ضيقت قوات تحالف سوريا الدمقراطية التي تدعمها الولايات المتحدة الخناق على معقل لتنظيم الدولة داعش في شمال سوريا اليوم الخميس في إطار موجة هجمات جديدة شكلت ضغطا لا سابق له على التنظيم.
يأتي حصار مدينة منبج من قبل قوات تحالف سوريا الديمقراطية ضمن هجوم بدأ الأسبوع الماضي بدعم جوي وقوات خاصة أمريكية لدحر المقاتلين من آخر جزء يخضع لسيطرتهم على الحدود السورية التركية.
و يمثل هذا أكثر الهجمات طموحاً من قبل قوات سوريا الديمقراطية المتحالفة مع واشنطن في سوريا منذ بدأت الولايات المتحدة حملتها العسكرية ضد الدولة الإسلامية قبل عامين.
في نفس الوقت تدعم روسيا تقدما آخر منفصلا تقوم به القوات الحكومية السورية ضد الدولة الإسلامية في جزء آخر من البلاد.
و في العراق على الجانب الآخر من نطاق سيطرة الدولة الإسلامية أرسلت حكومة بغداد قوات لتحاول اقتحام حصون التنظيم في الفلوجة التي تبعد عن بغداد مسافة ساعة واحدة بالسيارة.
و خلال الأسابيع الماضية خسرت داعش أراض كانت تسيطر عليها لصالح الأكراد في شمال العراق ومعارضين مناوئين للرئيس السوري بشار الأسد في إطار هجوم يشنه أعداء التنظيم على عدة جبهات.
لكن داعش أظهرت اليوم الخميس قدرتها على شن هجمات دامية داخل مناطق أعدائها. فقد تبنى التنظيم تفجيرين انتحاريين قتل فيهما 24 شخصا على الأقل في بغداد ويرجح أنه وراء هجوم انتحاري أودى بحياة قيادي بالمعارضة المدعومة من الغرب في جنوب سوريا.
و بسبب ضلوع عدة أطراف في الحرب الأهلية الدائرة في سوريا منذ خمس سنوات وبسبب ضعف الحكومة العراقية كان من المستحيل شن حملة واحدة منسقة ضد المتشددين. لكن واشنطن وقوى أخرى تأمل أن يشهد العام الحالي تحولا في موازين القوى ضد داعش التي بسطت نفوذها على مناطق يسكنها ملايين المواطنين في العراق وسوريا منذ أعلنت قيام خلافة هناك عام 2014.
و في سوريا قدمت الولايات المتحدة الدعم للعديد من الفصائل الموالية لها التي تملك القدرة على الأرض لكنها وجدت ضالتها في قوات سوريا الديمقراطية التي تشكلت العام الماضي باستقطاب عرب للقتال جنبا إلى جنب مع وحدات حماية الشعب الكردية.
و شنت قوات سوريا الديمقراطية هجومها الجديد الأسبوع الماضي على مدينة منبج وهي أهم مناطق سيطرة داعش قرب الحدود السورية التركية على الضفة الغربية لنهر الفرات.
و الهدف الأسمى اهذا الهجوم هو إغلاق الحدود السورية التركية التي استغلتها الدولة الإسلامية لسنوات ممرا رئيسيا وحيدا إلى العالم الخارجي للحصول على إمدادات السلاح وغيره وفي الفترة الأخيرة عبر منه أنصار التنظيم عائدين لأوروبا لشن هجمات هناك.
و قال متحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية اليوم الخميس إن هذا التحالف وصل إلى آخر طريق رئيسي يؤدي إلى منبج من الغرب بعدما قطع في الأيام الماضية طرق الإمداد من الشمال والجنوب والشرق.
و قال شرفان درويش المتحدث باسم المجلس العسكري في منبج المتحالف مع قوات سوريا الديمقراطية لرويترز “وصلنا إلى الطريق الرابط بين حلب ومنبج.. آخر طريق رئيسي للمدينة.”
و أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان تقدم قوات سوريا الديمقراطية ليصبح الطريق في مرمى نيرانها وتمركزت على بعد كيلومتر واحد منه وباتت الآن تسيطر بشكل فعلي على جميع الطرق المؤدية للمدينة التي بدأ المدنيون النزوح منها.
و لم يعلق درويش على ما إذا كانت قوات سوريا الديمقراطية تعتزم مهاجمة المدينة نفسها. وقال لرويترز أمس الأربعاء إن من المقرر أن تدخل القوات المدينة لكنها تتوخى الحذر بسبب وجود سكان مدنيين.
و في جنوب سوريا قتل قيادي من الجبهة الجنوبية تحت لواء الجيش السوري الحر في تفجير انتحاري يشتبه أنه من تدبير تنظيم داعش.
و أسس سليم بكور الجبهة الجنوبية وتضم جماعات معارضة وقد تولى زمام المبادرة في القتال الأخير ضد التنظيم الذي اتجه إلى الجنوب بعد طرده من مدينة تدمر بوسط البلاد في مارس .
و قال عصام الريس المتحدث باسم الجبهة الجنوبية لرويترز إن بكور كان واحدا من أشد القادة الذين حاربوا داعش مؤكدا تعهد الجبهة بمواصلة قتالهم حتى النهاية.