ليبيا – أرجع عضو المكتب الإعلامي لغرفة عمليات البنيان المرصوص أحمد الروياتي إحجام الغرفة عن إعلان التحرير الكامل لمدينة سرت من وجود تنظيم “داعش” إلى وجود 10 أو 15 عنصرا من عناصر التنظيم من الرافضين للإستسلام.
الروياتي أكد بمداخلته الهاتفية في برنامج غرفة الأخبار الذي أذيع أمس الإثنين عبر قناة ليبيا روحها الوطن بأن هذه العناصر القليلة لا تزال راغبة بالقتال حتى نفاد ذخيرتها على الرغم من إيقاف العمليات الحربية متوقعا في الوقت ذاته أن يشهد اليوم الثلاثاء إعلان التحرير.
وأضاف بأن حي الجيزة البحرية الذي يتمترس فيه عناصر “داعش” بعد أن رفضوا مغادرته تعرض إلى دمار كبير جدا فيما لا تعاني باقي المناطق من ذات الشدة في الدمار مرجعا ذلك لتعامل قوات البنيان المرصوص بقوة مع عناصر التنظيم الذين رفضوا الفرار من هذا الحي.
وأوضح الروياتي بأن الأسباب الحقيقية التي قادت إلى إنطلاق عملية البنيان المرصوص تمثلت بتغول نفوذ تنظيم “داعش” بمدينة سرت ورغبته بزيادة رقعته الجغرافية ما جعله يهاجم المناطق القريبة من المدينة والمناطق الأخرى الصغيرة الجنوبية فضلا عن وصوله إلى بوابة بوقرين في مايو الماضي وإلى مشارف مدينة الجفرة ما حدى بجهات عدة من بينها القوات المسلحة الموجودة بالمنطقة الشرقية إلى إعلان عزمها الزحف إلى سرت للقضاء على وجود هذا التنظيم فيما بادرت قوات البنيان المرصوص بالزحف أولا.
وتطرق الروياتي إلى محاولات عدة قامت بها جهات عسكرية للقضاء على وجود تنظيم “داعش” في سرت من بينها الكتيبة الـ166 إلا أنها لم تقم بذلك بشكل فعال لأسباب تحفظ عضو المكتب الإعلامي لغرفة عمليات البنيان المرصوص عن ذكرها مشيرا في الوقت ذاته إلى تمكن قوات الغرفة من القضاء على أكبر تنظيم وخلال أقل من 6 أشهر يضم أكثر من 1200 عنصر تم قتلهم بعد إنهيارهم إثر الحصار الكاسح للقوات لآخر المنازل المتبقية لهم حيث شهد يوم أمس الإثنين مقتل أكثر من 50 عنصرا منهم وأسر قرابة الـ20 أوالـ30 بينهم قيادات بارزة تحفظ الروياتي عن ذكر أسمائها.
وتناول الروياتي موضوع نشوء تنظيم “داعش” الذي يعلم كافة الليبيين بشأنه والخلاف الوحيد الدائر بشأن وجود جهات ليبية دعمت هذا التنظيم بشكل سري أم أن النشوء تم نتيجة إهمال وصراعين سياسي وعسكري مضيفا بأنه إلى حد الآن لا يعلم بالأسماء المتورطة مع “داعش” أو بشأن وجود أدلة حول إهمال جهات معينة أو تلك الدالة على إرتباطات ما بين التنظيم في سرت ونظيره في بنغازي حيث تم إناطة مسؤولية متابعة وجمع الأدلة المتوافرة بشأن إعترافات بعض الأشخاص حول كيفية دخولهم وخروجهم من سرت في فترة ما قبل الحرب وحتى الآن بالإستخبارات العسكرية.
وبين الروياتي وجود تعاون كبير وعلى كافة المستويات بين غرفة عمليات البنيان المرصوص والمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فيما تبقى مسألة تأمين مدينة سرت بعد الإنتهاء من تحريرها منوطة بالإمكانيات التي ستتوافر بالتنسيق الكامل ما بين المجلس والغرفة مؤكدا وجود مشروع كامل لدى الغرفة تم عرضه على الرئاسي لوضع الآليات العسكرية والإدارية لتأمين المدينة وحمايتها لفترة زمنية معينة لا تقل عن 6 أشهر في ظل وجود بعض الخلايا في جنوبها والمناطق الصحراوية تقوم بالعمليات ما بين الحين والآخر وآخرها محاولة زرع لغم أرضي على الطريق الساحلي ما يضع الجميع أمام واقع تأمين سرت وأخذ الحيطة والحذر من أي عمليات إنتقامية خاصة بعد القضاء الكامل على التنظيم فيما لم يتم إلى الآن البت بالخطة النهائية لذلك من قبل الرئاسي وإمكانية الإعلان عنها خلال اليومين المقبلين.
وأضاف بأنه حتى الآن لا يوجد أي ترتيبات أو وضوح لأسماء التشكيلات التي ستقوم بتأمين مدينة سرت مع مخاوف من عدم بقاء أي كتيبة للقيام بذلك لقلة الموارد المالية التي سترتب بقاء التشكيلات المسلحة مرجحا تولي هذه المسؤولية من قبل الكتيبة الـ166 أو الكتيبة الـ154 أو كتائب من الجنوب لكونها عسكرية ونظامية ولديها رواتب.
وتطرق الروياتي في الوقت ذاته إلى الطلبات المنطقية التي تطالب بها غرفة عمليات البنيان المرصوص منذ شهرين تقريبا بخصوص توفير الذخائر التي كان فيها نقص في أوقات معينة وبشأن إعطاء الدعم اللازم لإجراء الترتيبات الكاملة فيما بعد تحرير مدينة سرت حيث تحتاج هذه الإجراءات إلى الأموال التي لا يمتلكها المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق ما يحتم على المجلس بذل المزيد من الجهود لتوفيرها بغية دفع المستحقات المالية للشباب غير النظامين ممن تركوا أعمالهم منذ 6 أشهر وأتوا للقتال فضلا عن التعامل مع مسألة وجود 700 “شهيد” و3 آلاف جريح سقطوا إثر عملية البنيان المرصوص.
وكشف الروياتي عن إجتماع عقد أمس الإثنين بين بعض قيادات مدينة سرت والحكماء والشيوخ فيها ومجلسها البلدي ومجلس حكماء مصراتة وغرفة عمليات البنيان المرصوص لإجراء نوع من التقارب بين المجتمعين بعد أن شهد الإجتماع حضور جهات مختلفة فيما بينها معربا عن أمله في توافق من إجتمعوا لاسيما بعد عودة 65 ألف ساكن من مدينة سرت إلى الأحياء القريبة منها فيما تبقى المناطق الخالية من السكان في وسطها هي الأحياء 1و2و3 حيث أعربت الغرفة عن أملها بتلقي الدعم من هذه الجهات لإعادة الحياة إلى طبيعتها.