معيتيق و حفتر و النفط

معيتيق : حفتر يحارب الاٍرهاب ولكن عليه الإمتثال لحكومة الوفاق و إبعاد النفط عن النزاعات

قال أحمد معيتيق عضو المجلس الرئاسي اليوم الاثنين فى مقابلة مع صحيفة ” ريبوبليكا ” الايطالية تابعتها و ترجمتها المرصد ان العمليات العسكرية فى سرت شارفت على الإنتهاء مؤكدا على ضرورة تشديد المراقبة لإصطياد الإرهابيين الهاربين الذين قال أنهم تسللوا إلى الجنوب عبر الصحراء أو إلى البلدات و القرى الأخرى .  

 
و إستبعد معيتيق فرار ” الدواعش ” من سرت إلى إيطاليا بحراً و قال لا توجد مؤشرات على أن هناك إرهابيين قاموا بذلك و قال أن عدد من الإرهابيين الذين وصفهم بـ ” المجانين ” يتواجدون اصلاً فى أوروبا و قد نفذوا عمليات فى فرنسا وبلجيكا، و بالتالى فأن اوروبا لا تحتاج إلى أن يأتي إليها إرهابيين من الخارج لأن بعضهم يتواجد بها و أضاف : ” في سرت أو في أي مكان آخر اذا وجدنا أدلة على ذلك فإننا سنقدمها للسلطات الإيطالية و ليس للصحافة  “.

و وصف عضو الرئاسي حجم التعاون مع إيطاليا بـ ” الكبير ” سواء على المستوي العسكري أو الاستخباراتي و قال أن تصريحات رئيس جهاز المخابرات لدينا أكدت ذلك ، فى إشارة منه لحديث مصطفى نوح عن تعاون بين جهازه و السلطات الإيطالية ، و أضاف : ” نعمل مع إيطاليا بشكل جيد لأن لدينا نفس النهج المعتدل والمتوازن للمضي قدما في العمل على الإصلاحات في ليبيا وعلى سبيل المثال في مدينة مصراتة كان هناك فريق طبي عسكري إيطالى ساعد فى إجلاء و علاج الجرحي بناءاً على طلبنا للمساعدة ، شكرا إيطاليا  “.

و تابع حديثه قائلاً : ” في ليبيا هناك مجلس الرئاسة المعترف به من قبل الأمم المتحدة و له السلطة القانونية فى إحتكار القوات العسكرية  فهل يريد حفتر ان يحارب ؟ ممتاز و لكن عليه الاعتراف و الانضواء تحت شرعية السلطة السياسية ، نحن لا نريد حقبة أخرى من اللاشرعية لأن ذلك سيكون خطيراً للغاية “.

و أشار معيتيق إلى أن النفط هو المصدر الرئيسي لدخل ليبيا و مواطنيها وبالتالي لا يمكن أن يكون تحت سيطرة طرف من أطراف النزاع التى  و بالتالى أذا كان ”  حفتر ” ينوي مكافحة الإرهاب فيجب أن لا يؤثر ذلك على المصدر الرئيسي لدخل الليبيين و أن لا يعيق محاولات الحكومة فى إنعاش المالية العامة لأنها فى نهاية المطاف أداة لمكافحة الإرهاب، و قال : ” علينا أن ندرك أن كل حقول النفط هي مصدر الدخل لجميع الليبيين و يجب عدم استغلالها فى النزاعات المسلحة اما الحرب ضد الإرهاب لا يمكن أن تكون في حقول النفط “.

و عن زياراته رفقة السراج إلى القاهرة قال أن السراج حاول مراراً وتكراراً شرح وتوضيح وجهة نظر الحكومة حول مكافحة الإرهاب ودور حفتر فى هذا الموضوع ولكن يبدو أن السلطات العليا في مصر لديها وجهة نظر مختلفة و تابع : ”   قمت بنفسي بعدة زيارات خاصة إلى مصر لتقريب وجهات النظر ودفع عملية الوفاق إلى الأمام، وأنا واثق من أن الحكومة المصرية تريد الاستقرار والتوافق بين الليبيين و لكن لا يمكن التمسك بشخصية بعينها  ” كما قال أن الإستقرار فى ليبيا مهم بالنسبة لمصر أكثر من أهمية مواضيع أخرى بعينها و بالتالى فأنها تعلم أنه ” إذا كان حفتر يحارب الارهاب فأن هناك قوات أخرى أكثر جدية فى ذلك ”  .

اما عن ملف الهجرة قال معيتيق أن سيطرة الرئاسي على الدولة سيجعلها قادرة على منع تدفق الهجرة الغير شرعية من أفريقيا إلى أوروبا كما جدد حديثه فى مقابلته عن النفط و قال : ” نحن نتطلع إلى بدء الشراكة الليبية الإيطالية و الأوروبية المصرية لبناء منطقة للاستقرار والتنمية في حوض البحر الأبيض المتوسط. لأن ليبيا لها القدرات و  مصر لديها اليد العاملة والمهارات مع الأخذ فى الإعتبار بأن الشركات الإيطالية الصغيرة والمتوسطة قريبة من ليبيا و بالتالى يمكننا خلق مثلث للتنمية من شأنه أن يكون نموذجاً للمشاريع الاقتصادية الهامة الأخرى في منطقة البحر الأبيض المتوسط.

 

و شدد بأن البحر المتوسط يجب أن يكون نقطة توحّد البلدان المطلة عليه لا أن يكون فاصلاً بينها و بالتالى يجب خلق أكثر من خمسة مناطق للتجارة الحرة في ليبيا و إستئناف العمل فى العدد الكبير من المشاريع المتوقفة مع أخذنا فى الإعتبار بأن ليبيا لديها امكانيات مالية و بنوك محلية من شأنها أن تستخدم فى ذلك على أساس الأولويات التي وضعتها حكومة الوفاق الوطني.

 

و ختم معيتيق حديثه قائلاً أن إستعادة الحياة الطبيعية في المدن الليبية مرتبط بالانتعاش الاقتصادي، وعودة شركات المقاولات والمشاريع و بالتالى توفير الوظائف التي ستجذب الشباب لها من التشكيلات المسلحة على أن يتم تمويل بعض هذه المشاريع من قبل المصارف التجارية الليبية لتقليل دور القطاع العام لصالح القطاع الخاص و أضاف : ”   ليبيا سوف تشهد قريباً انتعاشاً في قطاع الخدمات و القطاع الخاص عبر مجهودات المؤسسة الوطنية للنفط التي من شأنها استعادة الإنتاج النفطي إلى مستوياته السابقة أما  كحكومة فنحن عازمون على دعم الشركات الليبية الصغيرة والمتوسطة والمشاريع المشتركة مع شركاء أجانب لتحقيق هذه الغاية “.

 

Shares