ليبيا – تحدث السفير البريطاني في ليبيا بيتر ميليت اليوم عن ملاحظاته التى سجلها خلال زياراته الخمسة إلى مدينة طرابلس و ذلك بعد وصول المجلس الرئاسي لها و التى كان آخرها في شهر رمضان .
و أشاد السفير في مدونة له على موقع السفارة البريطانية بالترحيب الحار و الود من الناس واهتمامهم الكبير بالدور الذي من الممكن أن تقوم به بريطانيا لدعم حكومة الوفاق الوطني .
السفير البريطاني أشار الى الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها الشعب الليبي من بينها الطوابير خارج البنوك و المباني المدمرة منذ “قيام الثورة “و القمامة في الشوارع والمنتشرة في الواجهة البحرية و ” ساحة الشهداء ” و الشوارع الأخرى.
و بين ميليت أن الشعب الليبي يستحق أفضل من هذا مؤكد على دور الشباب وشجاعتهم في ” ثورة فبراير ” ضد ديكتاتور مكروه كان يقود النظام السابق قائلاً بأن هذه الثورة قامت من أجل تحقيق الصالح العام للجميع .
و أكد السفير أن الثورات في كافة أنحاء العالم عادةً ما أزالت نظام حكم سيئ واستبدلته بشخص يعد بحياةٍ أفضل وأن حالة التغيير ستُعاني من عدة انتكاسات وخيبات أمل على عكس التوقعات عالية.
و نوه ميليت الى أن التغير يتطلب الوقت والإلتزام والتفاني والشجاعة و الصمود و عدم الراحة و ستصاحبه العديد من التضحيات مؤكداً أن اي تغير حينها سوف يكون ذو قيمة و ذلك بالنظر إلى الحماس والرغبة في التغيير لدى الشعب الليبي و امكانياتهم لجعل ليبيا مكاناً أفضل مؤكداً انهم يمثلون الالتزام و التفاني والشجاعة المطلوبة في التغيير.
و اشاد السفير بالشباب الذين تمت مقابلتهم لبرنامج المنح الدراسية ” تشيفننج ” الذى تقدمه الحكومة البريطانية للسنة الدراسية القادمة مبيناً أن نوعية المرشحين كانت عالية جداً وكان الاختيار بينهم صعباً .
السفير البريطاني أشار الى الإمكانيات البشرية التي يمكن أن تتطابق مع الثروة الاقتصادية موضحاً أن ليبيا تملك أكبر احتياطيات نفطية في افريقيا وأن عدد سكانها صغير نسبياً حيث يجب أن تكون نسبة الثروة للفرد الواحد من أعلى المعدلات في العالم قائلاً أن هذه الثروة الاقتصادية يجب ان تكون ملك للجميع و إستخدام إيراداتها لجلب المنافع لجميع أنحاء البلاد .
و بين السفير ضرورة تنفيذ البرامج والمشاريع من أجل لتحسين الظروف المعيشية في كافة البلاد ومن أهم هذه المشاريع على تشغيل الكهرباء ليلاً ونهارا وإعادة بناء المدارس والمستشفيات المتضررة وإزالة القمامة من الشوارع و ركز على ضرورة المساعدة في تحقيق هذه المصالح المتمثلة بالسلام والأمن والرخاء و مساعدة الناس لتحقيق التغيير الذي يطمحون به.
و أعرب ميليت عن إيمانه بقدرة وارادة “حكومة الوفاق ” من أجل تحقيق هذا الهدف مؤكد أن “حكومة الوفاق ” جأت نتيجة حوار بين الليبيين و دعم من مجلس الأمن بالأمم المتحدة كما دعا مجلس النواب إلى التصويت على منح الثقة للحكومة رسمياً لان احتياجات الشعب مُلحة جداً ولا تحتمل الإنتظار موضحاً أن السياسة تُوّلد الخلافات لكن في نهاية الأمر لابُد من انتهاج نهج واقعي وعملي.
و ختم السفير البريطاني حديثه بتطلعه لزيارة طرابلس مجدداً و مقابلة العديد من الليبيين في أرجاء مختلفة من كافة انحاء البلاد.