ليبيا – أرجع محمد قليوان المتحدث بإسم القوة الثالثة التابعة للمجلس العسكري مصراتة الإشتباكات المتفرقة التي تحدث بمدينة سبها إلى بعض الإشكاليات القبلية البسيطة التي تندلع بين بعض القبائل وتتطور لتصل مرحلة الإشتباكات الدامية.
قليوان أكد بمداخلته الهاتفية في برنامج بانوراما اليوم الذي أذيع أمس السبت عبر قناة ليبيا بانوراما أن لجوء المتحاربين إلى إستخدام الأسلحة الثقيلة والبيوت التي يقطن فيها النساء والأطفال كمراكز للرماية يحول دون نجاح القوة الثالثة واللواء السادس بإنهاء هذه الإشتباكات التي لا تتوقف في العادة إلا بعد نجاح أعيان القبائل بالتدخل لوقفها مضيفا بأن دخول القوة واللواء على خط الوساطة بين الأطراف المتحاربة والتمركز كقوة محايدة للمراقبة لا يتم إلا بعد توصل الأعيان إلى وقف لإطلاق النار بين المتحاربين.
ووصف قليوان الأوضاع الأمنية في مدينة سبها بالمزرية في ظل وجود الكثير من الأسلحة الثقيلة التي تستخدم بتهديم البيوت وقتل الأبرياء مع بقاء إحتمالية إنحدار الأوضاع إلى المزيد من السوء في حال إخفاق أعيان القبائل بإنهاء هذه الحالات التي لا تستطيع القوة الثالثة أو اللواء السادس التدخل عسكريا لحلها في ظل توريط الأسر والأطفال والنساء ممن لا علاقة لهم بهذه الحرب مستدركا بالإشارة لإسهام القوة في السابق بحل بعض من هذه الإشكاليات عبر التواصل مع القبائل مثل القذاذفة والتبو وأولاد سليمان والطوارق وغيرها من القبائل.
وأضاف بأن هذه النزاعات المسلحة تسببت بسقوط العديد من الجرحى حيث قامت القوة الثالثة صباح أمس السبت بنقل 25 جريحا بالطائرة وآخرين عبر السيارات مشيرا إلى أن القوة الثالثة تهدف من وراء إتصالاتها مع القبائل إلى حقن الدماء لا سيما بعد تأزم الأوضاع وتحول البيوت في منطقة سكرة والشارع المؤدي إليها إلى ميدان للرماية ما حتم على القوة وبالتعاون مع اللواء السادس والقوات الأمنية الأخرى تنظيم صفوفها وجهودها للقيام بمهام حماية مدينة سبها.
وشدد قليوان على وجوب توافق جميع القبائل في سبها على مسألة رفع الغطاء الإجتماعي عن كل مجرم ومسلح من أجل تمكين القوة الثالثة واللواء السادس وباقي القوات الأمنية من العمل في بيئة صحية مشيرا إلى أن ما يجري حاليا يتمثل بإلقاء القبض على المجرمين ومروجي المخدرات وغيرهم من المسلحين ليتم الإفراج عنهم لاحقا لعدم وجود القضاء والنيابة العامة وبضغط من قبائلهم.
وتطرق قليوان أيضا إلى مسألة القتل على الهوية والمدينة في بعض البوابات بسبب اللوحات التعريفية للسيارات أو البطاقات الشخصية التي تبين المدينة التي يولد فيها حامل البطاقة داعيا الجهات الحكومية إلى معالجة هذا الخلل الإداري الذي يتسبب بسقوط العديد من الضحايا الأبرياء وذكر كلمة ليبيا فقط في البطاقات الشخصية.
وعزا قليوان حالة إرتفاع معدلات السرقات والبطالة والتضخم وغياب مستلزمات الحياة اليومية الضرورية للمواطن كغاز الطهي والوقود والمواد الغذائية في سبها إلى زحف سكان عدد من المدن والمناطق المجاورة المهمشة مثل مرزق وغات وغيرها إلى المدينة ملقيا بلائمة هذه الأوضاع المتردية على عاتق الحكومات التي لم تنصف المدينة في الحاضر كما لم ينصفها النظام السابق في الماضي.