حذر مسؤول كبير بالمعارضة السورية المسلحة في حلب من أن وقف إطلاق النار في سوريا “لن يصمد” مع استمرار الضربات الجوية والقصف في بعض المناطق وعدم الوفاء بوعود توصيل المساعدات.
و جاء وقف إطلاق النار نتيجة اتفاق بين روسيا التي تدعم النظام السوري والولايات المتحدة التي تدعم بعض جماعات المعارضة. وأدى الاتفاق إلى تراجع أعمال العنف منذ أن دخل حيز التنفيذ يوم الاثنين.حيث اتفقت واشنطن وموسكو يوم الجمعة على تمديد وقف إطلاق النار.
و يقول معارضون إنهم قبلوا على مضض الاتفاق المبدئي الذي يعتقدون أنه ضدهم لأنه قد يخفف الوضع الإنساني المتردي في المناطق المحاصرة الخاضعة لسيطرتهم بما في ذلك بشرق حلب.
و قال المسؤول “الهدنة كما حذرنا وتكلمنا مع الخارجية (الأمريكية) أنها لن تصمد” مشيرا إلى استمرار وجود قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة على الحدود التركية في انتظار إذن الانطلاق إلى حلب.
و أضاف “لا يمكن لمن يشن حرب على شعب أن يسعى لتحقيق هدنة كما أنه لا يمكن أن يكون طرفا راعيا لهذا الاتفاق وهو يقصف ليل نهار وفي المقابل الطرف الآخر أي أمريكا دورها متفرج.”
و اتهمت موسكو نفسها المعارضة المسلحة بخرق الهدنة وقالت إن واشنطن بحاجة إلى فعل المزيد لإلزام المعارضة بشروط الهدنة بما في ذلك الانفصال عن جبهة فتح الشام التي كانت تسمى جبهة النصرة قبل إعلان انفصالها عن تنظيم القاعدة في يوليو .
و اتهم كل طرف الآخر بالمسؤولية عن تعطل إرسال المساعدات الإنسانية بعيدا عن حلب حيث من المفترض أن ينسحب الجيش وفصائل المعارضة من طريق الكاستيلو الذي يؤدي إلى المناطق الشرقية المحاصرة الخاضعة لسيطرة المعارضة.
و ردا على سؤال عما إذا كان هناك أي تحرك للجيش للانسحاب من مواقع على الطريق قال زكريا ملاحفجي رئيس المكتب السياسي لتجمع (فاستقم) المعارض في حلب يوم السبت “لا يوجد أي تغيير”.
و وجهت الأمم المتحدة أصابع الاتهام إلى الحكومة في تعطيل المساعدات من خلال عدم تقديم خطابات تصريح بالدخول.
و قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن طائرات حربية قصفت مواقع للمعارضة في معرة النعمان وسراقب وخان شيخون في إدلب وتيرمعلة إلى الشمال من حمص وفي سوحا إلى الشرق من حماة أثناء الليل بعد ضربات جوية سابقة وجهتها يوم الجمعة.
و أفاد أيضا المرصد ومقره بريطانيا بوقوع قصف واشتباكات بين الجيش والمعارضة في الغوطة الشرقية إلى الشرق من العاصمة وفي سنيسل وجوالك إلى الشمال من حمص وفي العيس والراموسة إلى الجنوب من حلب وفي إبطع بدرعا.