واشنطن بوست: قوات العمليات الخاصة الأميركية على أرض سرت لدعم قوات المجلس الرئاسي لقتال “داعش”

ليبيا- كشف تقرير إخباري أعدته صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية عن وجود قوات العمليات الخاصة الأميركية في مدينة سرت بجانب نظيرتها البريطانية لتنسيق الضربات الجوية وتقديم المعلومات الإستخبارية للقوات الموالية “لحكومة الوفاق”.

التقرير الذي ترجمته وتابعته صحيفة المرصد نقل عن مسؤولين ليبيين وأميركان تأكيدهم وجود قوات النخبة الأميركية لتقديم الدعم للقوات الموالية “لحكومة الوفاق” بهدف إنهاء وجود “داعش” في المدينة التي تعتبر معقله الأبرز بمنطقة شمال إفريقيا.

المتحدث بإسم قيادة القوات الأميركية في إفريقيا “إفريكوم” روبن ماك أقرت في تصريح صحفي بوجود عدد محدود من القوات الأميركية القادمة والعائدة من وإلى ليبيا بهدف تبادل المعلومات الإستخبارية مع القوات المحلية لكنها رفضت إعطاء أي تفصيلات.

و تمثل العملية الأميركية الجديدة في مدينة سرت تتويجا لعمل قوة عسكرية أميركية كانت واشنطن قد أكدت وجودها منذ أشهر لبناء علاقات مع الميليشيات الصديقة وزيادة الفهم الأميركي لطبيعة تعقيد الفصائل السياسية والعسكرية تمهيدا لضرب “داعش”.

و وفقا للتقرير فإن الطبيعة المحدودة للعمليات الأميركية في مدينة سرت تعكس حالة التوازن الدقيق الذي تسعى إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لتحقيقها بهدف مساعدة القوات المحلية المتحالفة مع “حكومة الوفاق” وضمان عدم تقويض جهود هذه الحكومة.

الخبير بالشأن الليبي بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية ماتيا توالدو أكد إختلاف المهمة الأميركية بسرت عن نظيرتها الفرنسية ببنغازي لعدم ممانعة الفصائل هزيمة “داعش” مؤكدا بأنه لطالما بقت المهمة مخفية ومحدودة تبقى إحتمالية معارضتها محدودة.

و لكن حتى في ظل وجود المعونة الأميركية المتمثلة بالضربات الجوية التي تستهدف مواقع “داعش” التي قدرها مسؤولون أميركيون بنحو 30 موقعا في سرت فضلا عن مستودعات ذخيرة وأسلحة متنقلة لجأ “الدواعش” لها كحل لإخفائها مع الدبابات المتبقية والمدرعات الناقلة للجند وقاذفات الصواريخ, مازالت القوات الموالية “لحكومة الوفاق” تواجه صعوبة في الإندفاع بسبب الألغام الأرضية والمباني المفخخة والقناصة.

و خلال هذا الإسبوع أكد شهود من قوات الأمن وضباط من الميليشيات المتحالفة مع “حكومة الوفاق” رؤيتهم لمجموعة من الجنود الأميركان والبريطانيين يرتدون الخوذ والدروع الواقية ويحملون أجهزة الإتصالات اللاسلكية يتجولون وسط مدينة سرت فيما نفى المسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” أن تكون هذه القوات جزء من قوات العمليات الخاصة الأميركية.

و وفقا لمسؤولين بالميليشيات فإن وصول الأميركيين والبريطانيين قرب خط الجبهة يشير إلى الاستعداد للعب دور أكبر في الحرب ضد “داعش” حيث يبين زج القوات الأميركية بشكل أقرب في معركة ضارية أهمية عملية سرت وضرورة شل قدرات “داعش” الذي يمتد خطره إلى خارج ليبيا فضلا عن تعزيز مكانة “حكومة الوفاق” المختلف بشأنها.

و تسليط الضوء على التواجد المحدود للقوات الأميركية ليس بجديد حيث سبق أن تحقق ذلك عام 2015 حينما ظهرت صور على مواقع التواصل الإجتماعي ووسائل الإعلام تبين هذه وجود القوات.

و يراهن المسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية على نجاح هذه القوة الصغيرة في دعم وتفعيل دور الميليشيات المحلية والإستعاضة عن التدخل العسكري واسع النطاق لا سيما في ظل دعمها بالطائرات من دون طيار التي تنطلق من الأجواء الإيطالية.

 

 

 

 

 

Shares