سجلت جولات و إجتماعات المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق مؤخراً غياباً لعضو المجلس موسى الكوني موسى بإستثناء إجتماع كان قد حُدد موعده فى وقت سابق بتونس و إجتماع آخر مع عمداء المجالس البلدية بالجنوب عقد الاسبوع الماضي فى طرابلس بحضور صالح المخزوم نائب ثانٍ رئيس مجلس الدولة المنحدر من قرية محروقة الجنوبية .
غياب الكوني عن تحركات المجلس أثار علامات إستفهام لا سيما بعد غيابه عن إجتماع اليوم المفصلي الذى كان من المقرر أن يناقش خلاله الرئاسي تقديم تشكيلة حكومية جديدة إلى مجلس النواب قبل إنقضاء المهلة المحددة و ذلك بالرغم من توجيه رئيسه فائز السراج رسالة لكل الأعضاء بضرورة التواجد فى مقره بطرابلس .
و بالرغم من غياب عضو الرئاسي عن الأضواء و رفضه الرد على وسائل الإعلام و الصحفيين كما جرت العادة إلّا أن مصادر مقربة من المجلس أكدت أن العضو على خلاف مع رئيس المجلس و عضوه أحمد معيتيق و فتحي المجبري و عبدالسلام كجمان لما يعتبره إنفراداً منهم بقرار تشكيل إدارة تسيرية جديدة للمؤسسة الليبية للإستثمار و إستبعاد شقيقه منه .
و للكوني شقيق يدعى ” آلاه الكوني موسى ” كان قد عين مطلع السنة الجارية بموجب قرار صادر عن مجلس أمناء المؤسسة التى يشغل عبدالله الثني منصب رئيس مجلس أمنائها كعضو فى إدارتها و قد وقّع القرار الصادر حينها من الثني إلا أن إستقالة رئيس المؤسسة حسن بوهادي و عضو مجلس أمنائها على الحبري فى أغسطس الجاري دفعت الرئاسي لإقتناص الفرصة و تعيين مجلس تسييري جديد لها لم يدرج إسم الكوني من بين أعضائه .
و كشفت ذات المصادر أن الكوني ترك مقر إقامته فى قاعدة أبوستة البحرية حيث يقيم أعضاء المجلس و إنتقل إلى فندق باب البحر المجاور لمجمع ذات العماد الإداري وسط طرابلس و قالت أن وساطة بُذلت خلال الأيام الماضية عن طريق بعض الوسطاء لإقناعه بتسوية الخلاف قد بائت بالفشل كما أكدت أن الخلاف تفاقم بعد هذه القضية لكنه لم يكن وليدها و أن البداية كانت مع تشكل قناعة لدى الكوني بأنه إقصاء متعمد له و لقبيلته من التعيينات الحكومية و الدبلوماسية الجديدة التى يجريها الرئاسي و إنفراد السراج و معيتيق بتعيين مرشحين مقربين منهم لمواقع مختلفة .
و فى التاسع من أكتوبر 2015 خرج المبعوث الأممي السابق برناردينو ليون فى مؤتمر صحفي بمدينة الصخيرات المغربية التى شهدت ولادة الإتفاق السياسي أعلن خلاله عن إسم و رئيس أعضاء المجلس الرئاسي و لم يكن من بينهم موسى الكوني لوجود إسم معيتيق كنائب عن الغرب و هو ما دفع بعض المراقبين إلى القول أن التوزيع الجغرافي لعضوية المجلس تسبب فى إقصاء الجنوب و ساهم فى ولادة ” ولاية ” جديدة تضاف لولايات ” برقة و طرابلس و فزان” و هي ولاية مصراتة إلا أن ليون خرج فى اليوم التالي و أعلن إنضمام الكوني للمجلس حفاظاً على وحدة البلد و ضمان تمثيل الجنوب الليبي .
و بغياب الكوني عن جلسة اليوم إضافة إلى غياب علي القطراني و د.عمر الأسود المُقاطعين أصلاً يكون المجلس المكون من 9 أعضاء قد إجتمع برئيسه و ثلاثة فقط من أعضائه هم السراج و معيتيق و كجمان و المجبري لمناقشة موضوع يعتبر من أهم القرارات المصيرية المتعلقة بالشعب الليبي و إنهاء أزماته و معاناته كما يقول دائما أعضاء المجلس و النواب المؤيدين له .