وفد من الإخوان فى واشنطن ليشتكي للأمريكيين من حفتر و يبلغهم : الثورة المضادة لفبراير تدعم داعش

كشف المجلس الليبي الأمريكي للشؤون العامة (لاباك) عن لقاء جمع قياداته القيادية بجماعة الاخوان المسلمين بمسؤولين من إدارة الأمن القومي بالبيت الأبيض ووزارتي الدفاع والخارجية ومن مجلسي الشيوخ و النواب الخارجية و البيت الأبيض على مدار يومي الاربعاء و الخميس الماضيين .

 
و نقل البيان عن السيناتور جون ماكين قوله : ” سنسرع بإجراءات الدعم الطبي للثوار و ارحب بفكرة زيارة ليبيا وأوافق على اجراء مقابلة مع الصحافة الليبية و اتخذنا خطوات لوقف دعم دول الجوار لحفتر” .

واتسمت النقاشات بحسب البيان بالصراحة التامة وتسمية الأمور بمسمياتها وذلك لخطورة الموقف وللوصول لقرارات سريعة من قبل المسؤولين.

وعن أهداف هذه اللقاءات صرح عضو الوفد و رئيس المجلس الدكتور عصام عميش قائلا : ” نحن نؤمن بأن حل مشاكل ليبيا لن يكون إلا بأيدي الليبيين أنفسهم ولكن نقدر أن للمجتمع الدولي وللولايات المتحدة دور مهم لابد من استثماره وتوظيفه لصالح بناء دولة ليبية قوية تعتمد تراثنا الأصيل و ثوابت ثورتنا الفبرارية المجيدة”.

و أضاف بأن محاور النقاش تمركزت حول خمس نقاط رئيسة كان أولها العجز الحكومى الليبي والعالمي في توفير الدعم الطبي للجرحى من الثوار في الحرب ضد تنظيم داعش المتمركز في مدينة سرت.

ونبه أعضاء الوفد فى لقائهم مع الامريكيين من أن العجز الطبى سيؤثر على المعنويات وأن هناك واجب دولي لتقديم هذا الدعم لمن هم لا يقاتلون فقط من أجل ليبيا بل هم فعلا يقاتلون لدفع الأذى عن الإنسانية جمعاء.

ورفض الوفد تحجج بعض المسؤولين الأمريكيين بأن العجز ناتج عن عدم توفر بنود إنفاق فى الموازنة الأمريكية فى الوقت الحالي وبحالة الفوضى التي تعيشها ليبيا.

و نوه علي الجروشي أحد أعضاء الوفد بأن “الثوار” سيكملون مسيرتهم بغض النظر عن التقاعس العالمى ولكن عدم تقديم الدعم سيجعل مصداقية الحرب العالمية على الإرهاب موضع شك”.

و قال البيان ان المسؤولون سواء من الإدارة الأمريكية أو مجلس الشيوخ وافقوا على تفعيل الدعم الطبي والاستعجال به ولو بكميات محدودة و ان موقف السيناتور جون ماكين كان مهماً حيث رفض حجة عدم توفر الميزانية ووعد مكتبه بمتابعة الإجراءات .

و كشف البيان أن المحور الثانى من اللقاء أرتكز على حماية الحدود الليبية من تسلل المتطرفين و نبه عضو الوفد والأمين العام للمجلس عماد الدين المنتصر بأنه “حري بدول الجوار أن تتخذ إجراءات لضبط حدودها بدلا من ان تلقى باللائمة على ليبيا “. متسائلاً عن سبب عجز دول العالم وبالتحديد وزارة الخزانة الأمريكية عن كشف مصادر تمويل الإرهاب في ليبيا و ذكر بالتحديد عدد من اقطاب العهد السابق من أصحاب رؤوس الأموال الذين يشتبه في دعمهم لداعش.

و نوه البيان إلى أن رد المسؤولين كان أن التحقيقات جارية ولكن لم يتم الكشف حتى الان عن مصادر التمويل.

و كان المحور الثالث للنقاش هو عودة أعمدة النظام السابق إلي المناطق المسيطر عليها من ” خليفة حفتر ” خاصة.

و حذر الدكتور عصام عميش من أن التهاون في أمر هؤلاء سيكون له عواقب وخيمة علي المسار الديمقراطي في ليبيا وعلى المصالح المشتركة الليبية الأمريكية.

اما المحور الرابع بحسب البيان شمل عرض لأفعال ما أسماه ” الثورة المضادة ” التي تدفع بليبيا للوراء وركز الوفد على ما قال أنه إدعاء البعض أن الثوار الذين يقاتلون داعش ما هم إلا مجموعات القاعدة.

و تابع البيان : ” لقد فنّد أعضاء الوفد مقولة سفير ليبيا المزعوم في الأمم المتحدة أنه سيتم استبدال داعش بالقاعدة في حالة نجاح الثوار في سرت مستدلاً بشهادة الدكتور والباحث المعروف فريدرك ويري الذي عاد لتوه من خط النار الأول فى سرت ولقائه بالثوار فى الجبهات وكذلك بالقادة العسكريين في سرت ومصراتة والذي نفى تماما أية وجود للقاعدة أو فكرها المتطرف ” .

و قال البيان أن أحد كبار المسؤولين فى الحكومة الأمريكية قد أعرب عن استهجانه لمواقف سفير ليبيا فى الأمم المتحدة و أبدى استغرابه من عدم قدرة حكومات ليبيا المتتالية عن عزله.

و في هذا السياق قال الوفد انه عرض على المسؤول المختص دراسة الطلب المقدم من قبل المجلس الليبي الأمريكى للعلاقات العامة لإلغاء اعتماد الدباشي والذي تقدم به المجلس للإدارة القانونية بالأمم المتحدة وللأمين العام السيد بان كى مون.

أما المحور الخامس للنقاش بحسب البيان ايضاً فانصب على ما وصفه بـ ” الدور التخريبى ” الذى يقوم به خليفة حفتر تحت الغطاء الكاذب للحرب على الإرهاب و قال انه قدم الدلائل والقرائن على ما أسماها الخطة الإنقلابية لحفتر وكذلك على استمرار الدعم له من بعض القوى الإقليمية.

و أكد أحد المسؤولين للوفد أن الولايات المتحدة تعارض أية جهة تعمل على إطالة الحرب أو على تقسيم ليبيا وأن الولايات المتحدة قد قامت فعلا بتحذير ثلاث دول شرق أوسطية من ما أسماه مغبة الإستمرار في دعم حفتر و الإلتفاف على القانون الدولي بهذا الخصوص.

و قال البيان ان بعض المسؤولين الامريكيين تسائلوا عن إمكانية إقناع خليفة حفتر بالإنخراط في العملية السياسية وكان رد عماد الدين المنتصر أحد أعضاء الوفد باستحضار المثل الأمريكي “أن إضافة الخبث للماء العذب يؤدى حتما للموت من العطش”.

و قال  الوفد الليبي أنه زار مؤسسة ” الكارنيغي انداومنت فور بيس ” الشهيرة والتي تضم نخبة المفكرين والإستشاريين فى العاصمة واشنطن.

و كشفت ” لاباك ” عن لقاء خاص جمعها مع الدكتور المتخصص فى الشئون الليبية فريدرك ويري ومناقشة مشاهداته في زيارته الأخيرة لسرت و مصراتة و قالت أنه كذّب ويري أن إدعاء السفير الليبي في الأمم المتحدة بأن من يقاتل داعش في سرت أنما هم القاعدة ووعد الدكتور بنقل مشاهداته وتحليلاته للمسؤولين الأمريكيين.

و قام وفد لاباك بدعوة المسؤولين للتواصل مع الصحافة الليبية وزيارة ليبيا حتى يتفقدوا عن كثب تطورات الأحداث ولا يكون اعتمادهم علي المعلومات المستقاة من بعض الهيئات والسفارات التى قال أنها تكره الحرية لليبيا وتمول ما أسماها الثورة المضادة.

و قال البيان ان السناتور جون ماكين وافق على هذه الاقتراحات وكذلك وعدت وزارة الخارجية بدراسة الاقتراح.

وأعرب عضو الوفد عماد الدين المنتصر عن ارتياح المجلس لنتائج هذ الاجتماعات ووعد بالمتابعة الحثيثة مع كل المسؤولين لضمان تحقيق ما تم التوصل إليه من اتفاقات.وكان لهذه الاجتماعات صدي كبير في العاصمة واشنطن حيث قال أن ثلاث صحف مرموقة هيWashington Times, Washington Post, POLITICO قد تقدمت بطلب مقابلة أعضاء الوفد والاطلاع عن كثب علي مستجدات الوضع في ليبيا و الدور الذي يجب أن تقوم به الولايات المتحدة بهذا الخصوص.

Shares