ليبيا – ردت رابطة علماء ليبيا على دعوة المفتي السابق الصادق الغرياني لمن سماهم بـ”الثوار” بالتوجه إلى مدينة بنغازي للقتال هناك، و التى أشارت إلى أن المعركة الحقيقية في بنغازي وليست في مدينة سرت ضد تنظيم “داعش”.
رابطة علماء ليبيا قالت في ردها الذي نشر في بيان يوم أمس الاثنين :”بعد الإنتصارات على الدواعش المتطرفين خوارج العصر يأمر بالهجوم على مدن أخرى ويرى ذلك جهادًا، وكان الأولى أن ينصح باستثمار هذا الانتصار بأن يتم التّصالح والتعاون والاتحاد ضد الأخطار المحدقة بالبلد في خارجه وداخله”.
وتساءلت الرابطة حول الهدف الذي يسعى إليه الغرياني قائلةً :” هل يريدها حربًا أهليّة بين الشرق والغرب، تقطع فيها الأرحام، وتسفك فيها الدماء وتضيع فيها الأموال والأعراض، هل ينقص البلاد سيول جديدة من الدماء، أم نحتاج إلى محن ومصائب وبلايا جديدة، أم هو التصالح والتراحم والتسامح والاتحاد والتعاون”.
وأضافت “بدل من أن يتحدّث عن الثورة وثوابتها وأهدافها وكأنها دين الله، الأولى به أن يتحدث عن الإسلام وثوابته وأهدافه، عن الحبّ والرحمة والتعاون، عن السماحة والصلح والتسامح، عن حفظ الدماء والأموال والأعراض، عن الوطن الذي تشظى، والدماء التي سالت ولا تزال، وكيف به يجعل المعارك السياسية التي يدور الاختلاف فيها على اجتهادات وآراءِ بشريّة مختلفة، أو بعض المطامع الاقتصادية أو السياسية او الحزبية أو الأيديولوجية، ليوجِّه كل ذلك ويجعله خلافًا دينيًّا مخرجًا من الدِّين”،
و لفتت الرابطة إلى جريمة تصفية سجناء سجن الرويمي من قبل من وصفتهم بـ” الخارجين عن القانون ” بعدما أطلق سراحهم يوم الخميس الماضي بعد خطاب الصادق الغرياني ، معتبرةً هذه الجريمة نتيجة كارثية لتحريضه.
رابطة علماء ليبيا طالبت في ختام بيانها على تصحيح الخطاب الديني قائلةً :”أن الخطاب الدِّيني الذي كان ينبغي أن يكون ملتزمًا بهذه الآية وبغيرها من الآيات التي تحض على التراحم وفعل الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قد خالف النهج كما خالف في مرّات متكررة، وأصبح بدلاً عن أن يُطفي الحرائق يُشعلها، وبدلاً عن أن يخفف الأزمات والأحقاد يزيدها”.