قالت بريطانيا يوم الثلاثاء إنها ستعارض أي خطط أوروبية لدمج قوات أوروبية في جيش واحد أو إقامة مقر عسكري للاتحاد خلال الفترة المتبقية لها في الاتحاد.
و في اجتماع لوزراء دفاع الاتحاد الأوروبي في براتسلافا قال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون إن حلف الأطلسي وليس الاتحاد الأوروبي هو المسؤول عن الدفاع عن أوروبا ضد روسيا التي أصبحت أكثر عداء وإن بلدان شمال وشرق الاتحاد توافق على ذلك.
و كانت فرنسا وألمانيا أعربتا عن أملهما في أن يترك قرار بريطانيا بالخروج من الاتحاد وحاجتها لحسن النوايا في مفاوضات الخروج الباب مفتوحا لطرح مقترحات دفاع مشترك تهدف لتعزيز التعاون بين الحكومات المتبقية. وعرضت المقترحات يوم الثلاثاء.
و يعني موقف بريطانيا المتشدد أن باريس وبرلين ستواجهان على الأرجح وقتا أصعب مما توقعه دبلوماسيون لإقرار خطط تهدف لجمع الأصول العسكرية المتداعية وتطوير التكنولوجيا وتقليل الاعتماد على الولايات المتحدة.
و تخشى بريطانيا من احتمال أن تتسبب طموحات الاتحاد في امتصاص الموارد المالية من حلف الأطلسي الذي قلص أعضاؤه الميزانية لسنوات بعد الأزمة المالية عام 2008.
و معظم دول الاتحاد الأوروبي ومنها ألمانيا وفرنسا أعضاء في الحلف الذي تقوده الولايات المتحدة وتسهم في قوات الرد السريع في الاتحاد والحلف.
و يحتاج الاتحاد الأوروبي شراكة بريطانيا خاصة وأنها واحدة من دول أوروبية قليلة تقدر على قيادة مهمات عسكرية كبيرة.
و قال فالون للصحفيين “توجد دول أعضاء ترغب في رؤية.. منظومة قوات واحدة. هذا يبدو لي مثل جيش أوروبي ونحن نعارض هذا.”
و أضاف قائلة “أوروبا تعج بالمقرات وما نحتاج هو (مقر) آخر.”
و تحتفظ بريطانيا بحقوق تصويت كاملة حتى تغادر الاتحاد. وقال فالون إن السويد وهولندا وبولندا ولاتفيا وليتوانيا أعربت أيضا عن قلقها خلال بشأن المقترحات الفرنسية الألمانية رغم أنه لم يتسن على الفور التحقق من مواقف هذه الدول.
و تشمل المقترحات زيادة الإنفاق على المهام العسكرية وتطوير الأصول بشكل مشترك ومنها الطائرات الهليكوبتر والطائرات بدون طيار وتوسيع مهام حفظ السلام في الخارج وبناء دفاعات أقوى برعاية الحكومات ضد متسللي الانترنت.
و جاهدت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير ليين ونظيرها الفرنسي جان إيف لو دريان للتأكيد على عدم وجود خطط لتشكيل جيش أوروبي يرتدي زيا واحدا.
و قالت الوزيرة الألمانية “على العكس. إنها (المقترحات) تدور حول جمع القوى المتنوعة للدول الأوروبية لتكون جاهزة للتصرف السريع المشترك.”
و استشهدت الوزيرة بمعاناة أوروبا في تنسيق الدعم خلال تفشي فيروس إيبولا في غرب أفريقيا عام 2014. وفي 2011 كشفت الحملة الجوية البريطانية والفرنسية في ليبيا عن حدود أوروبا حين أضحت الحملة سريعا معتمدة على حلف الأطلسي وأعضائه وعلى رأسهم الولايات المتحدة وكندا والنرويج في مهام التزود بالوقود والمهام اللوجستية والخبرات التقنية العسكرية.
و بالتعويل على مبادرات يعود تاريخها إلى أواخر التسعينات يمكن للخطط أن تعزز القدرة العسكرية للاتحاد في الرد دون مساعدة الولايات المتحدة حين تتعرض حدودها لتهديدات مثل سقوط دول أو تهديد اكبر من روسيا.
و إنفاق أوروبا العسكري لا يمثل سوى جزء مما تنفقه الولايات المتحدة ودول أوروبية قليلة العدد ومنها بريطانيا واستونيا واليونان هي من تنفق بسخاء على الدفاع.