أكد المحققون ان ” جهاز الدبيبة ” منح عقدا لصالح شركة إتصالات تابعة لأسرة الدبيبة وعقدا لبناء مصحة نفسية لشركة تدعى ” الخضرة للإستشارات المحدودة ”  بملايين الدولارات كما بينت أن هذه الشركة مرتبطة بالأساس بيوسف نجل إبراهيم الدبيبة شقيق علي الدبيبة.

تقرير لملخص تحقيقات وكالة التحقيقات المالية التابعة للحكومة البريطانية بشأن جهاز تنمية و تطوير المشاريع الإدارية الليبي
تقرير لملخص تحقيقات وكالة التحقيقات المالية التابعة للحكومة البريطانية بشأن جهاز تنمية و تطوير المشاريع الإدارية الليبي
تقرير لملخص تحقيقات وكالة التحقيقات المالية التابعة للحكومة البريطانية بشأن جهاز تنمية و تطوير المشاريع الإدارية الليبي
تقرير لملخص تحقيقات وكالة التحقيقات المالية التابعة للحكومة البريطانية بشأن جهاز تنمية و تطوير المشاريع الإدارية الليبي

وتلقت شركة يوسف الدبيبة ما لا يقل عن 6 عقود خلال اللفترة من 2008 إلى 2010 من ” جهاز الدبيبة ”  بقيمة إجمالية بلغت حوالي 75 مليون دولار بحسب وثائق التحقيقات التى تحصلت عليها المرصد من مصادرها الخاصة .

كما منح الجهاز عقوداً مكررة بيقم مالية مختلفة لنفس المشروع و وفقا للمحققين فأن أسرة الدبيبة تمتلك مصالح في أكثر من 100 شركة مسجلة في 10 بلدان  و هذا ما نفته الأسرة  لصحيفة الغارديان كما نفت إتهامها بسرقة المال العام ووصفتها بأنها تهم لا أساس لها.

وبالرغم من قيام علي الدبيبة بدعم ” ثوار مصراتة عام 2011 ” فقد جمدت الحكومة الليبية الإنتقالية الأولى أمواله و وضعته على قائمة المشتبه بإختلاسهم أموال الدولة.

المحققون فى هذه الوثائق يتهمون علي الدبيبة بمنح عقود بقيمة ملايين من الدولارات لشركات تابعة له أو أحد أقاربه و تهريب أرباح تعاملاته إلى الخارج عبر شبكة من الشركات الوهمية التى أظهرتها وثائق بنما التى إطلعت عليها المرصد.

هل كان فنــدق و منتــجع كيـــنمور مثالاً على تبييض الأموال و الثراء الغير مشروع ؟! 

مواطن بريطاني من أصل ليبي اسمه رياض قرادة  ظهر في وثائق المحققين بأن له ارتباطات مع أسرة الدبيبة وهو يملك نصف حصص فندق بالمرتفعات الإسكتلندية و تقول الوثائق التى تحصلت عليها المرصد أن  الشركة المالكة للفندق المسمى ” كينمور ” مسلجة بإسم علي الدبيبة و  كانت مجرد غطاء لإخفاء أموال الدولة الليبية.

موقع فندق كينمور ليكسوري وسط أسكتلندا
موقع فندق كينمور ليكسوري وسط أسكتلندا

و بالبحث عن هذا الفندق تبين أنه عبارة عن منتجع فخم فى منطقة ” كينمور ” وسط أسكتلندا حيث يضم مطاعم و مرافق و سلسلة من المنازل التى يتم تخصيصها للزبائن على شكل ” شاليهات ” فندقية مريحة على ضفاف بحيرة رائعة مشتقة من نهر ” توميل ” كما يضم  واحداً من أشهر و أرقى المطاعم و الملاهي الليليلة فى منطقة ” كينمور ” إضافة لقاعة فارهة للأفراح و الإجتماعات كما هو فى الإعلان الترويجي المصور المرفق  .

جانب من منتجع و فندق " كينمور ليكسوري لودج " المملوك بنسبة 50 % لعائلة ادبيبة
جانب من منتجع و فندق ” كينمور ليكسوري لودج ” المملوك بنسبة 50 % لعائلة ادبيبة
جانب من منتجع و فندق " كينمور ليكسوري لودج " المملوك بنسبة 50 % لعائلة ادبيبة
جانب من منتجع و فندق ” كينمور ليكسوري لودج ” المملوك بنسبة 50 % لعائلة ادبيبة
جانب من منتجع و فندق " كينمور ليكسوري لودج " المملوك بنسبة 50 % لعائلة ادبيبة
جانب من منتجع و فندق ” كينمور ليكسوري لودج ” المملوك بنسبة 50 % لعائلة ادبيبة

و وفقا للسجل التجاري يتم تشغيل الفندق من قبل إثنين من الرجال الذين حصلوا على عقود من ” جهاز الدبيبة ”  و قيمتها عدة ملايين من الدولارات في عام 2008.

لمشاهدة مزيد من الصور و المقاطع  للمنتجع فى قسم ” ويكي المرصد ” إضغط هنا .

تشير وثائق المحققين البريطانيين إلى أن الدبيبة إساء إستخدام السلطة والأموال غير المشروعة بعمليات مناقلة أضرت بالموازنة العامة الليبية .

و باشرت المرصد فى دراسة الوثائق التي تحصلت عليها و قد قادت إلى شبكة معقدة من الشركات  تمكنت المرصد من حصر بعضها و عددها 42 شركة مسجلة بأسماء عائلة الدبيبة و أخرى مسجلة بأسماء أصهار أو مقربين منهم كما هو الحال مع رياض قرادة او صهرهم أحمد لملوم  .

قائمة تمكنت من المرصد من إعدادها بعد حصر عدد من شركات عائلة الدبيبة
قائمة تمكنت من المرصد من إعدادها بعد حصر عدد من شركات عائلة الدبيبة

أما علي إبراهيم دبيبة فيمتلك على سبيل المثال  شركة ” بيرلان سيسكوم ” في كندا و ” السهم الفضي ” للتجارة الدولية مع صهره  أحمد لملوم في كندا أيضا كما تمتلك سيدة من العائلة تتحفظ المرصد عن ذكر إسمها لشركة يرمز لها بها بـ ” أ .د.د ” فى بريطانيا .

أما يوسف إبراهيم الدبيبة يمتلك شركة ” إيلييد ميد للإستشارات المحدودة ”  في بريطانيا و كذلك هو الحال مع أسامة علي دبيبة الذى كشفت الوثائق إمتلاكه  شركات “إسبريسو رومز” المتحدة و”إيجو فاشن بوكس” و”إيفولت ليميتد” و”مافي آرت ”  ليميتد و ” غلوبال بيزنس للخدمات المحدودة ” و ” تنمية  بروبيرتيس ” العقارية  المحدودة وكلها في بريطانيا حيث ترتبط الأخيرة بحسب الوثائق مع كمال الضراط أحد رجال الأعمال الليبيين  المفرج عنهم مؤخراً من سجن الوثبة بدولة الإمارات العربية المتحدة .

إبراهيم علي الدبيبة ويمتلك مع شقيقه الحسين شركات “جي جي” للتجارة المحدودة و”غلوبال بيزنس سيرفس” و”آي بي أس” للخدمات النفطية المحدودة و”إنترناشيونال بيلندج سبلايز” المحدودة و”لوكسيري تشافور” و”يموزيتش” المحدودة و ” رويبينا للخدمات النفطية والإنشاءات ”  و ” إسناد ” وكلها في بريطانيا حيث ترتبط الأخيرة بمحافظ البنك المركزي الصديق الكبير و على الصلابي الذان يملكان حصصاً بها إضافة لـ إبراهيم الدبيبة الذى تؤكد المعلومات إرتباطه و عبد الرزاق العرادي فى دعم و تمويل قناة الرائد الفضائية التى تبث من تركيا و تخضع لإدارة إسماعيل القريتلي .

وثيقة إمتلاك أسامة علي الدبيبة لشركة غلوبال بيزنس سيرفس
وثيقة إمتلاك أسامة علي الدبيبة لشركة غلوبال بيزنس سيرفس
وثيقة تبين إمتلاك الحسين على الدبيبة لشركة " روبيانا للخدمات النفطية و الإنشاءات "
وثيقة تبين إمتلاك الحسين على الدبيبة لشركة ” روبيانا للخدمات النفطية و الإنشاءات “

أما آدم الدبيبة فيمتلك شركات ”  نجم الصباح للتقنيات المحدودة ”  و ” جانب الصباح للمشاريع المحدودة ”  و ” باسفيك مستد المحدودة ”  في جزر بالشمال البريطاني كما يملك أسامة علي و علي إبراهيم وإبراهيم على شركة ستيوران بارك بروبيرتي المحدودة في بريطانيا.

المرتبطون المحتملون بـ آل الدبية

إنفوجرافيك مبني على الوثائق يوضح جزءاً من شبكة شركات آل الدبيبة و شركائهم - المرصد
إنفوجرافيك مبني على الوثائق يوضح جزءاً من شبكة شركات آل الدبيبة و شركائهم – المرصد

بينت الوثائق إرتباط آل الدبيبة و خاصة علي الدبيبة بشبكة أخرى تدير معهم مصالحهم و أموالهم بشكل مباشر و غير مباشر و منهم ” موساك فونيسكا ” الذى يمتلك شركة بريستورز في مالطا وجزء من منظومة سي فاير المحدودة ولها مكتب في مالطا.

كما تكرر إسم رياض سليمان قرادة الذى يمتلك وكالة ” وايلد وود تريدز المحدودة ”  في مالطا  و هي جزء من منظومة ” سي فاير المحدودة ” التى يمتلكها ” فونسيكا ” ولها مكتب في مالطا .

وثيقة تبين إدارة رياض قرادة لبعض الشركات المرتبطة بـ " موساك فونسيكا " و آل الدبيبة
وثيقة تبين إدارة رياض قرادة لبعض الشركات المرتبطة بـ ” موساك فونسيكا ” و آل الدبيبة

و أظهرت الوثائق أن حجم تعاملات شركة ” ستيوارن بارك بروبيرتي ” المملوكة لـ علي الدبيبة و نجله الحسين  إنخفضت بشكل مفاجئ من نحو 581 مليون باوند عام 2011 إلى نحو 157 مليون باوند .

وثيقة تبين حجم تعاملات شركة " ستيوارن بارك بروبرتي " العقارية المملوكة لـ علي الدبيبة و نجله الحسين
وثيقة تبين حجم تعاملات شركة ” ستيوارن بارك بروبرتي ” العقارية المملوكة لـ علي الدبيبة و نجله الحسين

و بالتزامن قفز حجم تعاملات شركة ” إنترناشيونال بيلدنج سبلايز المحدود ” المملوكة لـ إبراهيم نجل علي الدبيبة من نحو مليار و307 ألف باوند عام 2011 إلى نحو مليار و 619 ألف باوند و ذلك بحسب ما بينت وثائق المرصد .

و كانت مفاجأة الوثائق هي حجم تعاملات شركة ”  غلوبال بيزنس سيرفس  ” المملوكة لـ إبراهيم علي الدبيبة حيث بلغ عام 2010 نحو 93 مليون باوند و لكنه إرتفع بشكل مفاجئ عام 2013 إلى نحو مليارين و765 مليون باوند لينخفض ويصبح نحو مليار و946 مليون باوند مع مطلع 2015 .

وثقة تبين إمتلاك أسامة على الدبيبة لشركة غلوبال بيزنس
وثقة تبين إمتلاك أسامة على الدبيبة لشركة غلوبال بيزنس
وثيقة تبين حجم تعاملات شركة غلوبال بيزنس المملوكة لـ أسامة الدبيبة و شركة ستيورن بارك بروبرتي المملوكة لـ علي الدبيبة
وثيقة تبين حجم تعاملات شركة غلوبال بيزنس المملوكة لـ أسامة الدبيبة و شركة ستيورن بارك بروبرتي المملوكة لـ علي الدبيبة و إنترناشيونال بيلدنج سبلايز المملوكة لـ إبراهيم علي الدبيبة

للإطلاع على كامل مستندات هذا  التحقيق الإستقصائي فى قسم ” ويكي المرصد ” إضغط هنا

هذا و تنوه المرصد إلى أن حق الرد مكفول لكل شخص أو جهة ليبية أو أجنبية ذكرت فى هذا التحقيق . 

Shares