السفير السابق و الكاتب عمر الدلال

عمر الدلال يكتب للمرصد : سيادة رئيس المجلس الرئاسى م. فائز السراج المحترم .. تحية طيبة و بعد !

أبدأ بتقديم نفسي لكم :

انا عمرمفتاح الدلال مواطن ليبي من بنغازي ، دبلوماسي ، كنت قد عملت بالسلك لـ 33 سنة من 1974 الى2007 , الى درجة “سفير” رحبت بإنتفاضة فبراير إلّا انى شعرت بالخلل مبكراً ,ولم اسع او اقبل اى عمل تنفيذي مع السلطات الجديدة و فضلت ان اخدم شعبى بكتابة ما أراه مفيداً و أنبه الى ما أراه ضاراً على مستقبله و أحفاده و الوطن خاصة فى الجانب السياسى ، بإنحياز تام و صادق للوطن حسب قناعاتى .

لقد وجدت و الحمد لله قبولاً وترحيباً بعدد من الصحف والمجلات التى راسلتها واخرى ليبية و عربية , بعضها لم اتواصل معها ولكنها تنقل مقالاتى ,وانا غير مرتبط بأي حزب اوجماعة او جمعية اوتنظيم او فرد ، و كثيراً ماكتبت مؤيداً لشخصيات عامة لم اقابلها شخصياً فى حياتي و لاتربطني بها أي مصلحة أو قرابة عائلية أو قبلية و ربما لاتعرفنى ولاتقرأ حتى مقالاتى .

وها انا اكتب الى سيادتكم و لم يسبق لى اللقاء بكم و لكن ما شجعنى هو معلوماتي عنكم التى تفيدني بأنك شخصية على درجة كبيرة من الاحترام ,والاتزان ,وعلى معرفة واسعة ,ولكم قبول واضح عند من يعرفكم ,ولكن وضعكم الراهن بالمجلس الرئاسى ,يأخد من قيمتكم ولايضيف لها .

صحيح أن وضع ليبيا حالياً قد وصل الى درجة عالية من الصعوبة والتعقيد , حتى على خبراء الفعل السياسى , وانت تجربتك وطبعك واعمالك ,غير طالب للسلطة ولا معد لإنقاذ دولة تم هدمهافى وسط هذه التناقضات.

و لكن ربما هذا قدرك ,لتقود النهوض بهذه الدولة ,فالقادة لايولدون قادة ,ففى التاريخ كثيرا ماصنعت المواقف الجريئة الشجاعة ,قادة تفخر بهم شعوبهم عبر الزمان.

ففى التاريخ امام المعضلات الجسام لابد من شيئ من المغامرة المحسوبة لتخطي الكارثة بأقل الاضرار.

و لنقيم الأمر :
*اننى لا أرى مايمكن ان تخسره ليبيا اكثر مما هى فيه ومتجهة إليه ، فليبيا حاليا بنفق مظلم يزداد ظلمة مع السنوات دون اى بصيص لنور .

*ماذا ستخسر ليبيا ؟ الوحدة الوطنية او اللحمة الوطنية اوحدة الوطن وازدهاره او الامن والامان ام ستخسر التشتت والعداء والعازة والمرض أوالحروب من شارع لآخر ومن مدينة لأخرى او الفساد واستباحة الوطن و الافلاس و انتشار السلاح والجريمة والظلم ، بل ان الخسارة القادمة اخطر. و هي : الحرب الشاملة او الاهلية على الاقل على الهلال النفطى والعاصمة وامكانية التدخل اوالدعم الاقليمى والدولى للجانبين او لاكثر من جانب لتتحول ليبيا الى دولات قزمة هزيلة معاقة ومشوهة .

*النقاط كثيرة لامجال لسردها و لكن كلها تثبت ان ليبيا لن تخسر اكثر من المتوقع بوضعها الراهن.

إذاً لابد من موقف وطنى قيادى شجاع تفرضه سيادتكم لاعادة بناء ليبيا الجديدة امام العالم ,لايجد الغرب فيه خيار الا استمرار دعمكم اوفضح موقفه دولياً ، و أياً كان موقف الغرب عليك الاستمرار فدول كثيرة سترغب بالتعاون بمجرد ظهور مؤشرات نجاح اول الخطوات.
الخطوات :

1_التوجه الى مجلس النواب معك او يلحق بك من يوافق على المسار الجديد لاعادة بناء الدولة من اعضاء المجلس الرئاسى .

2_عقد اتفاق مع مجلس النواب على الغاء المادة (8) و هو الشرط الذى وضعه المجلس بأغلبية ساحقة للموافقة على وثيقة الوفاق ولاتنسوا بأننا دولة ذات سيادة ونفعل مانراه لصالح دولتنا و عدم رضى الاخرين سيعالجه نجاحنا.

3_التوافق على قضايا الاختلاف الاخرى ان وجدت و إتمام الاجراءات الدستورية متمثلة فى أداء اليمين والتعديل الدستوري .

4_تشكيل حكومة وفاق وطنى واعتمادها.

*****بذلك تبدأ ترتيبات اعادة بناء دولة ليبيا بتأييد و ترحيب شعبي واسع و بسلطة موحدة قوية لها مجلس نوابها وحكومتها و جيشها الموجود بكل انحاء ليبيا و الذى سينظم اليه فوراً كثيرون ممن لم ينضموا له بعد.

لاتتوقعوا ان الامر سهل و لكن سيواجهه صعوبات واعتراضات قد تكون مسلحة ايضاً ويحتاج الى مواقف صلبة وشجاعة وحتى تضحيات ولكن لابد ان تكونوا اقوياء و ان تثقوا ان ماسيحدث لن يكون اخطر من حالة السرطان التى يعيشها الوطن حاليا والتى لامحالة ستؤدى الى موته عاجلاً أو آجلاً و بدون عملية جراخية خطيرة .

هذا اجتهاد…ارجوا قبول عذرى ان اخطأت
ولكم وافر التقدير والاحترام
عمر الدلال

Shares