ليبيا – وصف النائب الثاني لرئيس مجلس الدولة محمد معزب إستعادة الجيش لمنطقة الهلال النفطي بإنتكاسة خطيرة كسابقتها عملية الكرامة التي بدأها “حفتر” مبينا أن الأمور في المنطقة كانت تسير نحو الحل قبل أن يتدخل الجيش.
معزب أكد خلال إستضافته في برنامج حديث الثورة الذي أذيع أمس الأحد عبر قناة الجزيرة التوصل لتوافقات مع الجضران منذ شهرين ليبدأ التصدير خلال هذا الإسبوع ليتدخل “حفتر” في الموضوع ويسيطر على منطقة الهلال النفطي.
وتسائل معزب عن الأمر الذي منع “حفتر” من القيام بإستعادة منطقة الهلال النفطي قبل 6 أشهر أو عام لاسيما وأن الموانئ والحقول لا تبعد سوى ساعة أو ساعتين عن مدينة بنغازي وبقيت تحت سيطرة قوات الجضران منذ عامين خلن.
وأضاف بأن التبرير الوحيد لعدم قيام “حفتر” بذلك هو إفشال جهود حل العقدة والوصول إلى حل يسمح ببدء تصدير النفط بعد إيقافه لمدة عامين مبينا بأن “حفتر” جموح شهواني يريد السلطة بأي ثمن ومعروفة نواياه منذ أكثر من 25 عاما.
وبشأن الإجراءات التي إتخذتها “حكومة الوفاق” المنبثقة عن المجلس الرئاسي بشأن إستعادة منطقة الهلال النفطي من قوات “حفتر” أكد معزب قيام “الحكومة” بإصدار قرار يقضي بتكليف وزير الدفاع المفوض المهدي البرغثي بالقيام بذلك.
وتطرق معزب لحالة التظليل المرافقة لعملية الكرامة التي جاءت ردا على حالات الإغتيالات في بنغازي التي بلغت 500 حالة فيما بلغ ضحايا العملية أكثر من 10 آلاف قتيل مبينا بأن “حفتر” خاسر لمعاركه في تشاد ووصولا للهلال النفطي.
وإتهم معزب مصر والإمارات بلعب أدوار غير محايدة إزاء الأزمة الليبية من خلال دعمهما وتأييدهما “لحفتر” بالمال والسلاح فيما تجول المخابرات المصرية في المنطقة الشرقية مستبعدا لعب مصر أي دور إيجابي يسهم بحل هذه الأزمة.
وأضاف بأن الجيش إكذوبة وما يجري في ليبيا هو حرب بالوكالة وليست ليبية والدليل على ذلك قيام الطيران المصري وقوات من حركة العدل والمساواة السودانية بمساندة قوات “حفتر” مؤكدا أن جل عناصر قواته “لمم” وليسوا جيشا نظاميا.
وفيما يخص إصرار “حفتر” على البقاء في المشهد السياسي أرجعه معزب لتخوف قائد الجيش من إلغاء منصبه وفقا للمادة الثامنة من الإتفاق السياسي التي ألغت الوظائف الأمنية والعسكرية فضلا عن موقفه من مسألة القيادة العليا في الجيش.
وحذر معزب من ديكتاتورية جديدة في ظل إصرار “حفتر” على البقاء مبينا بأن إعترافات الساعدي القذافي بينت صراحة سعي “حفتر” لنيل منصب رئيس الدولة أو نائبه أو في الأقل منصب وزير دفاع لإبقاء السلطات العسكرية والأمنية بيده.
وأشار إلى إمكانية الإفادة من الآليات الموجودة في الإتفاق السياسي بغية تغييره معربا عن أمله في البدء بتنفيذ الإتفاق والتفاوض مع المتحفظين عليه والإنطلاق منه لبناء دولة ليبيا الحديثة من دون الإستمرار بدائرة الحرب والعنف في البلاد .
وبشأن رؤيته لحل الأزمة أكد معزب أن ذلك يكمن في تطبيق الإتفاق السياسي ومشاركة مجلس النواب في مراحل التطبيق مبديا أسفه لسيطرة مجموعة قليلة من أعضاء المجلس بضمنهم رئيسه المستشار عقيلة صالح على مجريات صنع القرار.
وأضاف بأن هذه المجموعة والمستشار عقيلة صالح يحاولون فرض “حفتر” على المشهد بعد التطورات الأخيرة في الهلال النفطي من خلال المشاورات التي يجريها رئيس مجلس النواب في القاهرة لضمان إيجاد مكان ملائم لقائد الجيش بالمشهد.