ليبيا – أرجع العضو المستقل بهيئة الحوار الشريف الوافي إستمرار حالة الإنسداد الحائل دون تقدم الإتفاق السياسي وتمكينه من الظهور للوجود إلى تغيير المبعوث الأممي السابق بيرناردينو ليون للمسودة الرابعة للإتفاق على الرغم من رفض مجلس النواب وإقليم كامل لذلك.
الوافي أكد خلال إستضافته في برنامج “أكثر” الذي أذيع أمس السبت عبر قناة ليبيا روحها الوطن أن جلسات حوار مالطا الأخيرة حاولت التعبير عن الحلول وبحث نقاط الإختناق بالإتفاق السياسي ووضعها على الطاولة في الوقت الذي لا زال فيه من حصلوا على المغانم بالصخيرات متمسكين بآرائهم فيما يتحدثون عن الوطن والمواطن ولا يريدون التنازل عن مغانمهم التي حصلوا عليها نتيجة غفلة بعض الأعضاء أو لتغولهم متهما بالوقت ذاته حزب الجبهة الوطنية بالتحالف مع الإخوان وحزب العدالة والبناء لاسيما بعد “إستحواذ” رئيس الجبهة محمد الضراط على محفظة ليبيا للإستثمار في طرابلس بقوة السلاح.
وشدد الوافي على وجوب كشف داء هذا الإنسداد وإيجاد العلاج اللازم له على الرغم من عدم رغبة المتمسكين بآرائهم ومغانمهم لاسيما بعد إعلان المبعوث الأممي مارتن كوبلر موقفه بشأن أهمية إعادة النظر من جديد بوثيقة الإتفاق السياسي الحالية والإستماع إلى الجانب الآخر ونبذ صوت المغالبة والإقصاء ومناقشة مسألة فتح الإتفاق وتغيير المتحاورين وفقا لتقرير لجنة الأزمات بمجلس الأمن وإحضار من يملكون القوة الفاعلة على الأرض لإنهاء حالة الإختيارات العشوائية للمتحاورين.
وأضاف بأن جل حديث المشاركين خلال جلسات حوار مالطا إنصب على عجز المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق عن القيام بالدور المنوط به ومسألة تمكينه السفارات والوظائف الكبرى وإغفاله في المقابل وضع حلول لمعاناة المواطنين مرجحا في سياق آخر إمكانية الإنسحاب من هيئة الحوار مرة أخرى بعد التشاور مع عضو المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق عمر الأسود لكسر الحاجز وإسقاط الجدار والمسار المصر على تنصيب طرف معين بالإسلام السياسي أو الإخوان لحكم ليبيا وإنتظار التغيير الذي يبدو بعيدا في ظل عدم رغبة المستحوذين على المكاسب والمغانم بالتخلي عنها ومغادرة المشهد السياسي في البلاد.
وتطرق الوافي إلى حالة غياب جدول الأعمال الثابت لجلسات الحوار ولجوء الحاضرين إلى الكلام بإسلوب عشوائي يعبر عن منظوراتهم المختلفة وعدم الدخول في صلب الموضوع مستدركا بالتأكيد على جودة الأجواء المرافقة لهذه الجلسات إلى حد كبير قياسا بنظيرتها التي إنعقدت بتونس في الـ5 من سبتمبر الماضي وأهمية وجدوى عقد جلسات مماثلة لمدة إسبوع لا يومين فقط بمدينة غدامس.
وفيما يخص مطالبته بشأن عدم إخراج بيان ختامي لجلسات حوار مالطا أرجع الوافي هذه المطالبة لإصرار كوبلر على إخراج بيان يطالب مجلس النواب بصيغة الأمر بعقد جلسة وتشكيل “حكومة” وعقد جسم موازي وهو ما لم يتم مناقشته على طاولة الحوار لا سيما في ظل حصول بعض الشجارات داخل قاعة الحوار نتيجة لوجود حالة من المغالبة تمثلت بتواجد 25 من المتحاورين الممثلين لذات المنهجية ووجود 5 فقط من الممثلين لمنهجية أخرى.
وأضاف بأن إصدار بيان ختامي في ظل هذه الظروف وبشكل يستهجن الطرف الآخر أمر سيزيد الطين بلة وسيمثل نقمة على الحوار مبينا وقوفه بالضد لتغول جسم على جسم آخر وتغول الإسلام السياسي وإستمرار حالة الغبن وإستغلال الفرص ووقوفه مع التوازن خلال الفترة الحالية.