ليبيا – وجه مندوب ليبيا الدائم سابقاً لدى الأمم المتحدة ابراهيم الدباشي رسالة وصفها بـ”رسالة وداع” للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لإستعداده لمغادرة نيويورك بعد قرار الامانة العامة للأمم المتحدة بمنعه من ممارسة مهامه.
وإعتبر الدباشي خلال رسالته التي تحصلت المرصد على نسخة منها قرار الامانة العامة للأم المتحدة بأنه غير قانوني والصادر وفق قرار رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج الذي تم رفض حكومته مرتين من قبل مجلس النواب ولم تنقل إليه الصلاحيات التنفيذية التي منحها الدستور لرئيس مجلس النواب.
وأضاف المندوب الدائم لليبيا لدى الأمم المتحدة أن ذلك يجعل من جميع قرارات الرئاسي لاغيةً إلى ان يتم تضمين الإتفاق السياسي في الإعلان الدستوري.
الدباشي أرجع منعه من ممارسة مهامه وحرمان ليبيا من تمثيلها الشرعي بالأمم المتحدة والمحافل الدولية أنه جاء نتيجة التعليمات غير القانونية الصادرة عن وكيل الأمين العام للشؤون السياسية جيفري فيلتمان.
واعتبر الدباشي أن قرار منعه من ممارسة مهامه إنتهاك صارخ للسيادة الليبية وحكم القانون وميثاق الأمم المتحدة ، مبيناً بأنه سابقة خطيرة إستبدلت السلطة التشريعية في ليبيا بمجلس الأمن من خلال التنفيذ السابق لأوانه لقرار مجلس الأمن 2259 (2015) ودمرت صدقية ونزاهة الأمم المتحدة في عيون الليبيين.
وقال المندوب الدائم لليبيا لدى الأمم المتحدة أن هذا القرار سيؤدي لإطالة أمد الفوضى المؤسساتية والأمنية مؤكداً على أن الأمم المتحدة ستتحمل مسؤولية كبيرة لما يعانيه الشعب الليبي نتيجة ذلك.
وأضاف أنه وبإعتباره الممثل الدائم لليبيا لدى الأمم المتحدة وضع تحفظاته الشخصية جانباً وكان من أكثر الداعمين المتحمسين للإتفاق السياسي الليبي نتيجة غياب أي بديل قيد النقاش ولتمثيله الفرصة الوحيدة لتشكيل حكومة وحدة وطنية يدعمها البرلمان قادرة على توحيد مؤسسات الدولة.
الدباشي أعرب عن تفاجئه من تصرف بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا وسلوكها الغير مكترث حيال جميع إنتهاكات الإتفاق السياسي وكل التحفظات التي تم التعبير عنها حول بعض نصوصه.
وأشار الدباشي إلى قيام البعثة بالتشجيع على إنتهاك الإتفاق من خلال تأخير تنفيذ التدابير الأمنية و الإعتراف بقرارات المجلس الرئاسي غير التوافقية وغير القانونية والتعامل مع ما يسمى بمجلس الدولة الذي شكل بمخالفة واضحة للإتفاق السياسي.
إضافةً لتشجيع البعثة للمجلس الرئاسي على الإعتماد على المليشيات في أمنه وتصريحات الممثل الخاص للأمين العام التي تشوه صورة الجيش وحربه ضد الإرهاب في مدينتي بنغازي ودرنة والإصرار غير المبرر على تجريد ليبيا من حكومتها الشرعية وتحويل سلطتها بطريقة غير قانونية إلى 7 أعضاء من المجلس الرئاسي ودفعهم للإعتماد على الدعم السياسي الاجنبي بدلاً من الحصول على الشرعية الدستورية.
و إعتبر الدباشي أن التدخل الأجنبي المفتوح في شؤون ليبيا الداخلية شجع مجموعة من الدول على فرض وصاية غير معلنة على ليبيا تحت مظلة الأمم المتحدة مستخدمة لجنة ثلاثية “ترويكا”.
و أوضح الدباشي أن هذا اللجنة تضم الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة وسفيرين أجنبيين غير معتمدين وهم من يقرر نيابة عن الليبيين بمساعدة لجنة للحوار يهيمن عليها الأجانب من أصل ليبي والمتطرفون المتأسلمون الذين خسروا الإنتخابات والتعاطف الشعبي في ليبيا بحسب قوله.
وطالب الدباشي الأمين العام و غوتيريس بالقيام بمراجعة فورية وعميقة لأداء بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا وقيادتها وخاصة في الشؤون السياسية والأمنية إضافة لضرورة إصدار التعليمات إليها ولمساعديهم في الامانة العامة بإحترام حكم القانون وسيادة ليبيا وإرادة شعبها.
وفي الختام ثمّن المندوب الدائم لليبيا لدى الأمم المتحدة الجهود التي بذلتها البعثة لمساعدة الشعب الليبي خلال”الثورة” وبعدها.