ليبيا – عرضت قناة ليبيا الحدث يوم الخميس الماضي إعترافات عنصرين من المشاركين بالهجوم الأخير على الحقول والموانئ النفطية في منطقة الهلال النفطي كشفاً خلالها عن تفاصيل مهمة بشأن الهدف من هذا الهجوم والجهات التي تقف ورائه.
الإعترافات التي تابعتها صحيفة المرصد كان أولها لآمر “محور هراوة” العقيد أسامة محمد صالح العبيدي الذي شغل سابقاً منصبا بإدارة العلاقات الدولية في قسم الملحقية بوزارة دفاع الوفاق ليشير خلال إعترافاته إلى تكليف “وزير الدفاع المفوض” بحكومة الوفاق المرفوضة من مجلس النواب العقيد المهدي البرغثي لغرفة عمليات أطلق عليها إسم غرفة تحرير الموانئ والحقول النفطية بإمرة العميد إدريس بوقويطين ليلتحق وقوات محوره فيما بعد بمنطقة الجفرة ويبقى فيها لمدة يومين جرى خلالهما إجتماع ضم البرغثي وبشير بوغفيرة وبوقيطين والعقيد مفتاح حمزة وموسى بوعين وإسماعيل الصلابي وإبراهيم الجضران وفرج شكو كاشفاً في الوقت ذاته عن الإشراف المباشر للبرغثي على عملية الهجوم على الحقول والموانئ النفطية فيما صادق بوقيطين على خطة الهجوم.
وأشار العبيدي إلى عودته للعاصمة طرابلس بعد تلقيه التعليمات وبقائه فيها لمدة يومين ليقرر العودة بعدها لمحوره في هراوة للمشاركة بالهدف المعلن لإنشاء الغرفة وهو الهجوم على مواقع الجيش بمناطق السدرة وراس لانوف والحقول النفطية الواقعة جنوبها حيث تم الإتفاق خلال الإجتماع على خروج قوات الغرفة من 3 محاور لبدأ الهجوم على أن تبدأ بالتزامن مع ذلك عمليات نوعية بمدينة بنغازي تشمل التفجيرات وأعمال إثارة الفوضى تقوم بها جماعة سرايا تحرير بنغازي التي يرأسها إسماعيل الصلابي من دون بيان إمتلاكه لمزيد من التفصيلات بشأن طبيعة هذه العمليات النوعية مبيناً بأن الإجتماع شهد أيضا تحديد ساعة إنطلاق قوات الغرفة وساعة التنفيذ لينطلق بعد ذلك العبيدي مع رتل مؤلف من 4 سيارات مسلحة وسيارتين من طراز تويوتا أو المسماة “بالفجعة” تتبع الكتيبة الـ12 مشاة فيما شاركت معه بعد ذلك سيارات تابعة لغرفة العمليات والسيطرة بمحور هراوة كانت مهمتها الأولى وفقاً للتعليمات السيطرة على السدرة وراس لانوف بعد الدخول عبر الطريق الساحلي نحو منطقة هراوة ومن ثم التوجه إلى السدرة وراس لانوف والسيطرة عليهما ليتم الإشتباك بعد ذلك مع قوات الجيش وتعرض قواته لقصف من طيران سلاح الجو التابع لقيادة الجيش وليتم بعدها أسره.
وبين العبيدي وجود نحو 60 سيارة أو آلية مسلحة كانت بإمرته فضلاً عن الأسلحة المستخدمة من عيار 23 و14 ونصف ودوشكا و106 مقراً بالخطأ الذي وقع فيه ومجموعته لمحاربتهم الجيش وبأنه لاقى معاملة حسنة من القوات المسلحة لدى وقوعه بالأسر متطرقاً إلى التشكيل المسلح الذي كان متواجداً بالجفرة بإسم سرايا تحرير بنغازي الذي يضم قوة كبيرة تقدر بـ150 إلى 200 آلية وبتسليح عال حيث كانت كافة الذخائر والأسلحة تأتي عن طريق مطار معيتيقة ومن خلال “وزارة الدفاع” بحكومة الوفاق المرفوضة من مجلس النواب وبجميع الأصناف الخفيفة والمتوسطة والثقيلة ومن بينها صواريخ سام 5 و7 المضادة للطائرات ليتم إرسالها فيما بعد لمدينة بنغازي لدعم الجماعات المسلحة هناك في حربها ضد الجيش.
وتطرق العبيدي إلى وجود محورين آخرين بقيادة إبراهيم الجضران وإسماعيل الصلابي تم الإتفاق على أن تخرج من خلالهما قوات من مجموعتين من منطقة الجفرة للقيام بإلتفاف على الحقول والموانئ وليتم الإتفاق أيضا على الإتجاه فوراً بعد السيطرة على الموانئ والحقول لمنطقتي إجدابيا والبريقة حتى الوصول إلى بنغازي لإسقاط القيادة العامة للجيش مضيفاً بأن الميليشيات المتطرفة في مدينة مصراتة والعاصمة طرابلس داعمة لمشروع الإرهابيين في بنغازي بهدف السيطرة على الدولة وإنهاء القيادة العامة للجيش وتفكيك القوات المسلحة.
وأضاف بأن غالبية المجموعة التي كانت بإمرته من العسكريين فيما تضم المجموعات الأخرى جماعة من حرس المنشآت النفطية التابع للجضران ويوجد البعض من التابعين للمجموعات الإرهابية التي تضم متطوعين وأجانب مقراً بخطأ الحسابات بشأن إعتماد الجيش في بتركيبته القتالية المدافعة عن الحقول والموانئ النقطية على أناس أجانب من التبو والتشاد بعد أن إكتشف مسألة محاربته لشباب ليبيين وعسكرين نظاميين.
ووصف العبيدي حكومة الوفاق المرفوضة من مجلس النواب بحكومة “كومبارس” تسيرها جهات داخلية وأخرى تمثل دولاً خارجية بهدف السيطرة على السلطة في ليبيا وتقسيم البلاد إلى 3 ولايات.
من جانبه أكد المتطوع بسرايا الدفاع عن بنغازي حميد محمد بودربالة المنحدر من مدينة زلة الذي تم أسره بميناء السدرة عقد إجتماع لم يحضره قبل 3 أيام من الهجوم ضم القيادي بالسرايا العميد مصطفى الشركسي وإسماعيل الصلابي وفرج شكو والعميد إدريس بوقويطين قرروا خلاله إستعادة الموانئ والحقول النفطية من الجيش لتصل الأوامر بالتحرك في الساعة الـ8 مساء بعد تهيئة الأسلحة والسيارات التي كان عددها قرابة الـ100 سيارة فضلاً عن الأسلحة من عيار 19 ونصف و23 و7 وجراد ليسير الرتل الذي كان فيه بودربالة عبر طريق سرت حتى الوصول لمفرق حنيوة حيث إلتحمت به قوات الجضران ليتجه في الساعة الـ12 والنصف من صباح اليوم التالي نحو الحقول والموانئ النفطية وليتم بعدها الوصول لمنطقة قريبة تبعد 10 كيلومترات عن مدينة بن جواد ليبدأ طيران سلاح الجو التابع للجيش بالقصف حيث تم تدمير7-8 آليات لم يتعرف بودربالة على عددها الدقيق بسبب الظلام.
وأضاف بأن الأوامر كانت صارمة بعدم الإنسحاب بأي شكل من الأشكال على الرغم من شدة الإشتباكات مع قوات الجيش حيث أتت التعليمات بالإنتشار ليتم في الساعة الـ6 والنصف من فجر اليوم الثاني تقدم القوة من جديد لتدخل مدينة بن جواد في حدود الساعة الـ10 والنصف صباحاً ويبدأ بعد ذلك فتح الجبهة من محورين جنوبي وغربي بمشاركة أكثر من 150 سيارة وعدد من الأجانب بضمنهم عناصر من جنسيات تونسية وجزائرية ليعود بعدها الطيران بالقصف مرة أخرى ما أسفر عن إحراق عدد من الآليات فيما كانت الإشتباكات واسعة بالمحورين الجنوبي والغربي الذي كان فيه يتواجد فيه بودربالة ليتم بعدها الإنسحاب والقبض عليه عند بوابة السدرة.