أصبح الحصول على الرعاية الصحية الأساسية في ليبيا يمثل تحديا فعليا. فالمستشفيات تترنح ..الأطباء والممرضون تناقص عددهم والأدوية والإمدادات والمعدات الطبية لم تعد متوفرة كما كانت فيما مضى..
تقرير لوكالة رويترز قال أن كفاح حكومة الوفاق للحفاظ على استقرار الاقتصاد وتحييد الفصائل المتصارعة تُرك القطاع الصحي يعاني التدهور ، مركز طرابلس الطبي الرئيسي مثلاً تقتصر العمليات الجراحية حاليا على الحالات الطارئة فقط بحسب التقرير.
وقال محمد حنيش مدير عام مركز طرابلس الطبي “لو تكلمنا على مركز طرابلس الطبي يعتبر مركز طرابلس الطبي من أكبر المراكز المرجعية على مستوى شمال أفريقيا وعلى مستوى الشرق الأوسط بسعة سريرية 1200 سرير و عددعاملين يصل الى 5500 موظف وأكثر ، و يقدم المركز خدمة إنسانية على المترددين من كافة ربوع الوطن. في الحقيقة يشهد في هذه الفترة أدنى مستوى للخدمات المقدمة للمواطن.”
![احدى الحالات المرضية في قسم الاسعاف بمستشفى طرابلس المركزي.](https://almarsad.co/wp-content/uploads/2016/07/استقبال-الطبي.jpg)
وأوضح حنيش أن المركز يعمل بنحو نصف طاقته فقط مشيرا إلى عدم استقرار الوضع الأمني ونقص التمويل وهروب الأجانب العاملين في المركز نتيجة تنامي المخاوف الأمنية باعتبارها أهم أسباب تراجع المركز عن القيام بدوره كما يجب.
وقال إن جميع الأقسام تقريبا اضطرت للإغلاق. ويُضطر الناس في العادة حاليا لأن يدفعوا ثمن المواد اللازمة للعمليات الجراحية التي يحتاجونها.
وتعاني أرفف صيدلية المركز من الخواء لعدم وجود أدوية.. ويشكو المرضى من أنهم لا يجدون الكثير من الأدوية رغم استعدادهم لدفع ثمنها.
![أرفف صيدلية مركز طرابلس الطبي و هى خالية من الادوية](https://almarsad.co/wp-content/uploads/2016/07/ارفف-الصيدليات-الفارغة.jpg)
وقال ليبي من سكان طرابلس يدعى محمد مليود تعاني زوجته من مرض السرطان “والله العلاج ناقص و غيرموجود إلا في الصيدليات. والصيدليات تعاني أيضا من نقص الادوية. أذهب لخمسة أو ست صيدليات كبيرة لأتحصل لزوجتى على إبر العلاج الكيماوي. بصراحة الحالة مزرية والله بصدق تعبنا بصراحة تعبنا “.
والوضع أشد سوءا في مستشفى طرابلس المركزي بشارع الزاوية في مدينة طرابلس فالمرضى والمصابون يتكدسون في منطقة الاستقبال بالمستشفى وفي أيديهم الأوراق الطبية وهم يأملون ويتمنون لو يهتم بهم أحد.
![المبنى الرئيسي لمستشفى طرابلس المركزي بشارع الزاوية](https://almarsad.co/wp-content/uploads/2016/07/المستشفى-المركزي.jpg)
ولا يقتصر الأمر على الجانب الطبي فقط بل إن مبنى المستشفى نفسه أصبح في حالة سيئة حيث تدهور وضع الأبواب والإضاءة والأسرة والأسقف.
وقال مختار الحباس مدير مستشفي طرابلس المركزي “العمليات حاليا مقتصرة على العمليات المستعجلة فقط والعمليات في قسم الجراحة و عمليات الأورام. لأننا لا نملك مواد التخدير ولا نملك شاش ولا نملك حتى المواد البسيطة التى نحتاجها لإجراء العمليات الاشياء التى كنا نشتريها بديناران اليوم أصبحت بعشرة و 15 دينار..”
![احدى الحالات المرضية في قسم الاسعاف بمستشفى طرابلس المركزي.](https://almarsad.co/wp-content/uploads/2016/07/صالة-استقبال-2.jpg)
وأضاف الحباس “ذهبنا الى الكل ذهبنا الى وزارة الصحة. و وصلنا حتى للمجلس الرئاسي وتكلمنا حتى مع نائب السراج. وللأسف لم يحدث شيء..أصبحنا نشحذ المواد الاساسية من الشركات”.
وأفاد الحباس أنه تم إغلاق غرفة الطوارئ في المستشفى لأسباب أمنية حيث تعرضت لاعتداء أكثر من مرة وكذلك بسبب نقص التمويل. وذكر أن ممرضة تعرضت لإطلاق رصاص أثناء تأدية عملها في الفترة الأخيرة كما تعرضت أخرى للضرب.
![احدى القاعات استقبال المرضى التى تم اقفالها لنقص الامكانيات بالمستشفى المركزي بشارع الزاوية](https://almarsad.co/wp-content/uploads/2016/07/صالة-استقبال.jpg)
وأشار الحباس إلى أن الصعوبة الأكبر تتمثل في نقص الممرضات موضحا أنه فقد أكثر من 200 ممرضة كلهن أجانب أساسا بسبب عدم توفر الأمن.
وتعاني معظم مناطق ليبيا من السقوط في دائرة لا تبدو لها نهاية من أعمال العنف وعدم الاستقرار الاقتصادي منذ سقوط معمر القذافي في 2011 بحسب التقرير.