الرئاسي و خارجيته يحيون أمجاد الامبراطورية العثمانية فى السرايا الحمراء و مراقبون : التاريخ يعيد نفسه

ليبيا – يعتزم رئيس المجلس الرائاسي فايز السراج ووزير خارجيته محمد الطاهر سيالة إقامة حفل مراسم تسلم اوراق عدد من السفراء الاجانب المعتمدين حديثاً لدى ليبيا بالسرايا الحمراء بالعاصمة طرابلس يوم غدا الخميس .

و بحسب تقارير دبلوماسية و صحفية نشرتها عدة مواقع ليبية فان مبعوث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الخاص الى ليبيا ” أمرالاه إشلر ” هو من طلب إقامة المراسم في هذا المكان لما يمثله من قيمة تاريخية بالنسبة للاتراك إبان عهد الدولة العثمانية حيث جرت العادة بأن يقدم القناصل الاجانب ابراءات القنصلية للولاة العثمانيين في ذلك الوقت الذين يمثلون بدورهم الباب العالي في تركيا .

و قطعت ادارة التواصل والاعلام التابعة للرئاسي امس الثلاثاء هذا الجدل القائم بإعلانها رسمياً عن اقامة خارجية الوفاق لمراسم اعتماد أوراق السفراء الجدد من قبل الرئاسة في حفل سيقام الخميس بقلعة السرايا الحمراء فى ما كان يعرف ايام الاحتلال العثماني بـ ” الردهة الدبلوماسية ” معتبرةً ذلك إحياء للتقاليد والعرف الدبلوماسي الليبي المعهود منذ أكثر من ثلاثة قرون .

 
و بعكس ما اعلنت خارجية الوفاق فان الدولة الليبية ومنذ إستقلالها عام 1951 لم تعتمد أي سفير أو قنصل بهذا المكان و لم يسبق لها ان اقامت مثل هذه الاعراف سواء فى العهد الملكي او الجمهوري او الجماهيري وذلك بحسب مراجع تاريخية و دبلوماسية عدة من بينها كتاب كتبه أحمد داوود أوغلوا رئيس وزراء تركيا و وزير خارجيتها السابق اشار خلاله لهذه المراسم .

خلفية تاريخية

سيطر القرمانليين الاتراك على سدة الحكم في طرابلس ما بين 1711-1835 و استقر باشاواتهم فى السراي الحمراء و كان اشهرهم احمد باشا وعلي باشا و يوسف باشا و اصبح للباشا منزل خاص به و لاسرته و قد شيدوا الردهة القرمانلية المتكونة من طابقين و يطل عليها سكن الباشا ومرافق اخرى و هي ذات الردهة التى ينوي الرئاسي إقامة هذه المراسم بها .
و مابين العهد القرامانلي الاول و حتى نهاية الثاني شهدت السراي مذابح و اغتيالات نفذها الباشاوات العثمانيين بحق شيوخ القبائل العربية بعد استدراجهم للسراي من اجل منحهم ” البرنوص ” كدلالة لرضا الباشا عليهم ، هذا البرنوص الذي كان يسعى اليه الكثيرين ، منهم من يتحصل عليه و يخرج سالما من السراي و منهم من يتحصل عليه ويصبح البرنوص كفنه بعد ان يطاح برأسه فى الردهة القرمانلية .

وقد شهدت السراي تدخلات و شكلا من الوصاية التى مارسها القناصل الاجانب لاسيما الفرنسيين و الانجليز في شؤون الحكم و املوا شروطهم بمساندة سفنهم الحربية الرابضة قريبا من طرابلس مهددين الباشا بانزال علم بلادهم من سارية القنصلية مايعتبر اعلانا للحرب على الباشا و من هولاء القناصل القنصل الانجليزي وارنجتون و القنصل الفرنسي روسو .

يشار الى أن إعلان الرئاسي و خارجيته عن هذه الخطوة دون تقديم مبررات واقعية و تاريخية لها قد أثار جدلاً و إستغراباً واسعاً فى صفوف المراقبين و المتابعين و حتى بعض موظفي وزارة الخارجية بمجرد تسرب الخبر الذي تأكد اليوم معتبرين ذلك خروجاً عن الاعراف الدبلوماسية الليبية و إعادة لتاريخ حقبة سوداء من تاريخ الشعب الليبي  .

Shares