ليبيا- لم تكن السفن و البوارج الإيطالية و الألمانية و الأمريكية و البريطانية وحدها ضيف المياه الليبية لمكافحة الهجرة الغير الشرعية التى تتسبب شهريا فى مصرع مئات المهاجرين و غالبيتهم من الأفارقة قبالة سواحل ليبيا بل أن ضيوفاً آخرين غير مرغوب بهم و صلوا أيضاً للمشاركة فى حفلات الطعام الكبيرة على جثث البشر التى يتسبب بها تجار الموت و هي عبارة عن فصائل قاتلة من سمك القرش .
و فى منتصف أبريل الماضي تمكن صيادون على متن جرافات صيد كانوا يعملون قبالة سواحل مدينة زوارة من إصطياد عدد مهول من القروش البيضاء و قروش النمر القاتلة فى موقع كان قد شهد قبل يوم واحد فقط غرق قارب للمهاجرين أسفر عن فقدان حوالي 200 مهاجر كما أن اخصائيي الإنقاذ دائما ما يتحدثون عن وجود آثار قضمات ضخمة على جثث المهاجرين الغرقى التى حولت بعضها إلى اشلاء .
و يرجح خبراء من الجمعية الليبية للكائنات البحرية تحدث معهم المرصد وجود صلة بين وفرة الطعام و هجرة الكائنات البحرية من موطن إلى موطن آخر لا سيما و أن القرش يعد واحداً من السلالات البحرية القادرة على التكيف مع التغيرات الطبيعية بسبب البحث عن الطعام و لكن لم تسجل حتى الآن أي حالات موثقة لتعرض مواطنين مصطافين لهجوم القرش خلال الصيف الماضي إلا أن تزايد وجود هذه القروش و تكرار حالات إقترابها من الساحل قد يجعلهم عرضة للخطر فى الصيف المقبل .
و فى نهاية الاسبوع الماضي سجل موظفون فى شركة لانوف لإنتاج النفط و الغاز مقطعاً مصوراً يظهر حوالي 10 قروش ضخمة عالقة فى قناة مائية أغلقت عليهم بعد دخولهم لها و لم تكن هذه المرة الأولى التى يظهر بها قرش فى مناطق شرقي البلاد حيث سجل مقطع آخر يوثق ظهور بعضها فى خليج البمبمة القريب من الحدود المصرية و هي منطقة يستخدمها المهاجرون المصريون فى الهجرة إلى اليونان و جنوب شرق إيطاليا .
و فى ذات السياق كشف تقرير إستقصائي أصدره موقع “ريسيرش غيت” العلمي الألماني عن معالم إكتشاف مجموعة صيادين من العاصمة طرابلس عينات سمك قرش من فصيلة “النمر” بالمياه الإقليمية الليبية في جنوب البحر الأبيض المتوسط.
https://youtu.be/PRgjG0MlbLY
التقرير الذي تابعته وترجمته صحيفة المرصد أشار إلى أن هذا الإكتشاف الذي تم في الـ7 من يناير عام 2015 يتميز عما سبقه من إكتشافات بحسن التوثيق وبشكل يؤكد وبما لا يقبل الشك فيه وجود هذا النوع من أسماك القرش بمياه حوض البحر الأبيض المتوسط وتحديدا في مياه ليبيا الإقليمية.
و أفاد التقرير بالعثور على عينتين لأنثى وذكر يافعين تم إصطيادهما بالصدفة من قبل الصيادين شمال شرق طرابلس بالجزء الغربي من خليج السدرة ليتم توثيق هذه العينات بالصور في مكتبة جامعة العاصمة حيث بلغ طول الواحدة منها نحو 95 سنتيمترا وبرؤوس وأفواه كبيرة وخطوم قصيرة وحادة فيما يبلغ في العادة طول القرش البالغ منها أكثر من 7 أمتار.
وأضاف التقرير بأنه ووفقا لحجم العينات فأنها تبدو قد وُلدت مؤخرا وبشكل يفترض بأن هذه الولادة تمت داخل البحر الأبيض المتوسط وبالتحديد بالقرب من المنطقة التي وجدت فيها أي بمياه ليبيا الإقليمية وهو ما يدحض التقارير التي أشارت في وقت سابق إلى أن هذا النوع من أسماك القرش لا يميل للعيش في حوض هذا البحر.
وأشار إلى أن هذا الإكتشاف سيساهم بإثارة تساؤلات بشأن إمكانية ظهور هذا القرش بشكل عرضي ومشرد ومعزول عن بيئته الأصلية أو دليلا على إستقراره بالمنطقة لعوامل غير محددة إلا أن القائمين على التقرير إستدركوا بالتأكيد على كون الإكتشاف يبقى ليس بدليل على وجود هذه الأحياء والحاجة لمزيد من البحوث والدراسات لإثبات ذلك.
يشار إلى أن هذه السلالات من أسماك القرش تعيش بأقصى جنوب الأطلسي بالقرب من جزر الأزور والمغرب وجز الكناري وبعيدا عن سواحل غانا وفي سواحل الولايات المتحدة وتمتد إلى أوروغواي لتضم خليج المكسيك وجز الكاريبي والمحيط الهادئ والمحيط الهندي والبحر الأحمر مع بقاء إحتمالية قيامها بتغيير أماكن تواجدها.