صدمة ترامب تلقى بظلالها على اجتماع مالطا ..الاسلام السياسي يرفض مقترحين للحل و يتمسك بالتمديد للرئاسي عاماً آخر

ليبيا – بعد ساعات قليلة من إستيقاظهم من صدمة فوز المرشح الجمهوري للإنتخابات الرئاسية الأميركية دونالد ترامب بمنصب الرئاسة وقرب إعتلائه عرش الرئيس بالمكتب البيضاوي  بالعاصمة واشنطن, يجتمع أعضاء هيئة الحوار السياسي  بمالطا ليومين كاملين برعاية المبعوث الأممي مارتن كوبلر في محاولة منهم لإنهاء حالة الجمود المرافقة لتطبيق بنود إتفاق الصخيرات وهو الهدف المعلن من عقد هذه الإجتماعات.

وتقول مصادر من لجنة الحوار ان ” صدمة ترامب ” ألقت بظلالها على هذه الجولة حيث يحاول الاسلام السياسي استباق وصول الإدارة الجمهورية الجديدة للبيت الأبيض لا سيما بعد أن اتضح للقاصي والداني الخطر الذي يمثله ترامب على هذا الطيف و حلفائه الجهويين بعدائه الواضح لهم وإصراره على إقتلاعهم من جذورهم في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتحديداً ليبيا ومصر التي كشفت وسائل الإعلام فيها مؤخرا عن تأكيد الرئيس الجديد للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على هامش لقاء جمعهما بنيويورك في سبتمبر الماضي دعمه المطلق لخطوات مصر المتخذة ضد جماعة الإخوان التي يصر ترامب على انتزاع تشريع من الكونجرس باعتبارها جماعة إرهابية.

إنتهاء العمر الافتراضي لرئاسي حكومة الوفاق

وهذه الفرضية أكدتها تسريبات حصرية وردت إلى صحيفة المرصد من قاعات إجتماعات مالطا التي بدأت أعمالها اليوم الخميس وستختتم يوم غد الجمعة تشير إلى حالة إرتباك واضحة سادت المجتمعين وجعلتهم يغفلون عما نصت عليه بعض بنود الإتفاق السياسي صراحة حيث أسهم إرتباكهم الواضح هذا بخروج مقترحات من قبيل تصويت هيئة الحوار أو مجلس الدولة على منح الثقة لحكومة الوفاق المرفوضة من مجلس النواب وهو ما يعارض المادة الـ13 من الإتفاق التي نصت بوضوح على حصر مسألة منح الثقة لهذه “الحكومة” وسحبها منها بمجلس النواب.

التسريبات بينت أيضا بأن ممثلي جماعة الإخوان بالهيئة و هم الاغلبية  أعربوا عن إصرارهم الشديد على مد العمر الإفتراضي للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق والذي سينتهي في الـ15 من ديسمبر المقبل اي بعد حوالي شهر واحد لسنة واحدة وإعتماد حكومة الوفاق المرفوضة من مجلس النواب بأي شكل من الأشكال ومن دون الرجوع إلى البرلمان وهو الأمر الذي لا يخالف الإتفاق السياسي فحسب بل يخالف أيضا كافة القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة خلال العام الحالي .

وجاء هذا الرفض الاسلامي متناغما مع تغريدة اطلقها المبعوث الامريكي الخاص الى ليبيا جونثان واينر صباح الخميس قال فيها ان لا انتخابات قبل 2018 و ذلك فى اشارة منه لرفضه أي مقترحات تتعلق باجراء انتخابات كحل للازمة الراهنة فى الوقت الذى بات صدى صوت اجراء انتخابات مباشرة كحل للازمة الليبية يسمع فى الداخل و حتى فى عدة عواصم عربية و غربية  .

القبول بفتح الاتفاق السياسي

ووفقاً  للتسريبات أيضا فقد أعلن المبعوث الأممي مارتن كوبلر تقبله الدعوة لفتح الإتفاق والعودة للمسودة الرابعة ومناقشة المسائل المتعلقة بالمجلس الرئاسي ومجلس الدولة وفكرة دعوة الأطراف الفاعلة على الأرض إلى الحوار السياسي فيما رفض ممثلي أطراف الإسلام السياسي  و حلفائهم الجهويين المتمسكين بالمجلس الرئاسي الحالي هذه الطروحات .

لهذا فأن المصير المتوقع في قادم الأيام لتيار الإسلام السياسي و حلفائه سيبقى مفتوحاً على إحتمالات عدة أولها وأهمها دخول القيادة الجمهورية الجديدة بكامل ثقلها السياسي و حتى العسكري فى عملية لإجتثاث الإخوان و”داعش” والتنظيمات المتطرفة الأخرى ليس من ليبيا لوحدها فحسب بل من العراق واليمن وسوريا وحتى مصر بالتنسيق مع قيادتها المتمثلة بالرئيس السيسي الذى كان أول مهنئي ترامب بفوزه و ذلك بحسب ما أفاد أحد مستشاري الاخير امس الاربعاء .

خيارات القيادة الامريكية الجديدة

فيما يبقى الإحتمال الثاني متمثلاً بلجوء هذه القيادة الجديدة إلى الخيار الديبلوماسي من خلال تغيير سياستها الخارجية ومن يدور في فلكها من دول تجاه ليبيا والقيام بالخطوة الأولى في هذا الإطار عبر تغيير مبعوث اوباما الخاص إلى ليبيا جوناثن واينر الذى تنتهي مهمته فى البيت الابيض رفقة طاقم اوباما يوم 31 ديسمبر المقبل لا سيما و بأنه كان المنفذ لسياسة الديمقراطيين المتهمين بالسعي لتمكين الإسلام السياسي من حكم ليبيا .

وفى هذه الحالة قد يطال التأثير الأميركي أيضا مارتن كوبلر ويقود إلى إبعاده عن المشهد والإتيان ببديل عنه لتنفيذ السياسة الامريكية الجديدة المنغلقة على الإخوان والمنفتحة على التيارات المدنية الأخرى في ليبيا وغيرها من الدول و هو ما قد يدفع  كوبلر نفسه و بعثته و بعض اطراف الحوار التى يغلب عليها الطابع الاسلامي الى ايجاد حل ينقذ و يثبت الرئاسي بأي طريقة فى مقبل الأيام  .

 

Shares