تحاشى الجيش التركي في البيان الذي أعلن فيه فقدان الاتصال باثنين من جنوده في سوريا الثلاثاء، التعليق على تبني داعش في وقت سابق عملية أسرهما، مما يوحي باعتراف غير مباشر بسقوط الجنديين بقبضة المتشددين.
واكتفى بيان الجيش بالقول إن الاتصال انقطع بالجنديين الثلاثاء حوالي الساعة 15.30 بالتوقيت المحلي في إطار عملية “درع الفرات” بشمال سوريا، دون أن يحدد المنطقة التي كانا يتواجدان فيها، أو حتى طبيعة مهمتهما.
وتشارك قوات تركية خاصة إلى جانب فصائل من الجيش السوري الحر في العملية، التي أطلقت في أغسطس الماضي، للتصدي لتنظيم داعش المتشدد في المناطق الحدودية شمالي سوريا، ولوقف تمدد المقاتلين الأكراد.
ولم يكشف الجيش إن كان الجنديان يشاركان في عملية ضد الأكراد، أو داعش الذي كان قد قال في بيان، على وكالة أعماق للأنباء التابعة له في وقت سابق، إن مقاتليه أسروهما قرب قرية الدانا غربي بلدة الباب في ريف حلب.
ومدينة الباب خاضعة حاليا لداعش، وبدأت، قبل أيام، القوات التركية والمعارضة المسلحة التي يغلب عليها التركمان والعرب عملية للسيطرة عليها، مما يرجح أن الجنديين سقطا بأسر المتشددين، أو حتى قتلا واحتفظ التنظيم بجثتيهما.
ويؤكد عدم نفي أو تأكيد بيان الجيش التركي لتبني داعش هذه الشكوك، كما يشير أيضا إلى حالة الارتباك التي تمر بها أنقرة مع بدء ارتفاع خسائر القوات التركية المشاركة في “درع الفرات”، لاسيما أن الحادث يأتي بعد أيام من مقتل 3 جنود.
وكان الجيش قد أعلن، في 24 نوفمبر الجاري، مقتل 3 جنود أتراك وإصابة 10 آخرين في منطقة الباب شمالي سوريا، إثر غارة جوية رجحت رئاسة الأركان التركية أن طائرات “قوات النظام السوري” هي من نفذتها.
وكانت وسائل الإعلام التركية ذكرت أولا أن الجنود الثلاثة قتلوا في هجوم لتنظيم داعش في منطقة الباب، ليرتفع بذلك عدد الجنود الأتراك الذين قتلوا منذ بدء “درع الفرات” إلى 15 جنديا، بحسب حصيلة لوكالة “فرانس برس”.