البحث الجنائي بنغازي : تفجير ساحة الكيش أمر يمكن أن يحصل في أكثر الدول تطوراً وتقدماً في مجال الأمن

ليبيا – وصف المتحدث بإسم جهاز البحث الجنائي في بنغازي وليد العرفي الإختراق الأمني الأخير المتمثل بالتفجير الذي إستهدف رئيس المنظمة الليبية لمكافحة الفساد محمد بوقعيقيص بساحة الكيش بأمر يحدث في أكثر الدول تطوراً وتقدماً في مجال الأمن.

العرفي أكد خلال إستضافته في برنامج “أكثر” الذي أذيع أمس الأربعاء عبر قناة ليبيا روحها الوطن توجه مدير مديرية الأمن العقيد صلاح هويدي بعد هذا الإختراق للمشاركة بإجتماع طارئ مع الحاكم العسكري رئيس الأركان العامة اللواء عبد الرازق الناظوري ليعود بعدها ويعقد إجتماعاً طارئاً مع الأجهزة الأمنية مبيناً قيام جهاز البحث الجنائي بتسخير كافة إمكانياته القليلة المتاحة لمديرية الأمن بعد تسلم مهام إدارتها من قبل العقيد هويدي عبر تسيير سيارات الجهاز وآلياته في دوريات متحركة وإستثمار الطاقة البشرية في قسمي الحماية والآداب الحيوية لاسيما بعد تحرير العديد من مناطق مدينة بنغازي وعودة سكانها ما تطلب تسيير المزيد من الدوريات.

وليد العرفي
المتحدث بإسم جهاز البحث الجنائي في بنغازي وليد العرفي

وتطرق العرفي أيضاً إلى مشروع فرض طوق أمني حول بنغازي لمنع أي أحد من الدخول لها عبر مشروع البوابات الذي تم إنجاز 75% منه على أن يكتمل خلال شهر أو شهر ونصف متهماً في الوقت ذاته أياد خفية لا تريد الأمن للمدينة بعرقلة الحصول على موافقة البدء بالمشروع لعام كامل والتي يجب أن يسأل عنها بصورة مباشرة رئيس الحكومة المؤقتة عبد الله الثني والعقيد صلاح هويدي فهما من سعيا لتنفيذ هذا المشروع.

وأضاف بأن الأجهزة الكاشفة للمتفجرات الخاصة بالبوابات الالكترونية التي وصلت لبنغازي وتم إستعمالها لمسح المدينة ليست كافية لذلك ملقياً باللائمة على الحكومة المؤقتة لعدم توفير الإمكانيات التي تتلائم مع الأوضاع الأمنية في بنغازي وداعياً إياها في الوقت ذاته لتوفير الأجهزة التقنية الكاشفة لما بداخل السيارات لمساعدة رجال الأمن على القيام بمهامهم على أكمل وجه.

وكشف العرفي عن الإتفاق على توريد آليات خلال الفترة القليلة المقبلة لتامين الطريق الدائري الخامس الممتد من منطقة جزيرة المساكن إلى ما بعد منطقة سي خليفة وتكليف قسم الدعم والحماية بذلك بحكم موقعه في شرق بنغازي فضلاً عن إصدار تعليمات واضحة وصريحة وشديدة من العقيد هويدي لرئيس قسم المرور والترخيص وكافة الدوريات العاملة داخل المدينة لضبط أي مركبة آلية تتجول داخل بنغازي من دون لوحات معدنية والمركبات التي تتجول بزجاج معتم وتغيير الإجراء السابق المتمثل بإزالة الزجاج المعتم وإخلاء سبيل المركبة إلى الحجز القانوني لها ولسائقها لمدة 15 يوماً مع دفع الغرامة المالية لهذه المخالفة.

وأضاف بأن تدمير معظم المقرات الامنية داخل بنغازي التي لم يبقى منها سوى مقرين فيما تعمل باقي المراكز من أماكن مؤقتة ومن بينها أقوى جهاز أمني بالمدينة وهو جهاز البحث الجنائي الذي يعمل من مقر وزارة الشباب والرياضة بسبب الظروف الإستثنائية لم يحل دون نيل الجهاز رضى المواطن وإثمار عمله عن رجوع الشركات ورغبة شركات صينية وألمانية بالعودة إلى بنغازي لإستئناف أعمالها متطرقاً في الوقت ذاته للنجاحات المؤقتة التي تحققت بعد نقل مقر وزارة الداخلية إلى بنغازي وإشراف المكلف بإدارتها اللواء محمد الفاخري بشكل ميداني على الوضع الأمني بالمدينة وحتى ساعات متأخرة من الليل ونشوء حالة من التآلف والتعاون مع القوات المسلحة لحفظ الأمن وما تلى ذلك من المشاكل التي حدثت بالوزارة بسبب التأثيرات والتدخلات الحزبية والقبلية والجهوية في العمل وصدور القرارات بناءً على هذه التأثيرات والتدخلات ما قاد إلى قيام رئيس الحكومة المؤقتة عبد الله الثني بإعفاء الفاخري من منصبه وإحالته للتحقيق مع ديوان المحاسبة ولجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان لإتهامه بقضايا فساد مالي فضلاً عن حالة عدم الإستقرار بالوزارة التي أدارها 13 وزير منذ العام 2011 وحالة عدم الإستقرار في شرق البلاد لا سيما في ظل تناقل وسائل التواصل الإجتماعي لخبر عودة الفاخري لممارسة مهامه وإيقاف الثني عن العمل.

وطالب العرفي بسؤال الحكومة المؤقتة عما قدمته لبنغازي في ظل بقاء مقر مديرية الأمن فيها محترقاً ومهدماً منذ العام 2011 وإعتماد سلطات الأمن بالمدينة على جهودها الذاتية وشروع شركة الخليج بمشروع المدينة الأمنية في بنغازي حيث باشرت الشركة أعمالها خلال أقل من إسبوعين من داخل المدينة و قامت بإزاحة كافة أشكال الركام ووضعت الخرائط ونشرتها على مواقع التواصل الإجتماعي في ظل غياب دور الحكومة المؤقتة.

وأشاد العرفي بنجاح الخطة الأمنية التي إنطلقت مؤخراً برئاسة معاون مدير أمن بنغازي العقيد حسن الجحاوي وإتيان ثمارها في ظل إنتشار رجال الأمن والدوريات الأمنية وقسم المرور والترخيص على مدار الساعات الـ24 في جميع مفترقات الطرق مطالباً المواطنين بالتعاون مع رجال الأمن والتبليغ عن أي حالة مشبوهة لاسيما بعد نمو الثقة بين الشارع ورجال الأمن.

وأشار العرفي إلى القيام بالإجراءات القانونية الأولية بشأن حادثة العثور على جثث بمنطقة شبنة المتمثلة بفتح محاضر التحقيق ومعاينة مسرح الجريمة فور ورود المعلومات بشأن الموضوع إلى جهاز البحث الجنائي مشدداً على وجوب تفعيل دور القضاء في ظل وجود أولياء الدم ممن تعرض ابنائهم وأسرهم لإغتيالات طوال تلك الفترة فيما تم وضع قاتليهم داخل السجون ومن لديهم قيود جنائية حيث تعمل النيابة العامة حتى ساعات متأخرة من الليل مع البحث الجنائي وتبقى الحلقة الغائبة من بنغازي هي دور القضاء.

Shares