سوق عكاظ

سوق عكاظ…مهرجان سعودي يعيد الحياة لمشاهد من الماضي أمام زواره

ثلاثة رجال يمتطون خيولا ويسيرون في طريق ترابية نحو ساحة البلدة وهم يضعون أردية قديمة ملونة. وعبد يتقافز في الهواء مستعرضا رشاقته أمام مشتر مرتقب بينما يساوم رجال بعضهم بعضا بشأن سعر إبل معروضة للبيع.

مشاهد قديمة من الجزيرة العربية (السعودية الآن) يجتهد منظمو مهرجان سوق عكاظ السنوي في مدينة الطائف في تصويرها حية أمام عيون زوار دورته العاشرة الحالية هذا الصيف.

و يتاح لزوار السوق مشاهدة عروض مسرحية وكيفية صناعة منتجات يدوية قديمة وآنية فخارية تقليدية على غرار ما كان يجري في ذات المكان قبل مئات السنين في سوق عكاظ التاريخي.

و جاء انطلاق مهرجان سوق عكاظ الذي يستمر عشرة أيام في ذات المكان الذي كان يُنصب فيه سوق عكاظ القديم في الهواء الطلق في إطار جهود لإحياء التراث الثقافي للمملكة الذي عانى إهمالا.

فمنذ دخول طفرة عصر النفط جعل مسؤولو التنمية خطط تطوير المدن وبناء أسواق تجارية ضخمة تتصدر الأولويات.

لكن تراجع أسعار النفط حفَز الحكومة على البحث عن مصادر جديدة لزيادة إيراداتها فأعادت السلطات اكتشاف موضوعات الترفيه والثقافة والسياحة وقيمة التراث الثقافي الثري للبلاد.

و يثبت مهرجان سوق عكاظ صحة هذا التوجه. فالمهرجان السنوي يزوره ما يصل إلى 50 ألف زائر يوميا وأصبح محطة رئيسية للسائحين من منطقة الخليج العربية.

و قال الإعلامي السعودي فهد الغامدي لدى زيارته مهرجان سوق عكاظ لتلفزيون رويترز “سوق عكاظ الحقيقة عليه إقبال شديد وهو الآن ضمن رؤية المملكة العربية السعودية 2030 وهو وجهة سياحية الآن عربية وخليجية. أصبح الآن يرتاده الكثير من المواطنين والزوار.”

و يسعى المهرجان إلى إعطاء لمحة عن الماضي مع الاهتمام بإظهار حداثة اليوم في آن واحد.

و قال حرفي مشارك في المهرجان يدعى أبو عبد العزيز “جميل جدا اننا إحنا نرتبط بروح الحياة والتراث الماضي بالآلات الحديثة والقديمة. والأجمل من هذا إن إحنا كيف نطور هذي الصناعات القديمة الشكل والروح القديم بآلات وطابع جديد.”

و يعتبر مكان سوق عكاظ القديم رمزا تاريخيا حيث كان يجتمع فيه المفكرون القدماء والشعراء العرب فيما مضى وتبادل الأفكار والمعارف وإلقاء أحدث الأشعار.

و ترى شاعرة مغربية تدعى حياة نخلي تشارك في أنشطة مهرجان سوق عكاظ هذا العام أن سوق عكاظ يقدم فرصة للشاعرات لإلقاء قصائدهن على مسامع الشعراء الرجال على غرار ما كان يحدث في الماضي.

و أضافت حياة نخلي “المرأة وقفت إلى جانب الرجل في ساحة عكاظ فأعطت الكثير وتبارت بقصائد رائعة. فكان لسوق عكاظ الفضل الكبير لأنه أخرج المرأة إلى الواقع الثقافي للساحة العربية.”

و دورة هذا العام هي العاشرة لمهرجان سوق عكاظ بعد إعادته للحياة في 2006 على يد الأمير خالد الفيصل عندما كان أميرا لمنطقة مكة المكرمة في فترة ولايته الأولى.

Shares