بدأ مئات الآلاف من الأتراك التجمع بمدينة اسطنبول اليوم الأحد استجابة لدعوة أطلقها الرئيس رجب طيب إردوغان للتنديد بمحاولة الانقلاب واستعراض القوة في مواجهة انتقادات غربية لعمليات تطهير واعتقالات واسعة النطاق.
و يتوجه “تجمع الديمقراطية والشهداء” في منطقة يني قابي على الطرف الجنوبي من المنطقة التاريخية في اسطنبول ثلاثة أسابيع من المظاهرات الليلية التي نظمها أنصار إردوغان في ميادين بأنحاء مختلفة من البلاد رافعين أعلام تركيا.
و الغالبية العظمى من المحتشدين من أنصار إردوغان وحمل بعضهم لافتات كتب عليها “أنت نعمة من الله يا إردوغان” و”مرنا أن نموت وسنفعل”.
و قال أحد مؤيدي إردوغان ويدعى فاتح بولود “كفاحنا مستمر حتى ينتهي التهديد. سينتهي الأمر عندما يقول الرئيس ذلك. سندعمه دائما.”
وتعهد إردوغان بتخليص تركيا من شبكة رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله كولن الذي يتهم إردوغان أنصاره في صفوف قوات الأمن والقضاء والجهاز الإداري بتدبير محاولة الاستيلاء على السلطة الشهر الماضي والتخطيط لإسقاط الدولة.
و ندد كولن -الذي كان حليفا لإردوغان في السنوات الأولى بعد تولي حزب العدالة والتنمية الحاكم السلطة في 2002- بالانقلاب ونفى الاتهامات.
و توترت العلاقات بين أنقرة والاتحاد الأوروبي الذي تسعى للانضمام له بسبب احتمال عودة تركيا لتطبيق عقوبة الإعدام على المتورطين في محاولة الانقلاب التي أسفرت عن مقتل أكثر من 230 شخصا وإصابة أكثر من ألفين.حيث دعا المحتشدون اليوم إردوغان لإعادة تطبيق عقوبة الإعدام.
و تعرض عشرات الآلاف للإيقاف عن العمل أو الاعتقال أو الاحتجاز لحين التحقيق في أعقاب محاولة الانقلاب ومن بينهم جنود وأفراد في الشرطة والقضاء وصحفيون وعاملون في المجال الطبي وموظفون مما أثار المخاوف بين حلفاء تركيا الغربيين من أن إردوغان يستغل الأحداث لإحكام قبضته على السلطة.
و يرفض المسؤولون الأتراك بغضب التلميحات بأن حملة التطهير غير مبررة ويتهمون منتقديهم في الغرب بعدم إدراك حجم التهديد الذي تعرضت له الدولة التركية والاهتمام بحقوق مدبري الانقلاب بشكل أكبر من اهتمامهم بوحشية الأحداث نفسها.