المرصد | بعد أن اسقط مجلس النواب التشكيلة الحكومية فى جلسة مكتملة النصاب عقدها يوم 22 أغسطس الجاري فُتح باب التكهنات على مصريعه حول السيناريو المقبل لما بعد تقديم الرئاسي لتشكيلته ” المعدلة ” التى لا يُتوقع ان تحمل الكثير سوى إجراء تعديل على 4 حقائب كان الرئاسي قد أقال شاغليها لعدم إلتحاقهم بالحكومة بموجب التفويض المثير للجدل الذى منحه لوزرائه فى ظل غياب ثقة النواب .
اليوم و قبل إنقضاء مهلة النواب المحددة بـ 10 أيام تنتهي بحلول الخميس المقبل وصل وفد من مدينة مصراتة إلى طبرق لمناقشة رئاسة مجلس النواب عن نواياها المقبلة و السيناريو المتوقع فى حال رُفضت التشكيلة الجديدة ما يعني سقوط الرئاسي و وجوب البحث عن بديل يتولى مهام السراج و مجموعته المفككة التى شكّل تغيب موسى الكوني عنها آخر حلقات تخبطها المدوي .
و بالرغم من البيان الذى أصدرته المجموعة الدولية فى 25 أغسطس الجاري و أعلنت من خلاله تمسكها ظاهرياً بشخص السراج كرئيس للمجلس الرئاسي و هو ذات البيان الذى حمل فى طياته رسالة مبطنة إلى مجلس النواب مفادها أن الرئاسي ” خط أحمر ” و قامت خارجية الوفاق بدورها فى خطوة ” غريبة ” بتعميمه على السفارات و البعثات الدبلوماسية الليبية فى الخارج ، إلأ أن هذه المجموعة ممثلة فى شخص مارتن كوبلر بدأت تتحسس الخطر المحدق لا سيما و ان مجموعة الحوار التي ستجتمع فى تونس مطلع الشهر المقبل قد أصيبت فى حد ذاتها بمرحلة متقدمة من التملل تجاه مجموعة الرئاسي التى عجزت عن معالجة أبسط الازمات بما فيها أزمة الرئاسي نفسه فى تغيب نصف اعضائه و هو مادفع كوبلر إلى زيارة جمهورية مصر العربية و الإمارات العربية المتحدة و دولة قطر لإجراء مشاورات مع شخصيات ليبية و عربية وُصفت بـ ” الإستشرافية ” حول الفترة المقبلة .
و بالعودة إلى مجلس النواب الذى لوحت رئاسته باللجوء إلى محكمة العدل الدولية ضد تصرفات الأمم المتحدة و بعثتها، يبدوا أن ما عُرفت طيلة الأشهر الماضية بالاغلبية المؤيدة لم تعد كذلك مع سحب عدد من أعضائها لتواقيعهم على تفويض و تأييد الحكومة فى ما عرف بـ ” بيان المطبخ ” الشهير فى طبرق بل أن بعضهم قد شارك فى التصويت على حجب الثقة الأمر الذى يوسع دائرة التوقعات بأن حكومة الرئاسي المقبلة ” لن تمر ” مع أخذ إتخاذ بعض أعضاء مجلس الدولة لخطوة مماثلة فى الإعتبار و على رأسهم عضو المجلس أبو القاسم قزيط عن مصراتة الذى أكد إمكانية إستبدال المجلس الرئاسي وضرورة التضحية بالشخوص من أجل تحقيق الوفاق وليس العكس لتأتي اليوم زيارة وفد من مدينته إلى طبرق تأكيداً لهذه الفرضية التى يبدوا أنها تلوح فى الأفق .
و بعيداً عن طبرق فقد وصف كوبلر لقائه فى القاهرة بـ د.محمود جبريل رئيس تحالف القوى الوطنية عقب زيارته إلى الامارات و قطر بالمفيد و الممتاز ليعلن جبريل فى وقت لاحق من نفس اليوم أن اللقاء ناقش السيناريو المقبل فى حال رُفضت الحكومة و بذلك يبدوا أن قناعة قد تأكدت لدى كوبلر بهذا السيناريو المُفزع للرئاسي و رئيسه الذى دعا كل من القطراني و الأسود مراراً و تكراراً إلى تعليق مقاطعتهم و المشاركة فى إجتماعات تشكيل الحكومة ليأتى و يعلن بعد يومين أن الاجتماع سيكون فى طرابلس و هو ما رفضه القطراني تماماً و رفضه الأسود بشكل خجول ما ينذر بأن الرئاسي قد عاد إلى مربع العجز الأول و ينبئ بعجزه ربما حتى عن تقديم حكومته فى الوقت المطلوب و ليس رفضها بعد تقديمها و حسب .
و مع إقتراب ” البنيان المرصوص ” من حسم معركة سرت ، يبدوا أن شقاً واسعاً من الإرادة الدولية و المحلية و الأقليمية بما فيه دول الجوار قد توصل إلى قناعة مفادها أن إستمرار الرئاسي الذى يصارع نفسه بتسعة رؤوس و محاولة تحقيق مشروع الوفاق عبره قد أصبح من سابع المستيحلات و قد يكون مخرج العودة إلى المسودة الرابعة بعد حل الرئاسي الحالى و تشكيل رئاسي آخر برئيس و نائبين أنسب المخارج التى قد تنتشل البلد جزئياً من مستنقع الوحل الذى غرق فيه . أخيراً و مع إقتراب المهلة المشار إليها و التى شدد كوبلر على أن لا تتجاوز العشرة الأيام يبدوا أن الأيام المقبلة ستكون حبلى بالتغيرات و الأحداث و ما علينا إلا الانتظار لعل الله يُحدث بعد ذلك أمراً .